|
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:41 | |
| تهاني ووقفات مع إطلالة شهر الصيام
وها هو شهر الرحمات والبركات على الأبواب ، ولا نقول حينها إلا تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وأعاننا على قيامه وصيامه ، وجعله الله شهر عز ورفعة لجميع المسلمين .. رمضان .. مدرسة عظيمة ، وجامعة عريقة ، تخرج الأجيال ، وتربى الأمم والمجتعات ، تصقل بها النفوس ، وتسمو بها المجتمعات ، هي دروس واضحة ساطعة ناصعة لمن له بصر أو بصيرة .. 1- رمضان .. لم يكن في يوم من الأيام مرتعا للكسالى ، وسكنا للنومى ، وتكأة يتعذر بها كل بليد كسول ، بل هو شهر للجد والعمل ، وتكثيف الجهد والبذل ، وموسما للتراحم والتكافل ، ولعل إطلالة سريعة على تاريخ المسلم تدرك من خلالها كيف حال رمضان فيها ، وكيف أن ( بدرا ) و ( ويرموكا ) و ( حطينا ) و ( عين جالوت ) كلها وغيرها كانت في رمضان .. ! 2- رمضان .. فرصة مناسبة للصادقين في التغيير ، ووقتا لن تجد أفضل منه للإصلاح وأول إصلاح وتغيير لمن يرومه هو إصلاح الذات والنفس .. رمضان يعلمنا أن في نفوسنا قدرة ، وقوة ، لا تقف في وجهها صعاب ، ولا يعوقها سدود ، ولكنها .. فقط .. إذا أرادت وعزمت .. !! انظر لأحوال الناس بين آخر شعبان ، وأول رمضان ، كيف يتغير المجتمع برمته ، فتكتض المساجد ، وتعظم الصدقات ، ويتنافس القراء والصوام والقوام في الخير ، وذلك كله في اقل من ليلة واحدة .. ! اهذه النفوس عاجزة عن الإصلاح والتغيير لو صدقت .. ! 3- رمضان .. يذكر المسلمين بحقوق إخوانهم وجيرانهم ، فالمجتمع الذي لا يرحم الفقير لا خير فيه ، وكيف يرحم فقيرا ، أو يطعم جائعا من لا يعرف الجوع ولا الحاجة !! فكم من بطون سدت جوعتها ، وحاجات كفيت مؤونتها ، وبلايا كشفت ، في هذا الشهر الكريم . 4- رمضان .. يربي النفوس على الإخلاص لله تعالى فيما تأتي وتذر ، وان يكون المقصد هو الله وطلب رضاه . أترى ذاك الصائم الجائع العطشان ، في شدة الحر ، وفي جهد العمل ، أتراه في خلوة نفسه يقدر على جرعة لا يعلمها انس ولا جان .. ! فيا لها من مراقبة .. ما اجلها لو استشعرناها ، وداومنا عليها .. ! 5- رمضان .. يعلمنا العبادة ، و صدق اللجوء إلى الله ، وتنقية النفوس ، وحفظ الجوارح ، والإحسان إلى الناس ، ورحمة الخلق ، ومراقبة الخالق و دروسا لا يعلمها إلا من خلق هذه النفوس فسواها . بلغنا الله ومن نحب هذا الشهر الكريم ، وجعلنا فيه من المقبولين والمرحومين . الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:42 | |
| هذا العمل العظيم كاد أن يصير نسيا منسيا في رمضان !!
قال فضيلة الشيخ العلامة الصالح العثيمين رحمه الله : فاجْتهدوا إخواني في كثرةِ قراءةِ القرآنِ المباركِ لا سيَّما في هذا الشهرِ الَّذِي أنْزل فيه فإنَّ لكثْرة القراءةِ فيه مزيَّةً خاصةً. كان جبريلُ يُعارضُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم القُرْآنَ في رمضانَ كلَّ سنةٍ مرّةً. فَلَمَّا كان العامُ الَّذي تُوُفِّي فيه عارضَه مرَّتين تأكيداً وتثبيتاً. وكان السَّلفُ الصالحُ رضي الله عنهم يُكثِرون من تلاوةِ القرآنِ في رمضانَ في الصلاةِ وغيرها. كان الزُّهْرِيُّ رحمه الله إذا دخلَ رمضانُ يقول إنما هو تلاوةُ القرآنِ وإطْعَامُ الطَّعامِ. وكان مالكٌ رحمه الله إذا دخلَ رمضانُ تركَ قراءةَ الحديثِ وَمَجَالسَ العلمِ وأقبَل على قراءةِ القرآنِ من المصْحف. وكان قتادةُ رحمه الله يخْتِم القرآنَ في كلِّ سبعِ ليالٍ دائماً وفي رمضانَ في كلِّ ثلاثٍ وفي العشْرِ الأخير منه في كلِّ ليلةٍ. وكان إبراهيمُ النَخعِيُّ رحمه الله يختم القرآن في رمضان في كلِّ ثلاثِ ليالٍ وفي العشر الأواخِرِ في كلِّ ليلتينِ. وكان الأسْودُ رحمه الله يقرأ القرآنَ كلَّه في ليلتين في جميع الشَّهر. فاقْتدُوا رحمَكُمُ الله بهؤلاء الأخْيار، واتَّبعوا طريقهم تلحقوا بالْبرَرَةِ الأطهار، واغْتَنموا ساعات اللَّيلِ والنهار، بما يُقرِّبُكمْ إلى العزيز الغَفَّار، فإنَّ الأعمارَ تُطوى سريعاً، والأوقاتَ تمْضِي جميعاً وكأنها ساعة من نَهار. اللَّهُمَّ ارزقْنا تلاوةَ كتابِكَ على الوجهِ الَّذِي يرْضيك عنَّا. واهدِنا به سُبُلَ السلام. وأخْرِجنَا بِه من الظُّلُماتِ إلى النُّور. واجعلْه حُجَّةً لَنَا لا علينا يا ربَّ العالَمِين. آمين وقال فضيلته رحمه الله : فمِنْ آداب التِّلاوَةِ إخْلاصُ النيِّةِ لله تعالى فيها لأنَّ تِلاَوَةَ القرآنِ من العباداتِ الجَليلةِ، كما سبقَ بَيَانُ فضلها، وقد قال الله تعالى {فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ } [غافر: 14]، وقال: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينِ } [الزمر: 2]. وقال تعالى: {وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَوةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ } [البينة: 5]، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «اقْرَؤُوا القرآنَ وابْتغُوا به وجهَ الله عزَّ وجلَّ مِن قبلِ أن يأتيَ قومٌ يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه»، رواه أحمد. ومعنى يتعجَّلونه يَطْلبون به أجْرَ الدُّنيا. ومِنْ آدَابِها: أنْ يقرأ بقلْبٍ حاضرٍ يتدبَّرُ ما يقْرَأ ويتفهَّمُ معانِيَهُ ويَخْشعُ عند ذلك قَلْبُه ويَسْتحضر بأنَّ الله يخاطِبُه فيه هذا القرآن لأنَّ القُرْآنَ كلامُ الله عزَّ وجَلَّ. ومِنْ آدَابِها: أنْ يَقْرَأ على طهارةٍ لأن هذا من تعظيم كلامِ الله عزَّ وجل، ولا يَقْرأ الْقُرآنَ وهو جُنُبٌ حَتَّى يَغْتَسِلَ إِنْ قدِر على الماءِ أو يَتيمَّم إنْ كان عاجزاً عن استعمال الماء لمرضٍ أوْ عَدَم. ولِلْجُنُبِ أن يذْكُرَ الله ويَدْعُوَهُ بِما يُوَافقُ الْقُرْآنَ إذا لم يقصدِ القرآنَ، مِثْلُ أن يقولَ: لا إِله إِلاَّ أنتَ سبحانَكَ إني كنتُ من الظالمين، أوْ يقولَ: ربنا لا تُزغْ قُلوبَنا بعد إذْ هَدَيتْنَا وهَبْ لَنَا من لَدُنْكَ رحمةً إنك أنتَ الوَهَّاب. ومنْ آدَابِها: أنْ لا يقرأ القرآنَ في الأماكِنِ المسْتَقْذَرة أو في مجمعٍ لا يُنْصَتُ فيه لقراءتِه لأن قراءَتَه في مثل ذلكَ إهانةٌ له. ولا يجوز أن يقرأ القرآن في بْيتِ الخلاءِ ونحوه مما أُعِدَّ للتَّبَوُّلِ أو التَّغَوُّطِ لأنه لا يَلِيْقُ بالقرآنِ الكريمِ. ومِنْ آدابِها: أن يستعيذَ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ عندَ إرادةِ القراءة لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَنِ الرَّجِيمِ } [النحل: 98] ولئلاَّ يَصُدَّه الشيطانُ عن القراءةِ أوْ كمالِها. وأمَّا الْبَسْمَلةُ فإنْ كان ابتداءُ قِرَاءتِه منْ أثْنَاءِ السُّوْرَةِ فلا يُبَسْمِلُ، وإنْ كانَ من أوَّلِ السورةِ فَلْيُبَسْمِلْ إلا في سورةِ التَّوْبةِ فإنَّه ليس في أوَّلها بَسْملةٌ. لأنَّ الصحابةَ رضي الله عنهم أشْكَلَ عليهم حينَ كتابةِ المِصْحفِ هل هي سورةٌ مُسْتَقِلَّةٌ أو بقيَّةُ الأنْفال ففَصَلُوا بينهما بدونِ بَسْمَلةٍ وهذا الاجتهاد هو المطابق للواقع بلا رَيْبٍ إذْ لو كانت البَسْمَلة قد نزلت في أولها لَبَقِيَتْ محفوظة بحفظ الله عزَّ وجل لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ } [الحجر: 9]. ومِن آدَابِها: أن يُحَسَّنَ صوتَه بالقُرآنِ ويترَّنَّمَ به، لمَا في الصحيحين من حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «ما أذِنَ الله لِشَيْء (أي ما اسْتَمَع لشيءٍ) كما أذِنَ لنَبِيٍّ حَسنِ الصوتِ يَتغنَّى بالقرآنِ يَجْهرُ به». وفيهما عن جبيرِ بن مُطْعمٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم يقرأُ في المَغربِ بالطُّورِ فما سمعتُ أحداً أحسنَ صوتاً أو قراءةً منه صلى الله عليه وسلّم. لكِنْ إنْ كان حوْلَ القارأ أحدٌ يتأذَّى بِجهْرهِ في قراءتِه كالنائم والمصِّلي ونحوهما فإنَّه لا يجْهرُ جهْراً يشَوِّشُ عليه أو يؤذيه، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم خَرجَ على الناسِ وهُمْ يُصَلُّون ويجهرون بالقراءةِ فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن المُصَلّي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهرْ بعضُكم على بعضٍ في القرآن»، رواه مالك في المُوَطَّأ. وقال ابن عبدالبر: وهو حديث صحيح. ومِن آدَابِها: أنْ يُرتِّلَ القرآنَ ترتيلاً لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً } [المزمل: 4] فيقْرأهُ بتَمهُّلٍ بدونِ سُرعةٍ لأنَّ ذلك أعْوَنُ على تدَبُّر معانِيه وتقويمِ حروفِه وألْفاظِه. وفي صحيح البخاريِّ عن أنس بن مالِك رضي الله عنه أنه سُئِل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: كانتْ مَدَّاً ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمدُّ بسم الله ويَمدُّ الرحمن ويمدُّ الرحيم، وسُئِلتْ أمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها عنها عن قراءةِ النبي صلى الله عليه وسلّم فقالت: كان يُقَطِّعُ قراءتَه آيَةً آيةً، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الرَّحِيمِ * مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ الدِّينِ ، رواه أحمدُ وأبو داود والترمذي، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تَنْثُروُه نثْرَ الرَّملِ ولا تهذُّوه هَذَّ الشِّعْرِ، قِفُوْا عند عجائِبِه وحَرِّكُوا بهِ القلوبَ ولا يكنْ هَمُّ أحَدِكم آخِرَ السورةِ. ولا بأْسَ بالسرعةِ الَّتِي ليس فيها إخْلالٌ باللفظِ بإسْقاط بعضِ الحروفِ أوْ إدغام ما لا يصح إدْغامُه. فإنْ كان فيها إخلالٌ باللفظِ فهي حرَامٌ لأنها تغييرٌ للقرآنِ. ومِنْ آدَابِها: أنْ يسجدَ إذا مرَّ بآيةِ سَجْدةٍ وهو على وضوءٍ في أيِّ وقتٍ كان مِنْ ليلٍ أوْ نهارٍ، فيُكبِّرُ للسجودِ ويقولُ: سبحان ربِّي الأعلى، ويدْعُو، ثم يرفعُ مِنَ السجودِ بدونِ تكبير ولا سلامٍ، لأنَّه لم يردْ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلّم إلاَّ أنْ يكونَ السجودُ في أثْناءِ الصلاةِ فإنه يكَبِّر إذا سَجَد وإذا قام، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه كان يُكبِّر في الصلاةِ كُلَّما خَفَضَ وَرفَعَ ويُحَدِّثُ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان يَفْعَلُ ذَلِك، رواه مسلم. وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم يُكبِّر في كلِّ رَفعٍ وخَفْضٍ وقيامٍ وقعودٍ، رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه. وهذا يعُمُّ سجودَ الصلاةِ وسجودَ التلاوةِ في الصلاةِ. هذه بعض آدابِ القراءةِ، فتأدَّبُوا بِها واحرِصوا عليها وابتغُوا بها من فضلِ الله. اللَّهُمَّ اجْعَلْنا من المعظِّمين لحرماتِك، الفائزين بهباتِك، الوارِثين لِجنَّاتِكَ، واغْفِرْ لَنَا ولوالِدِينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين. الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:42 | |
| حياة مع القرآن في رمضان
إن من أسرار رمضان: لذة التدبر للقرآن، وجمال الحياة مع كلام الرحمن. إنه كلام ولكنه كلام الرحمن وهو السبيل إلى طمأنينة القلوب {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] . وهو الطريق إلى رضا الرحمن، كيف لا وفيه الوعد والوعيد، وفيه أسرار العبودية والتوحيد، وفيه أنوار الإيمان وألطاف الإحسان. فما أجمل الحياة مع القرآن، وما أحسن تلك الأوقات التي تنظر بعينيك إلى تلك الآيات التي هي سبيل سعادتك ومفتاح نجاحك. إنه القرآن.. بابك إلى الجنان، وشفيعك من النيران، فتمسك به {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الزخرف:43]. إنه القرآن يا أيها الإنسان، به يحفظك الله من كيد الشيطان، وبالاعتصام به ترتقي في معالم الإيمان. إنه القرآن مفتاح السعادة وعنوان الفلاح ولذة الأرواح، فليكن هو جليسك وهو أنيسك، وحينها ستعرف أنك في حياة، وأي حياة ؟. إنها الحياة مع القرآن، وكفى بها حياة. الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:43 | |
| نمضي إلى الجنات في موسم الحسنات
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فقد أقبلت أيام من خير أيام الله -تعالى-، يضاعف فيها الثواب، وترفع فيها الدرجات، وتعطى فيها الحسنات، اخبرنا عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبوب النار، وصفدت الشياطين» [رواه مسلم]. إن نسمات الخير أقبلت بعملها الصالح لطرد لفحات الشر وعملها الطالح. إلى الله لا تتأخر ولا تسوف... سنتعب قليلاً، ولكننا سنرتاح كثيراً -إن شاء الله-. هيا بنا لنقف بين يدي الله -تعالى- مصلين، لنطهر أنفسنا بالصدقة، لنصالح قرآننا بقراءته وترتيله بعد أن هجرناه طويلاً. هيا بنا لنطيع ربنا بغض البصر عن محارمه. هيا بنا إلى العمل الصالح قبل أن يأتي يوم لا نرى فيه إلا ما قدمنا من خير أو شر: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [سورة آل عمران: 30]. أخي في الله: بين يدك بعض أعمال الخير، فليكن لك في كل يوم منها نور تضيء به كتابك يوم تأخذه بيمينك، ويومئذ تقول: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [سورة الحاقة: 19-21]. قال أبو يزيد: ما زلت أسوق نفسي إلى الله -تعالى- وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك. وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها» [رواه مسلم]. توبة جماعية: قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة التحريم: 8]. التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت معصية بين العبد وبين الله لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط: • الإقلاع عن المعصية في الحال. • الندم على فعلها. • العزم على عدم العودة إليها. فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته، وإن كانت تتعلق بآدمي فشرطها الرابع: استرضاء صاحب المظلمة، ورد المظالم، وإن كانت غيبة استحله منها، ويجب على العبد أن يتوب من جميع الذنوب: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: من الآية31]. للفجر نصيب: تلك هي الصلاة التي أقسم الله بها فقال: {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [سورة الفجر: 1-2]. رفع الله بها المؤمنين فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أهلها: «بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [رواه الترمذي وابن ماجه]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ َتَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ» [حسن: رواه الترمذي]. وفضح الله بها المنافقين، فقد عد النبي -صلى الله عليه وسلم- المتخلفين عن صلاة الفجر والعشاء من المنافقين. ومن الليل فتهجد به اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، ولذلك أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بقيام الليل فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [سورة المزمل:1-4]. قال الحسن البصري عن مقيمي الليل ونور وجوههم: هؤلاء قوم خلوا بالله والناس نيام، فألبسهم الله من نوره. فاجعل لنفسك في جوف الليل ركعتين، وكن أنت العاقل تصلي والناس من حولك نيام، تدعو والناس من حولك غافلون، وقف بين يدي الله في جوف الليل واسأله يعطك، واستغفره يغفر لك. مائة مرة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة» [رواه مسلم]. ولا تنس أفضل الذكر:لا إله إلا الله، عليها نحيا وعليها نموت، اجعلها دائماً على لسانك، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الذكر لا إله إلا الله» [الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري - خلاصة الدرجة: غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي]. ومن القرآن لكم زاد: ومن القرآن تزود بآياته، وانهل من الحكمة والهدى، وخذ من قصصه العبر والعظات، واتل واحفظ، ولا تمل، ودع الشيطان يصرخ: كفى..كفى، وأنت لا تكف، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه » [رواه مسلم]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها» [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود]. وقال -صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [رواه البخاري]. البصر... وما أدراك ما البصر: غض بصرك عن المحارم تفز بالجنة، لا تنظر إلى امرأة، ولا تترك لبصرك العنان، فقد قال الله -تعالى-: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30]. فالنظرة تحرق كل أخضر في قلب المؤمن، فهل تترك قلبك يحترق؟؟ وأغلق باب الشهوة، ولا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه!! فاحفظ لله يحفظك. أمسك عليك لسانك: أخي: لا تتكلم في عورات الناس، ولا تتحدث بعيوب الآخرين، واحذر الغيبة والنميمة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» [الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [فيه] علي بن مسعدة - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب]، فاجعل لسانك رطبًا بذكر الله، وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً. إني صائم... إني صائم: أخي الحبيب..إن سابك أحد، أو شاتمك، فقل له وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني صائم، تذكر بها نفسك، وتذكره بها، ولا يكن يوم صومك كيوم فطرك. وبالوالدين إحساناً: كن بارًا بوالديك، قال -صلى الله عليه وسلم-: «من سره أن يمد له في عمره، ويزاد في رزقه؛ فليبر والديه، وليصل رحمه» [الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: حسن لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب[ كن رحيماً بهما، ولا تقل لهما أف قال -تعالى-: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء:23]. قال رجل لعمر بن الخطاب: إن لي أُمَّاً بلغ منها الكبر، وإنها لتقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية، فهل أديت حقها؟، قال: لا، لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه وتتمنى فراقها. ومما تحبون: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران:92]. فتصدق أخي مما تحب، لا مما تكره، واجعل صدقتك في السر أفضل، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء» [الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» [رواه البخاري]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط كل منفقًا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفاً» [رواه البخاري ومسلم]. ولا تنس الدعاء: فالدعاء هو العبادة، فالزم الدعاء في كل وقت، وعلى كل كال في صلاتك وخاصة في السجود وأخلص النية لله -تعالى-، وتخير الكلمات وظن بالله ظناً حسناً، ولا تنس الدعاء للمسلمين المستضعفين في شتى بقاع الأرض قال الله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تعالى حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [الراوي: سلمان الفارسي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع]، وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثا. قال -صلى الله عليه وسلم-: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي» [رواه البخاري]. وصلاة وسلاماً على نبي الله: قال الله -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، لا تتركها أبدًا دائماً تقولها في صباحك ومسائك، في ليلك ونهارك، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- «من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا» [الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: منكر دون الجملة الأولى - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطايا، ورفع له عشر درجات» [الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب]. ولا تنس ذكر الله: فالذكر منشور الولاية، الذي من أعطيه اتصل، ومن منعه عزل، وهو قوت القلوب وغذاؤها وسلاحها وماؤها، جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: «طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله». وقال الآخر: أي العمل خير؟ قال: «أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله» [الراوي: عبدالله بن بسر المازني - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح، رجاله ثقات - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة]. ومن ذلك أذكار اليوم والليلة، والصباح والمساء، ودبر كل صلاة. وتذكر ليلة القدر فإنها خير من ألف شهر، قال -تعالى-: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [القدر: 4]. من هنا نبدأ.. وفي الجنة نلتقي إن شاء الله. أخي في الله... إنك إن تعمل عملاً صالحاً فلك ثواب عظيم، وإن تدل على الخير فلك ثواب عظيم قال -صلى الله عليه وسلم-: «الدال على الخير كفاعله» [الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب] و «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجر فاعله لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً» [رواه مسلم] هذا في الخير، فماذا عن الشر؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [رواه مسلم]. ولا يكفي: لا يكفي أن نستغفر ونصلي ونصوم، فلو كانت كافية لاكتفى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام، ولكن انصح وادع وذكر بالله قلوباً لعلها تتوب إلى الله، فيكون ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة، ادع نفسك وأهلك وأصحابك على الصلاة والقرآن وغض البصر، ومكارم الأخلاق، وليتغير وجهك ولينكر قلبك إذا وجدت معصية لا تستطيع أن تنهى عنها بيدك أو بلسانك. هيا بنا إلى الله نعمل من الصالحات ونسير إلى الجنات في شهر الحسنات وموسم الطاعات.. ندعو إلى الخير ننهى عن الشر، وفي الجنة موعدنا إن شاء الله ،وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:45 | |
| رمضان شهر الدعوة
نحمدك اللهم أن هديتنا سُبُلَ الفلاح، ونستعين بك على إعلاء كلمة الحق والدعوة إلى الصلاح، ونصلي ونسلم على نبيك محمد الذي أنزلت إليه قرآناً عربياً، وعلى كل من دعا إلى سبيلك مخلصاً تقياً. أما من زاغ عن الهدى، واتخذ من المضلين عضداً فإليك إيابه، وعليك حسابه، أما بعد: فإن الدعوة إلى الله لمن أوجب الواجبات، وأهم المهمات، وأعظم القربات، وإن شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحةٌ، ومناسبة كريمة، وأرضٌ لنشر الدعوةِ خصبةٌ، ذلكم أن القلوب في رمضان تخشع لذكر الله، وتستعد لقبول المواعظ الحسنة، وتقوى بها إرادة التوبة. والحديث في هذه الليلة سيدور حول الدعوة إلى الله من حيث مفهومُها،وفضائلُها وآدابها، وما يدور في فلكها. أيها المسلمون الكرام: الدعوة إلى الله_عز وجل_تشمل كلَّ ما يُقصد به رفعةُ الإسلام، ونشرُه بين الناس، ونفيُ ما علق به من شوائب، وردُّ كلِّ ما يغضُّ من شأنه، ويصرف الناس عنه. والدعوة إلى الله تشمل كلَّ قولٍ،أو فعل،أو كتابة،أو حركة،أو سكنة،أو خُلق، أو نشاط، أو بذل للمال، أو الجاه،أو أي عمل يخدم الدين، ولا يخالف الحكمة. ولا ريب أن العلم هو مرتكز الدعوة، وهو أساسها ودليلها وقائدها، ولكن الدعوة تحتاج مع العلم إلى كثير من الجهود التي مضى شيء منها؛ فكلٌّ يعمل على شاكلته، وقد علم كل أناس مشربهم. أيها الصائمون الكرام: لقد جاءت نصوص الشرع آمرةً بالدعوة، منوهةً بشأنها، محذرةً من التخاذل في تبليغها، مبينةً فضائلَها والأجورَ المترتبةَ عليها. ولقد جاءت النصوص في ذلك الصدد على وجوه شتى، وصيغ متعددة. فجاءت بصيغة الأمر بالدعوة بصريح لفظها قال_تعالى_: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وقال: إليه أدعوا وإليه متاب. وجاءت بصيغة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. وجاءت بصيغة التبليغ قال الله _تعالى_: ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. وجاءت بصيغة النصح قال_عز وجل_: إذا نصحوا لله ورسوله. وجاءت بصيغة التواصي قال الله_تعالى_: وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. وجاءت بصيغة الوعظ قال_سبحانه_: قل إنما أعظكم بواحدة. وجاءت بصيغة التذكير، قال الله_عز وجل_: ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. وجاء بصيغة الإنذار، قال الله_تعالى_: وأنذر عشيرتك الأقربين، وجاءت بصيغة التبشير قال _تبارك وتعالى_: وبشر المؤمنين. وجاءت بصيغة الجهاد، قال _عز وجل_: فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً. وجاءت بصيغة التحذير من التولي عن الدعوة ونصرة الدين، قال _عز وجل_: فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم . أما فضائل الدعوة وثمراتها التي تعود على الأفراد بخاصة، وعلى الأمة بعامة فلا تكاد تحصى، وأدلةُ الوحيينِ مليئةٌ بذلك، متضافرةٌ عليه. فالدعوة إلى الله طاعة لله، وإرضاءٌ له، وسلامةٌ من وعيده. والدعوةُ إلى الله إعزازٌ لدين الله، واقتداءٌ بأنبيائه ورسله، وإغاظةٌ لأعدائه من شياطين الجن والإنس، وإنقاذٌ لضحايا الجهل والتقليد الأعمى. والدعوةُ إلى الله سبب في زيادة العلم والإيمان، ونزول الرحمة ودفع البلاء، ورفعه. وهي سبب لمضاعفة الأعمال في الحياة وبعد الممات، وسبب للاجتماع والألفة، والتمكين في الأرض. والدعوةُ إلى الله أحسنُ القول، فلا شيء أحسن من الدعوة إلى الله ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين. وهدايةُ رجلٍ واحدٍ خيرٌ من الدنيا وما عليها،والدعاةُ إلى الله هم أرحمُ الناس، وأزكاهم نفوساً،وأطهرهم قلوباً،وهم أصحابُ الميمنة،وهم ورثة الأنبياء. أيها الصائمون الكرام: هناك صفات يحسن بالداعي إلى الله أن يتصف بها _سواء كانت دعوته فردية أم عامة_ فمن ذلك: العلمُ والعملُ بالعلم والإخلاصُ والصبرُ والحلمُ وحسنُ الخلقِ والكرمُ والإيثارُ والتواضعُ والحكمةُ والرحمةُ والحرصُ على جمع الكلمة على الحق. ومن الصفات التي يجمل بالداعي أن يتصف بها: الصفحُ الجميلُ، ومقابلةُ الإساءةِ بالإحسان، والثقةُ بالله، واليقينُ بنصره، والرضا بالقليل من النتائج، والسعيُ للكثير من الخير. ومنها: تجنبُ الحسدِ، وتجنبٌ استعجالِ النتائج، وتجنبٌ التنافس على الدنيا والانهماكِ في ملذاتها ومشاغلها. ومن آداب الداعي إلى الله أن يكون ملازماً للِّينِ والرفق، حريصاً على هداية الخلق، مستشعراً للمسؤولية ، قويَّ الصلة بالله، كثير الذكر والدعاء والإقبال على الله بسائر القربات. ومن آدابه: الحرصُ على مسألة القدوة، وأن يغتنم كل فرصة للدعوة، وألا يحتقر أي جهد في سبيلها مهما قل. ومن آدابه: أن ينزلَ الناسَ منازلَهم، وأن يتحامى قدر المستطاع ما يسوؤهم، وأن يتحمل همَّهم وألا يحمِّلهم شيئاً من همومه. ومن آدابه: تحسُّسُ أدواء المدعوين، ومعرفة أحوالهم. ومنها: البعدُ عن الجدال إلا في أضيق الحدود وبالتي هي أحسن. ومنها:تعاهدُ المدعوين،وتشجيعُهم، وربطُهم بالرفقة الصالحة، ومراعاة الحكمة في إنقاذهم من رفقة السوء. ومنها: البدء بالأهم فالمهم، والبعد عن الانتصار للنفس. ومنها: تنويع وسائل الدعوة، فتارة بالموعظة، وتارة بالهدية، وتارة بالتوجيه غير المباشر، وهكذا. .. ومنها: إظهار الاهتمام بالمدعو، ومعرفةُ اسمه، وإشعارهُ بأهميته، وإشغاله بما ينفعه. أيها الصائمون الكرام:هذه هي الدعوة إلى الله،وتلك فضائلها،وآداب أهلها؛ فحريّ بنا أن نكون دعاة إلى الله؛ كُلٌ بحسبه، فهذا بعلمه، وهذا بماله، وهذا بجاهه، وهذا بجهده؛ لنحقِّقَ الخيرية ولنسلمَ من الوعيد. فيا طالب العلم هذا شهرُ رمضانَ فرصةٌ عظيمة للدعوة إلى الله،فهاهي القلوب ترق،وها هي النفوس تهفو إلى الخير،وتجيب داعي الله؛فهلا استشعرت مسؤوليتك، وهلا استفرغت في سبيل الدعوة طاقتك وجهدك، وهلا أبلغت وأعذرت، ورفعت عن نفسك التبعة!! ويا من آتاه الله بسطةً في المال ألا تؤثر الدعوة إلى الله بجانب من مالك، فتساهم في كفالة الدعاة، وإعدادهم، وتشارك في طباعة الكتب النافعة،ونحو ذلك مما يدور في فلك الدعوة، ألا تريد أن تدخل في زمرة الدعاة إلى الله. ويا من آتاه الله جاهاً ألا بذلته في سبيل الله، ألا سعيت في تيسير أمور الدعوة إلى الله. ويا أيها الإعلامي المسلم أيَّا كان موقِعُك ألا يكون لك نصيب في نشر الخير، والدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة، والطرح البناء، أما علمت أنك ترسل الكلمةَ أو تعين على إرسالها، فتسير بها الركبانُ، وتبلغ مابلغ الليل والنهار؟ أما علمت أن لك غُنْمَها، وعليك غُرْمَها؟ ويا من حباه الله دراية ومعرفة بشبكة الاتصالات وما يسمى بالإنترنت، ألا جعلت من ذلك وسيلة لنشر الدعوة إلى الله؟ أليس من اليسير في حقك أن تبث الخير على أوسع نطاق، وبأقل مؤونة، ألست تخاطب العالم، وأنت منزوٍ في قعر بيتك؟ ويا أيتها المرأة المسلمة ألا تسعين جاهدة في نشر الخير في صفوف النساء بما تستطيعين. ويا أيها المسلمون عموماً ألا نتعاون جميعاً في سبيل الدعوة إلى الله، ألا نجعل من شهرنا هذا ميداناً لاستباق الخيرات، ألا نتعاون في نصح الغافلين، وتذكير الناسين، وتعليم الجاهلين؟! ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين اللهم اجعلنا من أنصار دينك، ومن الدعاة إلى سبيلك وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:46 | |
| رمضان والجنة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: قد يقول قائل: لماذا الحديث عن الجنة في مثل هذا الشهر الفضيل بالذات؟
فأقول: هناك حدث عظيم وكبير يحصل في الملأ الأعلى إذا جاء شهر رمضان ألا وهو فتح أبواب الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم : «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين» [متفق عليه].
وهذه أمور تدل على عظم فضل هذا الشهر وعلو مكانته عند الله تعالى، من هذا المنطلق أحببت أن أذكّر من أدرك رمضان بهذه الجنة ونعيمها والأعمال التي تعين وتسهل على المسلم دخولها.
قال الإمام النووي رحمه الله نقلاً عن القاضي عياض: " ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموماً كالصيام والقيام، وفعل الخيرات، والانكفاف عن كثير من المخالفات، وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها ".
وسأتناول إن شاء الله هذا الموضوع من ناحيتين:
الأولى: الأوصاف المشوّقة للنفس لدخول الجنة.
الثانية: الأعمال المنصوص عليها من قبل الشارع بأنها تعين وتسهل على المسلم دخولها.
ورمضان فرصة للعمل الصالح، إذ النفس مقبلة على الطاعة والأجر، والثواب متضاعف.
ولعل في الحديث أعلاه إشارة إلى هذا المعنى وهو كثرة الثواب والعفو.
فيا باغي الخير أقبل فالأبواب مفتحة.
ويا باغي الشر أقصر فالأبواب مغلقة.
منطلقات إلى الجنة الأولى: أن الله أمر نبيه محمد أن يبشر بالجنة من آمن وعمل صالحاً، قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [البقرة:25]. الثانية: أن الصحابة الكرام كانوا دائماً يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الأعمال التي تدخل الجنة، وهذا دليل على حرصهم وعلى الأعمال التي تقربهم إليها. الثالثة: دخول الجنة هو الفوز الحقيقي، قال الله تعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران:185]. الرابعة: أن طاعة الله تعالى ورسوله من أهم أسباب دخول الجنة، قال الله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [النساء:13]. الخامسة: أن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها. السادسة: أن نعيم الجنة يفوق الخيال ولا يوصف كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» [رواه البخاري]. فهيا بنا نستحضر الجنة ونعيمها في هذا الشهر، ونتعرف على الأعمال التي تعين على دخولها، ونعيش فيها بأرواحنا ونحن في الدنيا، ونتشوق إليها بقلوبنا قبل أن ندخلها إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: {وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:43]، فاللهم إنا نسألك الجنة. 15 وصفاً مشوّقاً لدخول الجنة 1- أن الله وعدنا بأن يدخلنا الجنة. قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ} [التوبة:111]. 2- الخلود في الجنة. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} [الكهف:107، 108]. 3- تربتها المسك، قال صلى الله عليه وسلم : «أدخلت الجنة.. وإذا ترابها المسك» [رواه البخاري ومسلم]. 4- أنهارها متنوعة، قال الله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [محمد:15]. 5- عيونها كثيرة، قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الذاريات:15]. 6- مساكنها طيبة، قال الله تعالى: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة:72]. 7- أبوابها ثمانية وواسعة، قال الله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص:50]. 8- أشجارها أحلى وأشهى، قال الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ} [ص:51]. وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [المرسلات:42،41]. 9- طعامها فاخر، قال الله تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف:71]. 10- خمورها طيبة جميلة لذيذة لا يصيب شاربها ألم ولا مرض، قال الله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ} [الصافات:45-47]. 11- لباسها غالية، قال الله تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف:31]. 12- فرشها ممهدة، قال الله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن:54]. 13- أزواج أهل الجنة (الحور العين) قال الله تعالى: ( كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ [الدخان:54]. 14- اللذة الكبرى (رؤية الله) قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة:23،22]. 15- هيئت للمتقين، قال الله تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133]. يا لها من أوصاف تزيد القلوب فرحاً وسروراً وشوقاً. 20 سبباً معيناً على دخول الجنة هناك أعمال صالحة تعينك إن شاء الله على دخول الجنة، ولكن لا بد أن ينتبه قبل الشروع في ذكر بعض المعينات إلى أن الجنة لا يدخلها إلا مؤمن، فالإيمان شرط في دخولها، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:82]. أما المعينات على دخول الجنة فمنها: الأول: التقوى: وهي الفائدة المرجوة من صيام رمضان. قال الله تعلى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الذاريات:15]. وقال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً} [مريم:63]. والتقوى: ( أن تجعل بينك وبين الله وقاية، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ). الثاني: الثبات والاستقامة ظاهراً وباطناً حتى الممات: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:30]. وفي الحديث الشريف: «قل آمنت بالله ثم استقم» [رواه مسلم]. والثبات والاستقامة معناهما: ( لزوم طاعة الله حتى الممات ). الثالث: اتخاذ الرسول قدوة ومنهاج حياة: قال الله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً} [الفتح:17]. وقال صلى الله عليه وسلم : «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم : «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» [رواه البخاري]. ومعنى أن نتخذ الرسول قدوة أي: ( بإقامة سلوك المسلم وجميع تصرفاته القولية والعملية وفق ما جاء به من ربّه على وجه الاتباع له والقبول منه باعتباره رسول الله ) قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]. الرابع: التوبة الصادقة الى الله: قال الله تعالى: { إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً} [مريم:60]. والتوبة بمعناها: ( التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي، والندم على كل ذنب سالف، والعزم على عدم العودة إلى الذنب في مقبل العمر ). الخامس: طلب العلم لوجه الله تعالى ولمرضاته: قال صلى الله عليه وسلم : « .. ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقاً إلى الجنة» [رواه مسلم]. ويمكن تطبيق هذا المعين في شهر رمضان بعدة صور: 1- التفقه في أحكام الصيام. 2- معرفة حال السلف في رمضان. 3- تفسير آيات الصيام ومعرفة معانيها. 4- الإلمام بالحوادث التاريخية في رمضان. السادس: الأخلاق الحسنة مع الناس: قال صلى الله عليه وسلم : «أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق.. »، «وكان خلقه القرآن» [رواه مسلم]. والأخلاق معناها: ( التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل ). السابع: التشهد بعد الوضوء: قال صلى الله عليه وسلم : «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» [رواه مسلم]. الثامن: الذهاب إلى المسجد لأداء الصلوات الخمس أو غيرها من الطاعات: قال صلى الله عليه وسلم : «من غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح» [رواه مسلم]. التاسع: عيادة المريض أو زيارة أخ في الله عز وجل: قال صلى الله عليه وسلم : «من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد من السماء: أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً» [رواه الترمذي]. العاشر: محاكاة الأذان بإخلاص لله تعالى: بأن تقول مثلما يقول المؤذن. قال صلى الله عليه وسلم : «إذا قال المؤذن: الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حيّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة» [رواه مسلم]. الحادي عشر: صلاة ركعتين بعد الوضوء: عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليها، إلا وجبت له الجنة» [رواه مسلم]. الثاني عشر: كثرة النوافل: عن ربيعة بن أسحب قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: «سلني؟» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: « أو غير ذلك؟ » فقلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود» [رواه مسلم]. الثالث عشر: كفالة اليتيم: قال صلى الله عليه وسلم : «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وقال بإصبعيه السبابة والوسطى» [رواه البخاري]. الرابع عشر: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل: قال صلى الله عليه وسلم : «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» [رواه ابن ماجه]. الخامس عشر: قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت» [أخرجه النسائي وابن السني]. السادس عشر: سيد الاستغفار: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك.. » الخ الحديث رواه البخاري عن شداد بن أوس ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ومن قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها بالليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة». السابع عشر: المحافظة على الوضوء: بمعنى ( المداومة على التطهر عند كل حدث ). قال صلى الله عليه وسلم لبلال: «يا بلال، حدثني بأرقى عمل عملته في الإسلام؟ فإني سمعت دفّ نعليك بين يدي في الجنة. قال: ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي» [رواه البخاري ومسلم]. الثامن عشر: إماطة الأذى عن طريق المسلمين: قال صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس» [رواه مسلم]. التاسع عشر: الكلمة الطيبة: قال صلى الله عليه وسلم : «في الجنة غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها»؛ فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام» [رواه الطبراني والحاكم]. العشرون: مجموعة أعمال صالحة إذا اجتمعت في المسلم في يوم دخل الجنة: أ- الصيام. ب- اتباع جنازة. جـ- عيادة مريض. د- إطعام مسكين. والدليل على ذلك: حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أصبح منكم اليوم صائماً؟ ». قال أبو بكر: أنا. قال صلى الله عليه وسلم: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟». قال أبو بكر: أنا. قال صلى الله عليه وسلم : «فمن أطعم اليوم مسكيناً؟». قال أبو بكر: أنا. قال صلى الله عليه وسلم : «فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟». فقال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة» [رواه مسلم]. هذه عشرون وسيلة تعين المسلم على الفوز بالجنة إن شاء الله، ويستطيع المسلم في هذا الشهر أن يعمل بها لتكون له معيناً على ذاك. وما ذكرنا الجنة في هذا الشهر إلا لشغل الخواطر والقلوب بهذه الأمنية العظيمة. كما أن في استحضار نعيمها دافعاً للعمل الصالح وخاصة أننا نعيش هذا الشهر الفضيل. قال صلى الله عليه وسلم : «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة» [رواه البخاري]. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:47 | |
| من فطر صائما
الحمد لله ما حمده الذاكرون الأبرار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد: فمن لطف الله - سبحانه وتعالى -، وعظيم نواله؛ أن جعل أبواب الخير في رمضان مشرعة، وأغدقه بأعمال من البر مترعة، ألا وإن من جملة تلك العبادات التي حث الشارع عباده عليها: تفطير الصائمين، الذي ارتبط فضله وأجره بمنزلة الصوم، ومكانة الصائمين عند الله - عز وجل -، ولذا كان الجزاء على تفطيرهم عظيما يتناسب مع منزلة الصوم، ومكانة الصائمين فقد ثبت عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء))1 قال العلامة المناوي: ((من فطر صائما)) بعشائه، وكذا بنحو تمر، فإن لم يتيسر فماء ((كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء))...، ثم يتابع فيقول: فقد حاز الغني الشاكر أجر صيامه هو أو مثل أجر الفقير الذي فطره، ففيه دلالة على تفضيل غني شاكر على فقير صابر2، وقال شيخ الإسلام: والمراد بتفطيره أن يشبعه3. وفي الحديث من الفقه أن كل من أعان مؤمنا على عمل بر فللمعين عليه أجر مثل العامل، وإذا أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن من جهز غازيا فقد غزا؛ فكذلك من فطر صائما، أو قواه على صومه، وكذلك من أعان حاجا أو معتمرا بما يتقوى به على حجه، أو عمرته حتى يأتي ذلك على تمامه؛ فله مثل أجره4. حرص السلف على تفطير الصائمين: - كان عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاء سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقى في الجفنة، فيصبح صائما ولم يأكل شيئا. - وهذا الحسن البصري يطعم إخوانه وهو صائم تطوعا، ويجلس يروحهم وهم يأكلون. - وأثر عن حماد بن أبي سليمان أنه كان يفطر كل ليلة في شهر رمضان خمسين إنسانا، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا. - وقال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد؛ ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس، وأكل الناس معه. - واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاما وكان صائما، فوضع بين يديه عند فطوره، فسمع سائلا يقول: من يقرض الملي الوفي الغني؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات، فقام فأخذ الصحفة فخرج بها إليه، وبات طاوي5. فضائل أخرى: ومما ينشأ عن عبادة تفطير الصائمين عبادات كثيرة منها: - التودد والتحبب إلى المطعمين فيكون ذلك سببا في دخول الجنة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا))6. - مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك؛ يقول ابن رجب الحنبلي - رحمه الله تعالى - معددا فضائل الجود في رمضان ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم7. ومن البشائر أن تجد هذه السنة بفضل الله ما زالت قائمة، يتسابق إليها الناس، وينشأ عليها الجيل بعد الجيل، فلله الحمد أولا وأخرا. فيا أخي: أبذل القليل من مالك تغنم الكثير منتهى مآلك، وأسعد صائما بفطرك تنعم بها يوم نشرك، فبادر ولا تنس فبين يديك شهر الجود والإحسان، سدد الله خطاك للمغنم، وعظيم الغفران. وصلى الله وبارك على نبيه وآله وصحبه وسلم. الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:47 | |
| ملحوظات على بعض الصائمين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. أما بعد: فإن الحديث في الأسطر التالية سيكون حول بعض الملحوظات على بعض الصائمين، كي يتجنبوها، ويحذروها؛ ليكون صومهم صحيحا تاما مقبولا، وليحصلوا على الفوائد المرجوة والبركات المتعددة من شهرهم الكريم. فمن الملحوظات على بعض الصائمين تبرمهم من قدوم شهر رمضان، وتمنيهم سرعة انقضائه، فلا تراهم يفرحون بقدومه، ولا يخطر ببالهم فضائله وبركاته. بل يستقبلونه بتوجع، وتحسر؛ فكأن الواحد منهم يمن على الله وعلى الناس بالصيام. ومن كانت هذه حاله تراه سريع الغضب، كثير السخط لأدنى سبب؛ فلا يتحمل أدنى كلام، أو مفاوضة. وهذا الصنيع معاكس لحكمة الصيام، مناف لهدي السلف الكرام، فقد كانوا يفرحون بمقدم رمضان، بل كانوا يصومون في غير رمضان أياما في الأسبوع، أو أياما في الشهر يهذبون بها أنفسهم، ويتقربون بها إلى ربهم، ويتدربون على أعباء حمل الرسالة، وتحقيق الحياة الكريمة الطيبة. فأين حال أولئك المتبرمين من الشهر من حال سلفنا الصالح الذين طهروا مشارق الأرض ومغاربها من الشرك والظلم تطهيرا، وعمروها بالإيمان والعدل تعميرا؟! فحري بالمسلم أن يستقبل شهر رمضان بكل فرح وشوق، وأن يعقد العزم على صيامه وقيامه وملئه بالأعمال الصالحة؛ فإن أدرك الشهر وأتمه أعين على فعل ما عزم به، وإن وافته المنية كتب له الأجر بالنية {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس:58]، {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله} [النساء:100]. ومما يلاحظ على بعض الصائمين أنهم يصومون عن تقليد ومسايرة؛ فلا يرون في الصيام أكثر من هذا المعنى. ولا ريب في خطأ هؤلاء، وقلة فقههم لمعنى الصيام، فواجب عليهم أن يصوموا عن إيمان واحتساب، وتعظيم لشعائر الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». ولهذا تجد الصائم عن إيمان بالله وخشية وتعظيم له، واحتساب للأجر عنده - تجده راضيا مرضيا مطمئن النفس، منشرح الصدر، مسرورا بصيامه شاكرا لربه الذي فسح له في عمره حتى بلغه صيام هذا الشهر؛ فلا ترى من نفسه اضطرابا، ولا في خلقه كزازة، ولا في صدره ضيقا أو حرجا بل تجده من أوسع الناس أفقا، وأشرحهم صدرا، وأقواهم روحا، وأحسنهم خلقا.. ومما يلاحظ على بعض الصائمين قلة حرصهم على تطبيق السنة حال الإفطار؛ فتراهم لا يبالون بالبداءة بالرطب أو التمر أو الماء، فتراهم يؤثرون غيرها عليها مع وجودها أمامهم. وهذا - وإن كان مجزئا - مخالف للسنة؛ فالسنة أن يفطر الصائم على رطب، أو تمر، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء. كما جاء ذلك عند الإمام أحمد، وأبو داود والترمذي. هذا وللبداءة بالرطب أو التمر والماء أثر عجيب، وبركات كثيرة، وتأثير على القلوب وتزكيتها يدرك ذلك المتبعون المقتدون الموفقون. مع ما في ذلك من الفائدة الطبية الصحية،حيث ذكر الأطباء أن الجسم يمتص المواد السكرية في مدة خمس دقائق، فتزول أعراض نقص السكر والماء، لأن سكر الدم ينخفض أثناء الصوم، فيؤدي إلى الشعور بالجوع، والتوتر أحيانا. وسرعان ما يزول بتناول الرطب أو التمر. ومما يلاحظ على بعض الصائمين تأخير الفطر بلا عذر، وهذا مخالف للسنة؛ إذ السنة تعجيله، ولا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطور، وأخروا السحور كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه. فإذا أخر الناس الفطر كان ذلك دليلا على زوال الخير عنهم؛ لأنهم تركوا السنة التي تعود عليهم بالنفع الديني وهو المتابعة، والدنيوي الذي هو حفظ أجسامهم بالطعام والشراب الذي تتوق إليه أنفسهم. ثم إن أحب عباد الله إليه أعجلهم فطرا كما جاء في صحيح ابن خزيمة، وسنن الترمذي. ثم إن تعجيل الفطر تمييزا لوقت العبادة عن غيره قال عليه الصلاة والسلام: «إذا أقبل الليل من ههنا، وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم» [رواه البخاري ومسلم]. فذلك هو وقت الإفطار الذي لا ينبغي تأخيره عنه، بل يعاب بذلك التأخير. فعلى الصائم أن يستحضر هذا المعنى، وأن يبادر إلى الإفطار إذا تحقق غروب الشمس؛ ليحصل على فضيلة الاتباع، وليدرك صلاة المغرب مع الجماعة ومن الصائمين من يذهب إلى البيت الحرام طيلة الشهر، أو نصفه، أو أقل، ويدع أهله وأولاده بلا حسيب ولا رقيب؛ فيؤدي بذلك مندوبا ويترك مفروضا. ومنهم من يصطحب معه أهله، وأولاده إلى البيت الحرام، فيعتكف في المسجد أياما، ويدع أهله وأولاده يتجولون في الأسواق في مكة، متعرضين للفتنة ومعرضين غيرهم لها، مضيعين للفرائض غير مبالين بحرمة المكان والزمان، فأولى لأولئك الأولياء ثم أولى أن يرعوا من تحت أيديهم، ولو أدى بهم ذلك إلى ترك العمرة والاعتكاف. ومن الملحوظات على بعض الصائمين أنهم يغفلون تدريب أولادهم على الصيام، بل ربما منعوهم وهم قادرون، بل ربما منعوا البنت بحجة أنها صغيرة ولم تبلغ بعد مع أنها ربما تكون قد بلغت؛ فعلامة البلوغ كثيرة وليست مقتصرة على السن فحسب. ومن أخطاء بعض الصائمين تفويته صلاة العشاء؛ لأجل إدراك الصلاة مع قارئ جيد. والأولى لهذا أن يبكر بالمجيء، وإذا خشي فوات صلاة العشاء فليصليها في أقرب مسجد، فهي أوجب وأفرض من صلاة التراويح، بل إن صلاة التراويح نافلة في حقه. ومما يلحظ على بعض الصائمات أنها تخرج إلى المسجد لأداء صلاة العشاء متعطرة متجملة مبدية بعض زينتها، فتكون بذلك عرضة لفتنة المسلمين في أشرف البقاع، وأشرف الأزمنة. فواجب على المسلمة إذا أرادت الخروج إلى المسجد أن تخرج تفلة بعيدة عن الزينة والفتنة. ومما يلاحظ على بعض المسلمات في هذا الشهر الكريم أن الواحدة منهن تذهب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، وربما أتى بعضهن والإمام يصلي العشاء أو التراويح فلا تدخل معه بل تنفرد وحدها، وتأتي بتحية المسجد. وربما أتى بعضهن والإمام يصلي التراويح، وهي لم تصل العشاء فتدخل معه وتكمل الصلاة وتنصرف دون أن تؤدي صلاة العشاء. كل هذه الأمور جهل وخطأ؛ فعلى المرأة إذا دخلت والإمام يصلي وقد فاتها شيء من الصلاة أن تدخل مع الإمام، وبعد أن يسلم تقوم هي وتأتي بما فاتها. وإذا دخلت المسجد والصلاة مقامة أو تقام فعليها أن تدخل في الصلاة، ولا يجوز لها أن تشرع في أداء تحية المسجد، لأنه إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة. أما إذا حضرت والصلاة لم تقم بعد فلا تجلس حتى تؤدي ركعتين تحية المسجد. وإذا دخلت والإمام قد شرع في صلاة التراويح وهي لم تصل العشاء فلتدخل معه بنية صلاة العشاء، فإذا سلم قامت وأتت بباقي الركعات. ومما يلحظ على بعض النسوة - أيضا - أنهن يكثرن الكلام داخل المسجد وربما رفعن الأصوات، وآذين من بجوارهن وأشغلتهن عن الذكر، أو الدعاء، أو قراءة القرآن، أو سماع المواعظ. فعلى المرأة إذا حضرت إلى المسجد أن تلزم الأدب، والسكينة، والحياء، وأن تشغل نفسها بما ينفعها. هذا ما تيسر من الملحوظات في هذه الورقات، فنسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا، وأن يعيننا على تلافيها، والخلاص منها، إنه جواد كريم.. وصلى الله على نبينا محمد، وعل آله وصحبه أجمعين..
الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:48 | |
| للصائم فرحتان
ولم لا يفرح الصائم بطاعة ربه .. لم لا يفرح الصائم وهو يتقرب إلى الله بركن من أركان الإسلام .. وقد أعانه الله عليه حين حرم منه آخرون إما لعذر أو ضلال. لم لا يفرح الصائم وثواب الصوم لا يعلمه إلا الله .. جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).رواه البخاري ومسلم. غريب الحديث: قوله : (جنة) أي وقاية وستر يقي الصائم من اللغو والرفث. ويحتمل أنه وقاية أيضا لصاحبه من النار قوله: (فلا يرفث) المراد بالرفث هنا الكلام الفاحش. وقد يطلق على الجماع ومقدماته. وفي رواية: (ولا يجهل) أي لا يفعل شيئا من أفعال الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك. قوله: (ولا يصخب) الصخب هو الرجة واضطراب الأصوات للخصام. قوله: (لخلوف) الخلوف تغير رائحة الفم. قوله: (الزور والعمل به) المراد بالزور الكذب. نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار(4/584). للشوكاني. الناشر: إدارة الطباعة المنيرية. فضائل الصيام المستفادة من الحديث مع بعض الفوائد الأخرى: 1. أن الله اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال؛ وذلك لشرفه عنده، ومحبته له، وظهور الإخلاص له سبحانه فيه؛ لأنه سر بين العبد وبين ربه، لا يطلع عليه إلا الله, فإن الصائم يكون في الموضع الخالي من الناس متمكنا من تناول ما حرم الله عليه بالصيام فلا يتناوله؛ لأنه يعلم أن له ربا يطلع عليه في خلوته, وقد حرم عليه ذلك فيتركه لله خوفا من عقابه ورغبة في ثوابه، فمن أجل ذلك شكر الله له هذا الإخلاص، واختص صيامه لنفسه من بين سائر أعماله؛ ولهذا قال: ((يدع شهوته وطعامه من أجلي))، وتظهر فائدة هذا الاختصاص يوم القيامة كما قال سفيان بن عيينة -رحمه الله-: إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى إذا لم يبق إلا الصوم يتحمل الله عنه ما بقي من المظالم، ويدخله الجنة بالصوم. 2. أن الله قال في الصوم: ((وأنا أجزي به)), فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة؛ لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعدد, الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة, أما الصوم فإن الله أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد, وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين. والعطية بقدر معطيها فيكون أجر الصائم عظيما كثيرا بلا حساب, والصيام صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله, وصبر على أقدار الله المؤلمة من الجوع والعطش وضعف البدن والنفس, فقد اجتمعت فيه أنواع الصبر الثلاثة، وتحقق أن يكون الصائم من الصابرين, وقد قال الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}. سورة الزمر (10) 3. أن الصوم جنة، أي: وقاية وستر يقي الصائم من اللغو والرفث, ولذلك قال: ((فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب))، ويقيه أيضا من النار, ولذلك روي عن جابر -رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام جنة يستجن بها العبد من النار)). رواه أحمد، وقال الألباني حسن لغيره؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم (981). 4. أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ لأنها من آثار الصيام فكانت طيبة عند الله سبحانه ومحبوبة له, وهذا دليل على عظيم شأن الصيام عند الله حتى إن الشيء المكروه المستخبث عند الناس يكون محبوبا عند الله وطيبا لكونه نشأ عن طاعته بالصيام. 5. أن للصائم فرحتين: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه, أما فرحه عند فطره فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة, وكم من أناس حرموه فلم يصوموا, ويفرح بما أباح الله له من الطعام والشراب والنكاح الذي كان محرما عليه حال الصوم. وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله -تعالى- موفرا كاملا في وقت هو أحوج ما يكون إليه حين يقال: أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم؟ 6. في هذا الحديث إرشاد للصائم إذا سابه أحد أو قاتله أن لا يقابله بالمثل لئلا يزداد السباب والقتال, وأن لا يضعف أمامه بالسكوت، بل يخبره بأنه صائم إشارة ليعلمه أنه لن يقابله بالمثل احتراما للصوم لا عجزا عن الأخذ بالثأر, وحينئذ ينقطع السباب والقتال: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}.. سورة فصلت (34 – 35). 7. ومن فضائل الصوم في رمضان أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات؛ فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) رواه البخاري ومسلم. 8. أن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة؛ فعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه)) قال: (فيشفعان). رواه أحمد، وقال الألباني: حسن صحيح؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم(984). 9. أن على الصائم إذا أراد حيازة هذه الفضائل أن يتأدب بآداب الصيام، ومنها: فعل المأمورات، وترك المنهيات، ومن تلك المنهيات ما جاء في الحديث: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)). وقد سبق بيان معنى ذلك في غريب الحديث. 10. أن الأجر يضاعف بأسباب جاء الشرع ببيانها، قد تكون هذه الأسباب مكانية وقد تكون زمانية، وقد تكون بحسب الأشخاص، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن رجب: اعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب منها: شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم، ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة؛ فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام)). أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة. ومنها: شرف الزمان كشهر رمضان، وعشر ذي الحجة؛ فعمرة في رمضان تعدل حجة، أو حجة مع الرسول. وقد يضاعف الثواب بأسباب أخر؛ منها: شرف العامل عند الله، وقربه منه، وكثرة تقواه، كما يضاعف أجر هذه الأمة على أجور من قبلهم من الأمم، وأعطوا كفلين من الأجر. 11. أن الصائمين على طبقتين: إحداهما: من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله -تعالى- يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى يقول : { إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} سورة الكهف(30). ولا يخيب معه من عامله بل يربح عليه أعظم الربح.. فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من نعيم دائم لا يحول ولا يزول، قال الله -تعالى-: {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} سورة الحاقة(24). قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين. وفي الصحيحين عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم)). وفي رواية: ((فإذا دخلوا أغلق)). وفي رواية: ((من دخل منه شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا)). الطبقة الثانية من الصائمين: من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه، وفرحه برؤيته: أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب والعارفون وأهل الإنس صومهم صون القلوب عن الأغيار والحجب من صام عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الجنة، ومن صام عما سوى الله فعيده يوم لقائه، من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت. وقد صمت عن لذات دهري كلها ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي نسأل الله العلي القدير أن يتقبل توبتنا، وأن يتولى أمرنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، وأن يلهمنا رشدنا. اللهم أفرحنا بإتمام الصيام والقيام، ومحو الذنوب والآثام، ودخول جنتك دار السلام، والنظر إلى وجهك يا ذا الجلال والإكرام. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:50 | |
| مفسدات الصوم المفطرات
أخي الصائم : إن من المفطرات ما يكون من نوع الاستفراغ كالجماع والاستقاءة والحيض والاحتجام، فخروج هذه الأشياء من البدن يضعفه، ولذلك جعلها الله تعالى من مفسدات الصيام، حتى لا يجتمع على الصائم الضعف الناتج من الصيام مع الضعف الناتج من خروج هذه الأشياء فيتضرر بالصوم، ويخرج صومه عن حد الاعتدال. ومن المفطرات ما يكون من نوع الامتلاء كالأكل والشرب، فإن الصائم لو أكل أو شرب لم تحصل له الحكمة المقصودة من الصيام.1 وقد جمع الله تعالى أصول المفطرات في قوله: {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} (187) سورة البقرة. فذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أصول المفطرات، وهي الأكل والشرب والجماع، وسائر المفطرات بينها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته. ومفسدات الصيام (المفطرات) سبعة، وهي: 1- الجماع . 2- الاستمناء . 3- الأكل والشرب . 4- ما كان بمعنى الأكل والشرب . 5- إخراج الدم بالحجامة ونحوها . 6- القيء عمدا . 7- خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة . أيها الصائم: إن هناك أمورا تنافي الصيام أو تنقصه، فقد أجمع المسلمون على أن من تعمد في رمضان جماع امرأته أو تعمد أكل الطعام أو الشراب، فإن هذا مفسد لصيامه بإجماع المسلمين. 1 فأول هذه المفطرات: الجماع:- أعظم مفسد للصيام جماع المرأة في نهار رمضان، فهذا من كبائر الذنوب، ومن استحله بعد علمه فذاك ضال كافر والعياذ بالله، وهو أعظم المفطرات وأكبرها إثما، فمن جامع في نهار رمضان عامدا مختارا بأن يلتقي الختانان، وتغيب الحشفة في أحد السبيلين، فقد أفسد صومه، أنزل أو لم ينزل، وعليه التوبة، وإتمام ذلك اليوم، والقضاء والكفارة المغلظة: وهي عتق رقبة، فإن عجز عنها أو لم يجدها صام لله شهرين كاملين متتابعين، وإن عجز لمرض أو كبر أطعم ستين مسكينا، ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله! قال: ((وما أهلكك؟)) قال: وقعت على امرأتي في رمضان . قال: ((هل تجد ما تعتق رقبة؟)) قال: لا . قال: ((فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟)) قال: لا . قال: ((فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟)) قال: لا... الحديث.3 ولا تجب الكفارة بشيء من المفطرات إلا الجماع. 2 وثاني تلك المفطرات: الاستمناء: وهو إنزال المني باليد أو نحوها، أو ما يسمى بالعادة السرية، والدليل على أن الاستمناء من المفطرات: قول الله تعالى في الحديث القدسي عن الصائم: ((يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي))4. وإنزال المني من الشهوة التي يجب على الصائم أن يتركها، فإن من تعمد ذلك فسد صومه، ووجب عليه قضاء ذلك اليوم، وأصبح بذلك عاصيا لله، فعليه التوبة مما اقترف من هذا الخطأ العظيم، وأما خروج المني بطريق الاحتلام في النوم أو تفكير مجرد فإن هذا معفو عنه؛ لأن الاحتلام لا قدرة له عليه، خارج عن اختياره، والنبي يقول: ((تجاوز الله لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)).5 وإن شرع في الاستمناء ثم كف ولم ينزل فعليه التوبة، وصيامه صحيح، وليس عليه قضاء لعدم الإنزال، وينبغي أن يبتعد الصائم عن كل ما هو مثير للشهوة، وأن يطرد عن نفسه الخواطر الرديئة. وأما خروج المذي فالراجح أنه لا يفطر. 3 الثالث من المفطرات: الأكل أو الشرب أيها الصائم: ومما يحظر على الصائم تعمد الأأكل أو الشرب في نهار رمضان، وهذا لا شك أنه لا يقع من مسلم يخاف الله ويرجوه، لا يقع من مسلم يخاف الله ويعرف لقاءه، فإن من تعمد فطر يوم من رمضان لم يكفه الدهر كله ولو صامه، لعظيم الإثم والوزر، أعاذنا الله وإياكم. ولو أدخل إلى معدته شيئا عن طريق الأنف فهو كالأكل والشرب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما)).6 فلولا أن دخول الماء إلى المعدة عن طريق الأنف يؤثر في الصوم لم ينه النبي صلى الله عليه وسلم الصائم عن المبالغة في الاستنشاق. فمن تعمد تناول الطعام والشراب فسد صيامه، فإن كان بعذر عذره الله به كمريض حل به مرض لا يستطيع مواصلة اليوم، أو اضطر إلى علاج في ذلك اليوم ضرورة فأفطر فإنه لا إثم عليه، لكنه يقضي هذا اليوم، وأما وقوع الأكل أو الشرب من المسلم عن طريق النسيان فإن هذا لا يؤثر على صيامه، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه))7، فجعله خارجا عن إرادته، ونسب الطعام والشراب إلى الله، بمعنى أن الله هو الذي قدر له ذلك، وأن الأمر لم يكن باختياره. 4 ومن مفطرات الصائم تناول ما كان بمعنى الأكل والشرب. وذلك يشمل أمرين: الأول: حقن الدم في الصائم، كما لو أصيب بنزيف فحقن بالدم، فإنه يفطر؛ لأن الدم هو غاية الغذاء بالطعام والشراب. الثاني : الإبر (الحقن) المغذية التي يستغنى بها عن الطعام والشراب؛ لأنها بمنزلة الأكل والشرب.8 وأما الإبر التي لا يستعاض بها عن الأكل والشرب ولكنها للمعالجة كالبنسلين، والأنسولين، أو تنشيط الجسم، أو إبر التطعيم فلا تضر الصيام سواء عن طريق العضلات أو الوريد.9 والأفضل أن يحتاط الصائم لصيامه، وأن يجعل هذه الإبر بالليل. ومن المفطرات أيضا ما يعرف بعملية غسيل الكلى الذي يتطلب خروج الدم لتنقيته، ثم رجوعه مرة أخرى مع إضافة مواد كيماوية وغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم يعتبر مفطرا.10 5 ومما يحظر على الصائم فعله إخراج الدم بالحجامة؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أفطر الحاجم والمحجوم)). 11وفي معنى إخراج الدم بالحجامة التبرع بالدم؛ لأنه يؤثر على البدن كتأثير الحجامة. وعلى هذا لا يجوز للصائم أن يتبرع بالدم إلا أن يوجد مضطر فيجوز التبرع له، ويفطر المتبرع، ويقضي ذلك اليوم. 12ومن أصابه نزيف فصيامه صحيح؛ لأنه بغير اختياره.13 وأما خروج الدم بقلع السن أو شق الجرح أو تحليل الدم ونحو ذلك فلا يفطر؛ لأنه ليس بحجامة ولا بمعناها إذ لا يؤثر في البدن تأثير الحجامة. 6 ومما يفسد على الصائم صيامه إخراج القيء من المعدة عمدا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقض)). 14ومعنى ذرعه أي غلبه. قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على إبطال صوم من استقاء عامدا.15 فمن تقيأ عمدا بوضع أصبعه في فمه، أو عصر بطنه، أو تعمد شم رائحة كريهة، أو داوم النظر إلى ما يتقيأ منه، فإن هذا مناف للصيام، فعليه قضاء ذلك اليوم، وإذا راجت معدته لم يلزمه منع القيء؛ لأن ذلك يضره.16 وأما إذا خرج القيء من غير سبب، بل أمر خارج عن إرادته، فإن هذا لا شيء عليه، بل لا يلزمه منع القيء إذا تهيأ للخروج؛ لأن خروجه يكون راحة له، وهو لم يتعمد ذلك ولم يقصده. 7 ومما يفسد الصيام: خروج دم الحيض والنفاس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم)). 17فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس فسد صومها ولو كان قبل غروب الشمس بلحظة، وإذا أحست المرأة بانتقال دم الحيض ولكنه لم يخرج إلا بعد غروب الشمس صح صومها، وأجزأها يومها. والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليلا فنوت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فمذهب العلماء كافة صحة صومها. 18والأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها، وترضى بما كتب الله عليها، ولا تتعاطى ما تمنع به الدم، وتقبل ما قبل الله منها من الفطر في الحيض والقضاء بعد ذلك، وهكذا كانت أمهات المؤمنين، ونساء السلف.19 بالإضافة إلى أنه قد ثبت بالطب ضرر كثير من هذه الموانع وابتليت كثير من النساء باضطراب الدورة بسبب ذلك، فإن فعلت المرأة وتعاطت ما تقطع به الدم فارتفع وصارت نظيفة وصامت أجزأها ذلك. فهذه هي مفسدات الصيام . وكلها -ماعدا الحيض والنفاس- لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة: أن يكون عالما غير جاهل. وذاكرا غير ناس. مختارا غير مكره. أيها الصائم: إن المسلم يحفظ صيامه، ويصونه عن كل مفسد، ويبتعد عن كل وسيلة من شأنها أن تخدش صيامه، ولما أخبرت أم المؤمنين عائشة أن النبي ربما قبل بعض نسائه وهو صائم قالت لهم: وأيكم كان أملك لإربه؟! أو قالت: إن محمدا أملك الناس لإربه20 ، بمعنى أنه مسيطر على شهوته، لا تغلبه شهوته ولا تقهره، فالمسلم يبتعد عن كل وسيلة يمكن أن تفسد صومه، فإن صومه أمانة في عنقه، فليتق الله في المحافظة عليه وصيانته من كل مفسد قوليا أو فعليا، من كل مفسد ومن كل منقص، من كل مفسد من الأفعال أو منقص للثواب من الأقوال، ليكون صومه مصانا حتى يكمل الثواب إن شاء الله. اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا، واجعلها خالصة لوجهك وابتغاء مرضاتك. الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:50 | |
| ومضى ثلث رمضان
ما أسرع أيامك يا رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل .. ها قد مضى الثلث الأول منك يا رمضان ، والثلث كثير يا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل .. نفوس العابدين .. وقلوب الراكعين ساجدين .. تحن وتئن سبحان الله.. منذ أيام، كنا ندعو : "اللهم بلغنا رمضان". و منذ أيام قليلة، هنأ بعضنا بعضا ببلوغ رمضان فقد هل الهلال، مع النداء الشهير : "يا باغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر .." و اليوم، فاجأتنا هذه الحقيقة : انقضى الثلث الأول من رمضان !! سبحان الله.. أبهذه السرعة رمضان.. هذا الضيف ؛ خفيف الظل، عظيم الأجر.. مضى ثلثه.. "و الثلث كثير".. ******* وهنا لا بد ان نقف مع أنفسنا وقفات أيها الأحباب ماذا أودعنا هذه الأيام العشر ؟ كيف نحن والقرآن ؟ كيف نحن وصيام الجوارح والسمع والبصر ؟ كيف نحن والقيام ؟ كيف نحن وتفطير الصائمين ؟ كيف نحن والصدقة والصلة والبر ؟ كيف حالنا مع الخشوع والخضوع والدموع ؟ هل اجتهدنا في طلب العتق، أم رضي البعض أن يكونوا مع الخوالف..؟ ******* أخي أختي هذه أيام وليالي العتق تنقضي يوما بعد يوم وسرعان ما سيقال : وداعا رمضان فهلا كانت همتنا عالية ، ولسان كل منا يقول : لن يسبقني إلى الرحمن أحد هلا جاهدنا أنفسنا وأتعبناها بالطاعة ، حتى ترتاح في مستقر رحمة الله في جنة الخلد فالعبد لن يجد طعم الراحة إلا عند أول قدم يضعها في الجنة ها نحن في الثلث الثاني من رمضان .. وبعد أيام قلائل ، سنستقبل العشر الأواخر لمن كتب الله له عمرا أفضل ليالي العام ، فيها ليلة من خير شهر ، من حرم خيرها فقد حرم. فيا لسعادة من عرف فضل زمانه ، ومحا بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه ، وعظم خوفه ورجاؤه ، فأقبل طائعا تائبا يرجو عتق رقبته وفك رهانه. أحبتي .. الأيام تمضي متسارعة ، والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس ، وكل مخلوق سيفنى ، وكل قادم مغادر ، وهذا شهر الرحمة والغفران ، يوشك أن يقول وداعا ، ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا . فصم صيام مودع ، وصل صلاة مودع ، وقم قيام مودع ، وتب توبة مودع ، وقم بالأسحار باكيا ، مخبتا ، منيبا ، وقل يارب : هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ، إلهي حرم وجهي ولحمي وعظمي وعصبي وبشرتي على النار . إلهي لا أهلك وأنت رجائي . اقبل توبتي ، واغسل حوبتي ، وسل سخيمة قلبي ، وارفع درجتي ، وكفر سيئتي . وأعتق رقبتي ، يا ذا الجلال والإكرام أخي ... أختي غدا يقال : انقضى رمضان ، وأقبل عيد أهل الإيمان و لكن شتان.. !! شتان .. بين من يهل عليه هلال شوال و هو معتق من النيران ، قد كتب من أهل الجنان.. و بين من يهل عليه، وهو أسير الشهوات و المعاصي ، قد حرم من الخيرات ، وباء بالخسران.. اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات ، وأخذ العدة للوفاة قبل الموافاة ، وثبت قلوبنا على دينك ، واختم لنا بالصالحات ، واغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا وإخواننا وأحبابنا والمسلمين ، واكتبنا جميعا من عتقائك من النار الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:51 | |
| أطفالنا ورمضان
الأبناء هبة ونعمة من الله-سبحانه وتعالى-، يسر الفؤاد برؤيتهم، وتقر العين بمشاهدتهم, ويسعد الروح بفرحهم، ولكن كيف نربي أبناءنا التربية الصالحة، ليكونوا لبنة خير في المجتمع المسلم؟. ها هو شهر التوبة والغفران، وشهر التربية، والمجاهدة ، إنه شهر رمضان، فيه تتجلى التربية الصادقة، والتوجيه الحكيم في رعاية الأطفال. إن الأطفال أمانة ووديعة عند الأبوين, فكيف يمكن لهما أن يربيا أبناءهما في هذا الشهر الكريم؟! إن هناك عدة أمور يمكن من خلالها تربية الأبناء على مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ومعالي الأمور.. من ذلك: 1- تعويدهم على الصيام: إذ رمضان أفضل موسم ومحطة يمكن أن نعود فيه أبناءنا على هذه العبادة العظيمة، فقد كان السلف الصالح-رضوان الله عليهم- يدربون أطفالهم على الصيام، ويحثونهم على ذلك. فقد جاء عن الربيع بنت معوذ-رضي الله عنها-قالت: (أرسل رسول الله-صلى الله عليه وسلم-غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: ((من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه)) فكنا بعد ذلك نصومه، ونصوم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ) رواه البخاري ومسلم. والعهن: هو الصوف. فلماذا لا نعود أطفالنا على الصيام؟ ولماذا لا نعودهم على طاعة الله؟ ونأخذ بأيديهم ليعرفوا معنى هذه العبادة العظيمة، فيستقيموا منذ الصغر؟! حتى إذا بلغ سهل عليه الصيام ولم يجد مشقة، فالإسلام أمر بتعويد الطفل على طاعة الله، قبل البلوغ في غير الصيام، كالصلاة مثلا فقد قال-عليه الصلاة والسلام-: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)) رواه أبو داود. وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم(466) فعندما نعود الطفل على الطاعات، كالصيام، والصلاة، وغيرهما من أنواع الطاعات فإنه ينشأ طفلا صالحا طائعا لله-سبحانه وتعالى-؛ لأنه تعود على ذلك. ولهذا قيل: وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه 2- ربط الطفل بكتاب الله-عز وجل-حفظا وتجويدا وتلاوة، فهذا سن الحفظ، وزمن التلقي, فإذا فات الطفل هذا السن الذهبي وقضاه في الضياع والترفيه ندم بعد كبره أعظم ندامة، وتأسف كل الأسف ولات ساعة مندم، فرمضان شهر القرآن, والمسلمون يقبلون فيه على قراءة القرآن، والطفل عندما يشعر بذلك من حوله فإنه يقرأ معهم و لا يجد مشقة ولا تعبا في قراءة القرآن وحفظه وتجويده. فعلينا أن نستغل هذا الشهر الكريم في تحفيظ أبنائنا كتاب الله -عزوجل-، وعلينا كذلك أن نرغبهم فيه, ونذكر لهم فضل قراءة القرآن، وأنه أنزل إلى سماء الدنيا في رمضان، وأن السلف الصالح-رضوان الله عليهم-كانوا يتفرغون لقراءة القرآن في رمضان وذلك لما فيه من شحذ هممهم، وتطلعهم نحو الأجر والمثوبة من الله-سبحانه وتعالى-. 3- حثهم على المحافظة على الصلوات المفروضة في أوقاتها جماعة مع المسلمين، وخاصة في رمضان عند إقبال المسلمين إلى بيوت الله-تعالى-فتكون محطة انطلاق للأطفال ليتعودوا على الصلوات الخمس في وقتها مع المسلمين، وكذلك حثهم وتشجيعهم على الإكثار من صلاة النوافل، وتعليمهم أن الأجر في رمضان يتضاعف. ومن ثم اصطحابهم إلى المسجد ليشهدوا الصلاة المكتوبة وصلاة التراويح والقيام. 4- تعويدهم على الصدقة والإحسان إلى الفقراء في أيام رمضان، وذلك من خلال إعطائهم بعض الأموال التي يمكن أن يقدموها للفقراء والمساكين، مع تعليمهم أن الصدقة تتضاعف في رمضان، وأن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان أجود ما يكون في رمضان وكان أجود من الريح المرسلة، وأن علينا أن نقتدي ونتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم. 5- اصطحابهم في زيارة الأقارب والأرحام، وتعليمهم أن صلة الأرحام من الواجبات. فيتعود الأبناء على زيارة الأرحام، والصلة في رمضان وغير رمضان، فيكون هذا الشهر مدرسة لأطفالنا لكي نعودهم على الخير، فإن الطفل إذا عودته على شيء نشأ عليه. 6- تفطير الصائمين، وذلك من خلال توزيع بعض الأطعمة، ويكون التوزيع على الأطفال، لكي يتعودوا على الكرم, وعلى حب تفطير الصائمين، ونيل الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى, فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: ((من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء)) رواه الترمذي، وابن ماجه. وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم(6415). 7- أخذ الأطفال إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة إن أمكن، لما له من أثر كبير على نفوس الأطفال، وذلك من خلال ما يشاهدون من إقبال المسلمين في هذا الشهر على بيت الله الحرام، ولما يشهدون من الصلاة، وقراءة القرآن، والصدقة وغيرها من أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلمون في أيام رمضان. مع تعلميهم أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: ((عمرة في رمضان تقضي حجة معي)) رواه البخاري ومسلم. فالطفل إذا عرف هذا الفضل، فإنه يغرس في قلبه حب بيت الله، وحب العمرة في رمضان، وهذا شيء عظيم أن نعود أبناءنا عليه. ومحطات رمضان ، وأبواب الخير المشرعة فيه ، كلها مدارس لتربية الأطفال وتعويدهم الخير وحب الطاعة ، والأسرة المسلمة في رمضان ، لها حياتها الخاصة ، وبرنامجها الخاص ، الذي يتربى فيه أبناؤها على معرفة قدر الزمان ، ويتعودون فيه التنافس في الطاعات والقربات. اللهم أصلح أبناءنا وأبناء المسلمين، واجعلنا هداة مهتدين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين،،، الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:52 | |
| قوا أنفسكم و أهليكم نارا
خاطب الله - تعالى - المؤمنين فقال: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}1 قال بعض السلف: إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا؛ فأرع لها سمعك؛ فإنه إما أمر تؤمر به، أو نهي تنهى عنه، وهو إنما خاطب أهل الإيمان لأجل أنهم هم الذين ينتفعون بالخطاب كما قال في موضع آخر: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}2، والمعنى للآية الأولى: اجعلوا بين أنفسكم وأهليكم وبين عذاب الله وقاية تقون بها أنفسكم وأهليكم من النار. قال زيد بن أسلم - رضي الله عنه - لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله هذا نقي أنفسنا، فكيف نقي أهلينا؟ قال: ((تأمرونهم بطاعة الله)). وهذا الأمر من الله من أعظم الأوامر لعباده؛ إذ تظهر فيه رحمة ربنا - سبحانه - لعباده، ولطفه بهم، وأنه أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم؛ لذا قال علي - رضي الله عنه - في تفسيرها: علموا أهليكم خيرا3، وقال مجاهد: أوصوا أهليكم بتقوى الله4، وقال قتادة: مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصيته5. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: قوا أنفسكم بالانتهاء عما نهاكم الله عنه، والعمل بطاعته، وأهليكم يعني مروهم بالخير، وانهوهم عن الشر، وعلموهم وأدبوهم تقوهم بذلك، نارا وقودها الناس والحجارة يعني الكبريت؛ لأنه أشد الأشياء حرا، وأسرع إيقادا، عليها ملائكة يعني خزنة النار وهم الزبانية، غلاظ أي: فظاظ على أهل النار، شداديعني أقوياء يدفع الواحد منهم بالدفعة الواحدة سبعين ألفا في النار، لم يخلق الله الرحمة فيهم، لا يعصون الله ما أمرهم أي: لا يخالفون الله فيما أمرهم به ونهاهم عنه، ويفعلون ما يؤمرون أي: لا تأخذهم رأفة في تنفيذ أوامره، والانتقام من أعدائه. أيها المسلم: إن أعظم فرصة يجب أن تستغلها لوقاية نفسك وأهلك من النار؛ هي فرصة التغيير في شهر رمضان؛ لاسيما وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن لله عتقاء، وذلك كل ليلة في رمضان، فإذا ما كانت آخر ليلة منه أعتق - سبحانه - مثل ما أعتق كل ليلة من بداية الشهر، فالله الله في وقاية أنفسكم وأهليكم من نار جهنم؛ في شهر العتق من النيران، والرحمة والرضوان، ومغفرة الرحمن، وتزين الجنان، وتصفيد الشيطان. عليكم بالبدار والمسارعة إلى ذلك، والحذر الحذر: من عذاب الله وسطوته، وشديد عقابه وعذابه. نسأل المولى القدير أن يجعلنا من عتقائه وأجرائه من النار، والحمد الله أولا وآخرا.
الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:52 | |
| سلوكيات صائم
لقد فرض الله العبادات وجعلها سببا للارتقاء بالأخلاق وتهذيب السلوك، فقال سبحانه وتعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} (45) سورة البقرة. وقال تعالى عن الصلاة: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون} (45) سورة العنكبوت. وقال تعالى في شأن الزكاة: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم} (103) سورة التوبة.. وقال في شأن الصيام: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (183) سورة البقرة. وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) صحيح البخاري -1770- (6/472).. وقال تعالى في شأن الحج: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب} (197) سورة البقرة.. ومن هذا يتبين أن الغاية العظمى من تشريع العبادات هو تحقيق كمال العبودية لله -عز وجل- ولا بد أن يظهر هذا في أخلاق المسلم. أخي الصائم: إذا أقبل شهر رمضان تشوف الناس لهلاله، وتقلبت وجوههم في السماء، وشنفوا آذانهم أيهم يسبق بمعرفة هذا النبأ السعيد، والحدث العظيم، وعدوا الساعات عدا، حتى تأتي البشرى بانتهاء شهر شعبان وبداية شهر رمضان، وهم لا يفعلون ذلك في سائر الشهور، بل ربما جهل كثير من المسلمين بداية الشهور أو نهايتها. إنها فرصة في هذا الشهر الكريم أن يتنفس المسلم الصعداء، وهو يردد مع الذاكرين عند رؤية هلال رمضان ربي وربك الله, هلال خير وبركة. ولا يرتبط المسلمون خلال شهر رمضان ببداية الشهر ونهايته فحسب، فهم يترقبون الفجر حتى يمسكوا ويترقبون مغيب الشمس حتى يفطروا، ويعدون أيامه عدا لا يكاد يخطئ فيه أحد فيرتبطون بحركة هذا الكون العابد المسبح لله تعالى: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا}. (الإسراء:44). {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء} (الحج: 18).. وهذا الترقب والانتظار يتساوى فيه المسلمون جميعا عربا وعجما، فقراء وأغنياء، حكاما ومحكومين، فلا مجال للحظوة والوساطة، فمن أكل أو شرب متعمدا بعد أذان الفجر أو قبل أذان المغرب فصيامه باطل، فلا مجال للتسلق على أكتاف الآخرين وليس هناك صيام للسادة وصيام للعبيد، وليس هناك صيام للصفوة وصيام للعامة، فالكل هنا سواء. إن سلوكيات الصائم في رمضان تظهر في استغلال هذا الشهر؛ حيث خص الله هذا الشهر الكريم بالصيام، والصيام جنة (أي وقاية)، وكل عمل ابن آدم فهو له إلا الصوم فهو لله وهو يجزي به، وأنعم بجزاء الله تعالى من جزاء، وأجمل بكرمه وعطائه من عطاء، فالصوم يهذب النفس، ويسمو بالروح والخلق، ومن هنا يتعلم المسلم أنه ما خلق ليأكل ويشرب ويعاشر النساء، فكل هذا تشاركه فيه جميع دواب الأرض، لكنه خلق لغاية أسمى وهدف أعلى وهو عبادة الله تعالى وتقواه بإتيان ما أمر واجتناب ما نهى، فهي ثورة على شهوات الأرض وجواذبها، فنحن نملكها وهي لا تملكنا فلسنا عبيدا لشهوة ولا أسرى لعادة، حيث إننا أعلنا العبودية لله، وهذا يتضمن نبذ عبودية ما دون الله. وهذا الشهر تصفد فيه الشياطين، ويترك المسلم لنفسه والنفس أمارة بالسوء إلا ما رحم الله {إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم} (يوسف: 53).. فيستطيع أن يميز المسلم بين ما يأمره بالشيطان وما تأمره به النفس، ومعرفة الداء طريق لمعرفة الدواء فيضع من التدابير الواقية والأسباب المعينة على الارتقاء بالنفس، وتهذيبها وتزكيتها, قال تعالى: {ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها} الشمس: (7-10).. فيحاسب المسلم نفسه فيراقبها ويحاسبها ثم يعاتبها ويؤدبها حتى تسلس له وتخضع لأمر الله فتصبح نفسا لوامة تستحق أن يقسم بها الله, ثم ترقى حتى تصير مطمئنة {يا أيتها النفس المطمئنة* ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي* وادخلي جنتي} (الفجر: 27 -30).. والصائم في هذا الشهر يهتم بحراسة مدخل الطعام والشراب، حتى إذا نسي أو أخطأ فإذا به ينزعج انزعاجا شديدا ويحاول أن يخرج ما دخل في فمه من الطعام والشراب حتى يكاد يخرج ما في معدته، على الرغم من رفع الحرج في الشرع عن الناسي والمخطئ، وقد طمأن النبي -صلى الله عليه وسلم- الناسي فقال: ((من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه)) رواه البخاري -6176- (20/360) ومسلم -1952-(6/28). وعلى الرغم من ذلك يحرص هذا الحرص كله، ولذلك لم يقف الشيطان له في هذا الطريق لعلمه بحرصه عليه، ويقظته وتنبهه من أن يؤتى من قبله، فوقف له في طريق آخر، فأغواه وأغراه بالغيبة والنميمة، وأغراه بإطلاق اللسان في الآخرين يشتم هذا، ويقذف هذا دون أدنى حرج، وهو لا يعلم أن طعامه وشرابه ناسيا لا يقارن بما يقترفه من الكبائر الموبقة التي تذهب بأجر الصيام. وفي أواخر الشهر يسن الاعتكاف حيث يترك الناس الدنيا وزخرفها وضجيجها وضوضائها، ولهوها وزينتها وينقطعون للعبادة والذكر والقيام والقرآن، وفي هذه الخلوة تتسامى أرواحهم، وتصفو نفسهم وتعلو هممهم، ويستمدون الطاقة من الله حتى يستعينوا بهذا الخير وبهذا الزاد طوال عامهم -كما كان حال السلف حيث كانوا يتشوقون ويستعدون لرمضان ستة أشهر وينتفعون به ستة شهر- وبهذا تتحقق التقوى في أتم صورها كما أمر الله تعالى المسلمين بقوله: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (آل عمران: 102).. ومن أراد أن يموت على الإسلام فليعش دائما على الإسلام، وليكن جل دعائه، اللهم أحينا على الإسلام وتوفنا على الإيمان. وفي هذا الشهر فرضت زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، وإغناء لهم عن ذل الحاجة والسؤال في يوم العيد, وبإعطائها للفقراء يتدرب المرء على البذل والعطاء حتى ولو كان معسرا ويصدق فيه قول الله تعالى: {الذين ينفقون في السراء والضراء} (آل عمران: 134).. وفي هذا البذل والعطاء الذي يأخذ هذه الطريقة المنظمة الشاملة العامة لأثر طيب في خلق الغني وخلق الفقير فيطهر نفس الغني من الشح والبخل، ويطهر نفس الفقير من الحقد والحسد، يعلم الغني أن المال مال الله وهو مستخلف فيه، ينفق حيث أمر الله ويمسك حيث نهى الله، ويعلم الفقير أن الله لم يتركه هملا ولن يضيع في وسط مجتمع مسلم يعرف حق الله في ماله. عبادة الصيام تكسب صاحبها خلق المراقبة لله تعالى، فهو يستطيع أن يأكل ويشرب لكنه لا يفعل طاعة لله تعالى ولذلك لا يدخله الرياء، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)) رواه البخاري -5472- (18/293) ومسلم -1945- (6/18).. وإذا صحت المراقبة لله تعالى فسيصلح بصلاحها الشيء الكثير وسينعكس ذلك على سلوك المسلم، وسيتضح ذلك في أخلاقه، وإذا راقب الإنسان الله في عباداته ومعاملاته، وأخذه وعطائه، وعلم أن الله لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} (الأنعام: 59).. {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} (المجادلة: 7).. إذا علم هذا كله واستشعر التوجيه النبوي القائل: ((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) رواه البخاري -4404- (14/452) ومسلم -9- (1/87). فقد حاز خيرا كثيرا، وارتقى في سلم الأخلاق والسلوك إلى مدى بعيد. عبادة الصيام تكسب صاحبها خلق الصبر، فيصبر على الجوع والعطش والشهوات طاعة لله، والصبر نوعان: صبر على الطاعة حتى يفعلها، فإن العبد لا يكاد يفعل المأمور به إلا بعد صبر ومصابرة ومجاهدة لعدوه الباطن والظاهر، فبحسب هذا الصبر يكون أداؤه للمأمورات وفعله للمستحبات, وصبر عن المنهي عنه حتى لا يفعله، فإن النفس ودواعيها وتزيين الشيطان، وقرناء السوء تأمره بالمعصية وتجرئه عليها، فبحسب قوة صبره يكون تركه لها. ويكفي أن الله جعل الصبر طريقا لنيل الإمامة في الدنيا والدين يقول الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (السجدة: 24). والصوم يقوي في نفس المسلم الارتباط بالجماعة، ويرسخ في نفسه معنى الاتحاد للتعاون والتناصر؛ فالمسلمون يصومون عند رؤية الهلال، ويفطرون عن رؤيته، ويمسكون عند أذان الفجر ويفطرون عند أذان المغرب، ولسان حاله يردد مع قول الله تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} (الأنبياء: 92).. {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون} (آل عمران: 103).. والصوم يعود المسلم على احترام الوقت والنظام؛ فتأخير الإفطار بعد الأذان بفترة طويلة مكروه، والإفطار قبل المغرب يبطل الصيام، كما أن تأخير ر السحور من السنة ولكن إذا أكل أو شرب الصائم بعد الأذان ولو بوقت يسير فصيامه باطل، فللوقت أهميته، والناس يفطرون في وقت واحد ويمسكون في وقت واحد، ولو أخذ المسلمون من هذه الدروس وعاشوا بها في حياتهم ومعاملاتهم لفاقوا أمما كثيرة من الغرب أو الشرق ننبهر عندما نرى احترامهم للوقت وتقديسهم للنظام، ونحن أولى بهذه الأخلاق منهم لكننا صدق فينا قول الشاعر: وأصدق منه قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} (الصف: 2- 3).. وفي شهر رمضان بدأ نزول القرآن: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} (البقرة: 185).. {إنا أنزلناه في ليلة القدر} (القدر: 1).. فلا عجب أن يلتف الناس طوال شهر رمضان حول حلق القرآن وأن ترتفع أصواتهم به في البيوت ووسائل المواصلات؛ فهو شهر القرآن، ولا عجب أن يعيشوا معه قراءة في النهار وأن يطيلوا القيام به في الليل، وحبذا لو قرءوا فتدبروا ففهموا وعملوا ولا يكونون كمن يقرأ القرآن والقرآن يلعنه، يقرأ: ألا لعنة الله على الظالمين، وهو من الظالمين!. وفي شهر رمضان يكون الدعاء مستجابا بإذن الله، وللصائم دعوة مستجابة، فليدع بالخير لنفسه وأهله وإخوانه، وليدع بالنصر لهذه الأمة المنكوبة المكلومة، عسى الله أن يقيلها من عثرتها، ويبدل ذلها عزا، وخوفها أمنا. ولا عجب أن يرشد الله عباده إلى دعائه وسؤاله أثناء الحديث عن أحكام الصيام بقوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} (البقرة: 186).. وفي نهاية هذا الشهر جعل الله عيدا يفرح الناس فيه لأداء هذه الطاعة ولتوفيق الله وهدايته لهم ليعلموا كيف يفرحون ومتى يفرحون، يعرف المسلم أنه يفرح يوم أن يوفق لأداء عبادة من عبادات الله تعالى، ويحزن يوم أن يقترف إثما مما نهى الله عنه، وإذا فرح فرح على مراد الله لا على مراد نفسه: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} (يونس: 58). وهكذا أضحى العيد وكأنه تتويج لهؤلاء الذين نجحوا في الاختبار فحصلوا على الجائزة عند نهاية هذا الشهرشهر الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:53 | |
| رمضان ووحدة الأمة
ها نحن نعيش أحلى الأيام في شهر الصيام، شهر الذكر والقرآن، شهر البر والإحسان، شهر الإرادة والصبر، شهر الإفادة والأجر، شهر الطاعة والتعبد، شهر القيام والتهجد، شهر صحة الأبدان، شهر زيادة الإيمان.. أتانا رمضان والنفوس إليه متشوقة، والقلوب إليه متلهفة، نعيش في أرجائه صورا عظيمة، مساجد ممتلئة بالمصلين، وذاكرين ومرتلين، ومنفقين ومتصدقين، نسمع ترتيل القرآن في المحاريب، وبكاء المبتهلين في الدعاء، فيزداد بذلك التنافس ويعظم العزم، وتقبل النفس. وفي ظل ما تعيشه الأمة الإسلامية من نكبات وويلات ، وفرقة وشتات ، وتسلط للأعداء في بقاع كثيرة منها، لا شيء يوحدها مثل شهر رمضان الكريم، المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يتفقون على تعظيم شهر رمضان يجتمعون فيه على العبادة والطاعة كما أمرهم المولى عز وجل وان اختلفت مظاهر الاحتفاء. فرمضان يدعو إلى وحدة الصف: وتتجلى فيه تربية الصائمين على الخشونة والصبر وقوة الإرادة، واحتمال المتاعب، فلا مجال للترف والإسراف، بل سبيل الصائم التقشف وضبط النفس، والحسم والعزم؛ فتكتمل الوحدة على أساس متين من الدين. لذا؛ نجد وحدة الصف تنبع من ساحة الصوم، ومن أبرز مظاهرها ما يلي: أولا: فرض الصوم بنداء الله للمؤمنين عامة: كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام...} الآية (183) سورة البقرة. فنداء الله للمؤمنين تكريم لهم وتشريف، ودعوة لهم إلى وحدة صفهم، وتآلف قلوبهم، لعزتهم ورفعة مكانتهم، وفي ذلك من المساواة بينهم ما لا يخفى: فلا فرق بين غني وفقير، ولا بين أبيض وأسود. ثانيا: اجتماع المسلمين على بداية رمضان ونهايته دليل على وحدتهم وقوتهم فالبلد الذي يشترك في مطلع الشمس مع غيره من بلاد العالم ، أو كان مطلعه قريبا من بعضها يلزمه الاتحاد معها في بداية شهر رمضان؛ لأن ذلك يعد مظهرا لوحدة المسلمين، وقوة لرباطهم الإيماني، حيث يتحدون في وقت الإفطار والإمساك، ومناجاة الله عند فطرهم وإمساكهم. كذلك مظهر المسلمين في وحدة صفهم يبرز واضحا في نهاية رمضان وبداية أول ليلة من شوال؛ فالمسلمون يتحدون في التكبير والتهليل، وفي اجتماعهم لصلاة عيد الفطر في الخلاء، أو في مساجدهم على قلب رجل واحد، وفي ذلك من وحدة الصف ما لا يخفى. ثالثا : ومن مظاهر الوحدة في رمضان: صلاة القيام في جماعة: فقد اختص رمضان باجتماع المسلمين بعد العشاء في كل ليلة منه؛ لأداء صلاة التراويح في جماعة، يتجهون لقبلة واحدة ، يناجون إلها واحدا، وكذلك دعاء بعضهم لبعض في أدعية القنوت وفي الأسحار وعند الإفطار وساعات الإجابة. رابعا: اعتكاف صفوة من المسلمين في المساجد تربية على وحدة الصف: فسنة الاعتكاف اختصت بها العشر الأواخر من رمضان؛ تدريبا لصفوة من أبناء الأمة المسلمة على الرجولة والاتحاد في المظهر والجوهر؛ لتؤصل في المسلمين وحدة الصف. وهناك مظاهر أخرى كثيرة للوحدة يطول المقام بذكرها، ولكنها لا تخفى على ذي لب. فالله الله أن تكون هذا الوحدة في رمضان ثم كل ينكص على عقبيه! بل تكون باستمرار، فهو دعوة إلى التوحد والاجتماع، ونبذ التفرق والاختلاف. نسأل الله العظيم أن يوحد صفوف المسلمين، ويؤلف قلوبهم، ويصلح ذات بينهم، ويغفر لنا أجمعين ويعتقنا من النيران. الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:55 | |
| من يتقي ومن لا يتقي في رمضان
حديثنا عن تقوى الله تعالى.. التقوى هو: القيام بالدين، بفعل الأوامر، واجتناب النواهي. وهو واجب فرض على كل مسلم ومسلمة، لأمره - عز وجل - به في آيات كثيرة، كقوله:- { واتقوا الله إن كنتم مؤمنين}. وحقيقته: أن يتحاشى العبد سخط الجبار وغضبه أن يحل عليه؛ لأن من غضب الله عليه فقد هلك: - { ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى}. وبما أن العبد لا قدرة له على تحمل غضب ربه وسخطه، فالعقل يملي عليه أن يجتنب معاصيه؛ لكيلا يحل به عذابه، وهذا هو التقوى.. قال بعضهم: - حقيقة الاتقاء: التحرز بطاعته من عقوبته،. وأصل التقوى: اتقاء الشرك، ثم المعاصي، ثم الشبهات، ثم الفضلات. - وقال طلق بن حبيب: التقوى: عمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء ثواب الله، وترك معاصي الله، على نور من الله، مخافة عقاب الله. - وقال ميمون بن مهران: لا يكون الرجل تقيا، حتى يكون لنفسه أشد محاسبة، من الشريك لشريكه، وحتى يعلم من أين: ملبسه، ومطعمه، ومشربه. والحكم شرح حديث: (اتق الله حيثما كنت)] والإنسان إذا لقي خصما اتقاه بحسبه، فكلما زادت قوته، ازداد له اتقاء وتحرزا، والله - سبحانه - له القوة جميعا، لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض: - قل الله أسرع مكرا. لذا يجب على الناس أن يتقوه؛ لأنه إذا كان في إمكان الإنسان أن يروغ من خصمه، ويفلت من يده، فإن من المحال أن يروغ ويفلت من قبضة الإله تعالى. والله - سبحانه - يدعو عباده إلى تقواه فيقول: - { قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين * لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون}. فإنه لا ينجو عنده يوم القيامة إلا من اتقاه، قال: - { وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولاهم يحزنون}. والجنة لا يدخلها إلا المتقون، قال - سبحانه -: - { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين}. فالجنة أعدت للمتقين، ولا يشتاق إلى الجنة إلا المتقون: - {وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون}. وصفات المتقين هي: - {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكر الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين}. الإنفاق في السراء والضراء، وكظم الغيظ، والعفو والإحسان، والإقلاع عن الذنوب، هي صفات المتقين: فأما الإنفاق فعلاقته بالتقوى تظهر من: كون المنفق يتقي بصدقته غضب ربه. كما في الأثر: - (والصدقة تطفئ غضب الرب). وأما كظم الغيظ والعفو والإحسان، فعلاقتها بالتقوى تظهر من: كونها تقي الإنسان مصارع السوء. كما قيل: - صنائع المعروف، تقي مصارع السوء. وأما عن علاقة الإقلاع عن الذنب بالتقوى، فتظهر من: كون التائب يتقي بتركه الذنب عقوبة الرب. وارتكاب الذنوب صغيرها وكبيرها في أصل الأمر لا ينافي التقوى؛ لأن العبد مكتوب عليه الذنب، إنما الذي ينافيه الإصرار عليها؛ ولذا قال تعالى: ولم يصروا.. ما قال: لم يذنبوا. وإنما المتقي هو الذي إذا أذنب ذكر الله فندم، واستغفر، وأقلع وعزم على عدم العودة، كما قال ربنا: - { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}. ولعظم التقوى فإن الله وصى به الأولين والآخرين، فقال: - { ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}. هذا وإن مما يجب أن يتقيه الرجل فتنة النساء لقول رسول الله: - (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)، رواه مسلم عن أبي سعيد. فإن من لم يتق النساء، فانساق وراء شهواته منهن ولج باب الشيطان، فصار عاريا من الإيمان، وتعرض لسخط الرب إذا أصر، والعادة معلومة: أن من افتتن بالنساء، لا يعود إلى رشده إلا بعد أن يقطع شوطا كبيرا، يهدم خلاله شيئا كبيرا من إيمانه وأخلاقه. ففتنة النساء أعظم الفتن، لا يكاد يصمد أمامها إنسان؛ لذا فالتعرض لها والبحث عن أسبابها هلاك وبوار. وقد وعد الله المتقين بالنور المبين، به يفرقون بين الحق والباطل، فقال - سبحانه -: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم}. وهذه هي فراسة المؤمن الذي ينظر بنور الله، ومثل هذا محفوظ من الانزلاق والضلال بما معه من الهدى والنور. حق على العباد أن يتقوا مولاهم، قال - سبحانه -: - { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. قال بعضهم: هذه الآية منسوخة. فمن ذا الذي يقدر أن يتقيه حق التقوى؟.. لكن بعض المفسرين قال: هي محكمة، وهي مفسرة بقوله تعالى: { فاتقوا الله ما استطعتم }، { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به }، قال الله تعالى: (قد فعلت). فالقدر الواجب من التقوى هو: ما نقدر عليه ونطيقه، ليس هو حق التقوى وكماله. - قال ابن مسعود: حق التقوى: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.. إن الإسلام يجعل التقوى من أسباب الحسب والمنزلة، قال رسول الله: - (الحسب: المال، والكرم، والتقوى). [صحيح الجامع 3178] ومنازل الجنة بحسب التقوى، فمن زاد تقواه، ارتفعت منزلته، ومن عدم التقوى، أبدل مقعده في الجنة بمقعد في النار، فالجنة لا تكون إلا للمتقين. إن التقوى لا تختص بمكان أو زمان أو حال لقول - عليه السلام -:- اتق الله حيثما كنت. [رواه الترمذي] في البر أو البحر.. في الليل أو النهار.. في السر أو العلن.. منفردا أو مع الناس.. في رمضان وغير رمضان. وقد كان رسول الله إذا خطب الناس: ذكرهم بتقوى الله دائما في كل خطبة. والقرآن يذكر التقوى كثيرا، لكن الناس لا يلتفتون إلى معنى هذه الكلمة.. وحرص الرسول على التذكير بها، وحرص القرآن على التنويه بها: يدل على أهميتها. كما قد تبين لنا ذلك. إن الحديث عن التقوى يجرنا إلى الحديث عن رمضان شهر الصوم، قال - سبحانه -:{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}. أي تتقوا المعاصي، فإنه كلما قل الأكل ضعفت الشهوة، وكلما ضعفت الشهوة قلت المعاصي؛ لأن مجاري الدم تضيق بالشيطان فلا يجد مسلكا، وهذا هو القصد من الصوم، قال رسول الله الصيام جنة). فهو في جنة من: الآثام، والعذاب، والعلل؛ أي وقاية وحماية. ونحن في هذا الشهر العظيم في حاجة إلى أن نتذكر تقوى الله - سبحانه -؛ فإن من المؤلم أن نرى العصيان يكثر في شهر كان ينبغي أن يقل فيه إن لم يعدم: أفواج من العاصين ينتشرون في كل مكان، في ليالي رمضان، يرتكبون الموبقات، دون خوف من رب العالمين.. !!.. الناس بين: راكع، وساجد، ومعتكف، ومتصدق، وقارئ. وهؤلاء بين غزل، وأغان، ونظر وسماع محرم، وتبرج، واختلاط، وفاحشة وفجور.. !!. وإن تعجب فاعجب، وإن شئت فاحزن لما تقدمه وسائل الإعلام في ليالي هذا الشهر العظيم، ولسان حالهم يقول: - دعوكم من العبادة، وأقبلوا على الشهوات.. !!. - دعوكم من التقوى، وقوموا إلى البلوى.. !!. لا أطيل في سرد ما يفسد الإيمان في الشهر، إلا أننا نذكر أن هذا الفعل، وهذا الإلهاء عن ذكر الله، وتزيين الفاحشة والمنكرات، وعرضها ونشرها في هذا الشهر خاصة: لا يصدر من مؤمن يخاف الله ويتقيه. ؟!!. ولو أنه من المتقين، أو فيه شيء من التقوى، لاستحى من ربه، ولأقلع عن هذا الجرم إكراما لشهر رمضان: - أياما معدودات. هذا الذي يستقبل رمضان بالأغاني، والأفلام، والمسلسلات، والملاهي: هل هو من المتقين؟!!. هذا الذي يستقبل رمضان بالمعاصي، والغزل، والفجور: هل هو من المتقين؟!!. تلك التي تستقبل رمضان بالتبرج، والاختلاط، والشهوات المحرمة: هل هي من المتقين؟!!. ذاك الذي لا يمتنع عن البيع المحرم: هل هو من المتقين؟!!.. ذاك الذي يمارس القمار، والميسر، واليانصيب، بصور شتى، ومنها: ((اتصل، واربح)).. !!: هل هو من المتقين؟! سبحان الله! الله يريد بنا يسرا، ونحن نريد بأنفسنا عسرا.. !!. شرع لنا رمضان لتنشرح صدرونا، وتتزكى نفوسنا، وتعلو مراتبنا، وهذا من اليسر، لكن أبينا إلا العسر، فضيقنا صدورنا، وأفسدنا نفوسنا، وصرنا أسفل سافلين، حينما نسينا الغاية من الصوم: - لعلكم تتقون. فهذا الشهر بين أيدينا اليوم، وهو غدا خلف ظهورنا، فهو إذا غنيمة لم تستحل، وكنز لم يكشف بعد، وقد علمنا كيف نحوزه وننتفع به، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها. الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:56 | |
| رمضان شهر البر
ها هي أيام رمضان تتوالى ، والإحسان فيها يزيد . وأولى الناس بالإحسان من كانا سببا في وجودنا في هذه الحياة الدنيا بتقدير الله سبحانه وتعالى . من قرن الله حقهما بحقه ، وأمر بطاعتهما والإحسان إليهما في مواضع كثيرة من كتابه وعلى لسان نبيه الذي لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه. إنهما الأب والأم ، نبع الحنان والشفقة ، يمرضان لمرضك ، ويتألمان لألمك ، ويسعدان لسعادتك ، تكبر أمالهما بقدومك. يشقيان لتسعد أنت ، ويتعبان لترتاح أنت .. أفلا يكون حقا لهما برك بهما وإحسانك إليهما! قال تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون}1، وقال ربنا تبارك وتعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون}2. وقال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}3, وقال تبارك وتعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون}4، وقال الله: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون}5، وقال الله تبارك وتعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}6. فأي وصية بالوالدين أعظم من ذلك . آيات كثيرة جاءت تأمر بالإحسان إليهما ورعاية حقهما ، وعدم الإساءة إليهما أو رفع الصوت عليهما ، وعدم إيذاء مشاعرهما ولو بكلمة ( أف ) . والسعي عليهما ، وخفض الجناح لهما. فهل يبقى بعد ذلك عاق على عقوقه ، أو مقصر على تقصيره؟! قال أبو الدرداء رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو أحفظه))7، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا حارثة بن النعمان، فقال لها (أي لعائشة رضي الله عنها ) رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كذاك البر، كذاك البر، وكان أبر الناس بأمه))8. وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن البر من أفضل الأعمال وأحبها عند الله تعالى؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها)) قال: ثم أي؟ قال: ((ثم بر الوالدين)) قال: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني9. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمك))، قال ثم من؟ قال: ((ثم أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((ثم أمك))، قال: ثم من ؟ قال: ((ثم أبوك))10. عليك ببر الوالدين كليهما وبر ذوي القربى وبر الأباعد ولا تصحبن إلا تقيا مهذبا عفيفا ذكيا منجزا للمواعد وبر الوالدين ممتد طوال عمر الإنسان حتى وإن مات والداه ، فعن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به من بعد موتهما ؟ قال : ((نعم؛ الصلاة عليهما و الاستغفار لهما و إنفاذ عهودهما و إكرام صديقهما و صلة الرحم الذي لا رحم لك إلا من قبلهما )) أخرجه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الذهبي. وهاك أخي بعض فوائد بر الوالدين: 1. بر الوالدين سبب في دخول الجنة كما تقدم. 2. وبر الوالدين سبب في إطالة العمر لحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه))12. وليس صلة أعظم من بر الوالدين. 3. ومنها: أن بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله كما تقدم. 4. ومنها: إجابة الدعاء، فقد بوب الإمام البخاري - رحمه الله - في صحيحه: باب إجابة دعاء من بر والديه، ثم ذكر حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة: قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأة، ولي صبية صغار أرعى عليهم، فإذا أرحت عليهم حلبت لهما، فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل صبيتي، وإنه نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلال، وقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي - يصيحون ويبكون من الجوع - فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء، ففرج الله منها فرجة، فرأينا منها السماء)) رواه البخاري ومسلم وكما أن البر من أفضل الأعمال وأزكاها ، فإن العقوق من كبائر الذنوب وأوجبها للعقوبة. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: ((الإشراك بالله)) قال ثم ماذا؟ ((ثم عقوق الوالدين)) قال ثم ماذا؟ قال: ((اليمين الغموس)) قلت وما اليمين الغموس؟ قال: ((الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب)) أخرجه البخاري . عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟! )) ثلاثا ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (( الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ))، وجلس وكان متكئا فقال: (( ألا وقول الزور ))، قال: فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. أخرجه البخاري ومسلم وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه )) قيل : وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال : (( يساب الرجل فيسب أباه ويسب أمه)) رواه مسلم. نعوذ بالله من العقوق والخذلان ، ونسأله تبارك وتعالى أن يمن علينا بطاعة والدينا والإحسان إليهما وبرهما أحياء وأمواتا، وأن يغفر لنا ولهم إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.. الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:56 | |
| اختم شهرك بكثرة الاستغفار
ها هي الأيام قد دارت، وها هو الوقت يمضي، والشهر الكريم قد أزف على الرحيل. تلك أنواره توشك أن تنطفئ، وذاك نجمه قد قارب على الأفول بعد السطوع. تلك الليالي التي شعت بنور القائمين والتالين والعاكفين؛ أوشكت على الظلمة، والأيام التي عمرت بالطاعة والتلاوة والصيام قد أوشكت على الوداع. إن وداع هذا الشهر ليهيج في النفس الأحزان، فكيف يفارق الحبيب محبوبه الذي يخشى أن يكون آخر العهد به، إنها لحظات لا ندري حقيقة أهي لحظات عزاء ومواساة، أم لحظات فرح وسرور. نعم: إن خروج هذا الشهر المبارك ليجمع بين الحالين: حال العزاء، وحال الفرح والتهنئة. فالعزاء لكل الأمة على وجه العموم؛ إذ ستفقد شهر الصيام، والقيام، والذكر، ستفقد تلك النفحات الربانية، والمنح الإلهية التي منحها الله عز وجل لعباده في هذا الشهر المبارك، فلحظات وداعه لا تنسى، ولوعتها لوعة لا تبلى، وإن حرقة الوداع لتلهب الأحشاء، وإن دموعه لتحرق الوجنات بحرارة العبرات، وقد آن لهذا الشهر أن يودع كل مؤمن تذوق حلاوة الطاعة والأنس بالله. عزاؤنا في خروج هذا الموسم المبارك، والشهر الكريم؛ عزاء على وجه الخصوص لمن قصر عن استغلال الفرصة، وغفل فيه عن باب الجنة، ولم يحسن العمل. أن يكون ممن شملهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر، فلما رقى الدرجة الأولى قال: آمين، ثم رقى الثانية، فقال: آمين، ثم رقى الثالثة فقال: آمين، فقالوا: يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات؟، قال: ((لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل عليه السلام فقال: شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت: آمين)) صحيح الأدب المفرد. ومع خروج شهر رمضان المبارك يودعه المؤمنون في كل أصقاع الأرض، وأرجاء المعمورة، فمنهم من يودعه بقلب وجل يؤمل قبول العمل ويخشى ألا يتقبل منه. ومنهم من يودعه ويودع معه الأعمال الصالحة، وهذا هو المخذول الذي لم تتحقق ثمرة الصيام والقيام عنده، إذ إن الغاية من الصوم هي تحقيق التقوى في النفس، والتزكية للعبد في الأقوال والأفعال، فإن التقوى هي الكلمة الجامعة التي ختم الله بها آية الأمر بالصيام، ويجب ألا يغفل عنها بعد انقضاء شهر الصيام، بل تبقى شعارا لأعمال الأفراد والأمم. وإن من نعم الله العظيمة علينا أن يبلغنا تمام هذا الشهر ويختمه لنا ونحن على الطاعة والإخبات والإنابة، وهي غنيمة لا ندري والله من يبلغها مرة أخرى، ومن يفضي إلى الله ولا تسنح له الفرصة لمثل هذه الأيام والليالي الفاضلة. فهلم نختم شهر رمضان بالتوبة إلى الله ، والإنابة إليه ، فإن كلا منا لا يخلو من الخطأ والتقصير، وكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. هلم نختم عملنا في هذا الشهر بالحمد والثناء على الله وكثرة الاستغفار. إذ هو مطلوب بعد كل عمل صالح لما قد يعتريه من نقص وخلل، فهو مكمل للأعمال وجابر لنقصها ، وأرجى لقبولها. وقد (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا انصرف من صلاته ، استغفر ثلاثا )) رواه مسلم. قال سبحانه في وصف عباده المؤمنين : { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } المؤمنون: 60، وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال: ((لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )) صحيح الترمذي. وقد حث الله في كتابه وحث النبي صلى الله عليه وسلم في خطابه على استغفار الله تعالى والتوبة إليه، فقال سبحانه: { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير } هود: 3. وقال تعالى: { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين } فصلت: 6. وقال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } النور: 31. وقال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار } التحريم: 8. وقال تعالى: { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } البقرة: 222. وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة» رواه مسلم وأحمد وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» رواه البخاري. يا من صمت وقمت وذرفت دموعك توبة وأسفا على خطيئاتك : ها هو شهر الصيام قد أزف رحيله، وأوشكت أيامه ولياليه أن تمضي شاهدة على كل منا ما استودعه فيها، والمؤمن يفرح بإكمال الصيام والقيام، وإتمام عدة رمضان، شكرا لله عز وجل على ما من به عليه ووفقه إليه من الطاعات، ورجاء ما عنده من الثواب والعتق من النيران. وضعيف الإيمان يفرح بإكماله لتخلصه من الصيام الذي كان ثقيلا عليه ضائقا به صدره، والفرق بين الفريقين عظيم . هلم جميعا نتدارك ما بقي من ليال معدودة هي خير ليالي العام، ونجتهد في الدعاء والصلاة والقيام وقراءة القرآن، ونختم شهرنا بكثرة الاستغفار وسؤال الله القبول، ونكون من عدم قبول العمل على وجل. فما ندري وربي من هو المقبول فنهنيه، ومن هو المردود فنعزيه. اللهم يامن فتحت أبوابك للطالبين ، وأظهرت غناك للراغبين، يامن تجيب دعوة المضطرين، نحن الفقراء إليك، المضطرون إلى عفوك ومغفرتك، اللهم فأنزل علينا رحمة من عندك، تهدي بها قلوبنا، وتلم بها شعثنا، وتغفر بها ذنوبنا، وتتقبل بها أعمالنا. اللهم اختم لنا شهرنا بالقبول والمغفرة والعتق من النار. اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، فاغفر لنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الأحد 15 أغسطس 2010 - 22:57 | |
| 10 وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان
لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله ________________________ وماذا بعد رمضان ؟ كنت في رمضان في إقبال على الله ..أُكثر من النوافل ..أشعر بلذة العبادة .. وأكثر من قراءة القرآن الكريم .. لا أُفرط في صلاة الجماعة .. منُقطعا عن مشاهدة ما حرم الله .. ولكن بعد رمضان فقدت لذة العبادة التي أجدها في رمضان ولا أجد في ذلك الحرص على العبادة .. فكثيرا ما تفوتني صلاة الفجر مع الجماعة ... وانقطعت عن كثير من النوافل وقراءة القرآن .. وووووووو .... فهل لهذه المشكلة من حل أو علاج ؟! إليك أخي "10" وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان 1- أولاً وقبل كل شي طلب العون من الله – عز وجل - على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم { رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } 2- الإكثار من مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات . 3- التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة . 4- الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر . 5- الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وقضاء رمضان فان في الفرائض خير عظيم . 6- الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله « أدومه وإن قل » كما قال صلى الله عليه وسلم . 7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل . 8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب . 9- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء و أجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة . 10- وأخيرا أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة .. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح . أخي المبارك لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان لقد قال فيهم السلف " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان " وداعاً أيها الحبيب إلى رمضان آخر وأنت في صحة وعافية واستقامة على دين الله إن شاء الله . الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
|
| |
الجنه تنادينيالاشراف العام
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
| موضوع: رد: رمضان شهر الدعوة الجمعة 24 يونيو 2011 - 12:11 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم بلغنا رمضان واعنا على الصيام والقيام
جميل جدااا ما قدمتي اخيتي في ميزان حسناتك ان شاء الله الموضوع : رمضان شهر الدعوة المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: الجنه تناديني توقيع العضو/ه:الجنه تناديني | |
|
|
| |
|