السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*******************
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان
، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو
مشاحن " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة "
3 / 135 :
حديث صحيح ،
روي
عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا و هم معاذ ابن جبل و أبو
ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة و أبي
بكر الصديق
و عوف
ابن مالك و عائشة .
قال السندي
: عند شرحه لهذا الحديث في سنن ابن ماجة:
(قوله : أو مشاحن ) في
النهاية هو المعادي
قال الأوزاعي : أراد به
صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة
وقال الطيبي
: لعل المراد ذم البغضة التي تقع بين المسلمين من قبل النفس الأمارة
بالسوء لا للدين فلا يأمن أحدهم أذى صاحبه من يده ولسانه لأن ذلك
يؤدي إلى القتال وما ينهى عنه...)
وإليكم كل ما ورد من أحاديث عن ليلة النصف من شعبان
وعن فضلها وعن صحتها أو
ضعفها
بسم الله
الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
وبعد :
فإن شهر شعبان من الشهور المعظمة في الشرع وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يلحظه بالعبادة فتستحب زيادة العبادة فيه كما ثبت في الحديث الصحيح ,
وإذا كانت العبادة تتأكد في شهر شعبان فإنها آكد وأشد استحبابا في ليلة
النصف من شعبان لورود الأحاديث الثابتة والمفيدة لأفضلية هذه الليلة
المباركة . فقد ثبت فضل ليلة النصف من شعبان في أحاديث مروية عن النبي صلى
الله عليه وسلم من طرق متعددة , عن عبد الله بن عمرو , ومعاذ , وأبي هريرة ,
وأبي ثعلبة , وعوف بن مالك , وأبي بكر , وأبي موسى , وعائشة رضي الله
تعالى عنهم أجمعين .
1- فالحديث الأول رواه عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :
( يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر
لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس ) . أخرجه أحمد في المسند ( 2 /
176 ) بإسناد لين . ( الترغيب والترهيب 3 / 284 , مجمع الزوائد 8 / 65 ) .
2- والحديث الثاني رواه معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا
لمشرك أو مشاحن ) . أخرجه ابن حبان في صحيحه ( 12 / 481 )
والطبراني في الكبير ( 20 / 109 ) وفي الأوسط ( المجمع 8 / 65 ) وأبو
نعيم في الحلية ( 5 / 195 ) وغيرهم , جميعهم عن مكحول عن مالك بن يخامر عن
معاذ به مرفوعاً . قال الحافظ الهيثمي في المجمع ( 8 /65 ) : رواه الطبراني
في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات . انتهى . ومالك بن يخامر ثقة مخضرم وقد
أدركه مكحول فلا انقطاع في إسناده كما قيل , والحاصل أن ابن حبان أصاب في
تصحيحه لهذا الحديث . ومن الطريقين السابقين فقط تعلم تقصير من حكم على هذا
الحديث بالضعف .
3- والحديث الثالث رواه أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده , إلا
لمشرك أو مشاحن ) . أخرجه البزار في مسنده ( كشف الأستار 2 / 436 )
وقال الهيثمي في المجمع ( 8 / 65 ) رواه البزار وفيه هشام بن عبد الرحمن ,
ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات على أن هشاماً ذكره البخاري في التاريخ الكبير
8 / 199 وسكت عنه .
4- والحديث الرابع رواه أبو ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا كان ليلة النصف من شعبان يطلع الله عز وجل إلى
خلقه فيغفر للمؤمنين , ويترك أهل الضغائن وأهل الحقد بحقدهم ).
أخرجه الطبراني ( المجمع 8 / 65 ) وابن أبي عاصم في السنة ( 1 / 223 )
وقال الهيثمي ( 8 / 65 ) : وفيه الأحوص بن حكيم وهو ضعيف . انتهى . والأحوص
بن حكيم القول فيه قول الدارقطني : يعتبر به إذا حدث عن ثقة . انتهى (
التهذيب 1 / 168 ) فمثله يحتج به في باب المتابعات والشواهد .
5- والحديث الخامس رواه عوف بن مالك بنحو حديث أبي هريرة ومعاذ أخرجه
البزار في مسنده ( كشف الأستار 2 / 436 ) وإسناده لين .
6- والحديث السادس رواه أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من
شعبان إلى السماء الدنيا , فيغفر لكل نفس إلا إنساناً في قلبه شحناء أو
مشركاً بالله عز وجل ) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ( رقم 90 )
وابن أبي عاصم ( رقم 509 ) وغيرهما . وقال البزار ( 2 / 435 ) : وقد روى
هذا الحديث أهل العلم واحتملوه . انتهى .
7- والحديث السابع رواه أبو موسى بنحو حديث أبي هريرة ومعاذ وعوف , أخرجه
ابن ماجه ( 1 / 446 ) واللالكائي ( رقم 763 ) وإسناده ضعيف .
8 – والحديث الثامن روته عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من
شعبان إلى السماء الدنيا فيغفرلأكثر من عدد شعر غنم كلب ) وإسناده
ضعيف . أخرجه أحمد ( 6 / 238 ) , والترمذي ( 3 / 107 ) وابن ماجه ( 1 /
445 ) وله طريق آخر إسناده ضعيف عن عائشة , أخرجه البيهقي في الشعب ( 3835
) وفيه التصريح بقيام النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة وجاء فيه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذه ليلة النصف من
شعبان , إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر
للمستغفرين ويرحم المسترحمين , ويؤخر أهل الحقد كما هم ) وحاصل ما
تقدم من الروايات المذكورة ثبوت فضل ليلة النصف من شعبان , خاصة وأن إحداها
وهي رواية معاذ قد صححها ابن حبان بمفردها . وتقدم قول البزار : ( روى هذا الحديث أهل العلم واحتملوه ) فالحديث ثابت
ثبوت الجبال الرواسي حتى إن الألباني قد صححه في ( السلسلة الصحيحة ) (
1144 ) وفي التعليق على السنة لابن أبي عاصم ( 509 , 510 , 511 , 512 )
أما من حكم على الحديث بالضعف فهو إنما أنه لا يعرف الحديث فليس له إلا أن
يقلد العارف به , أو هو متسرع . وإما مكابر ولا يجدي الكلام معه . وإذا علم
فضل تلك الليلة المباركة فيستحب فعل أي طاعة فيها تندرج تحت أصل عام من
صلاة أو صدقة , ونحو ذلك . ولو سلم ضعف الحديث وطلب المعترض الدليل الخاص
على قيام تلك الليلة فنقول في رد هذا الكلام :
أولا :- إن عدم الاكتفاء في المسألة
بالدليل العام , وطلب الدليل الخاص في كل مسألة بعينها يلزم منه تعطيل
العموم في الشريعة مما يؤدي إلى تضييق دائرة الشريعة المطهرة , ويلزم منه
أيضا النيل من الشريعة فإن طلب الدليل الخاص في كل مسألة بدعة في الدين .
ثانيا :- أما الاستدلال بمثل قوله تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )
( 21 الشورى ) فهو استدلال في غير
الموضوع : صحة ماورد عن حديث ليلة النصف من شعبان وفضلها المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya