القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3

الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3
المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لياستعراض مشاركاتكمواضيع لم يتم الرد عليهاأفضل مواضيع اليومافضل اعضاء اليومافضل 20 عضو
 
القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Empty

شاطر | 
 

 القواعد الحسان للسعدي 1 - 15

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:19 

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :








الحمد لله وبعد



فنبدأ مستعينين بالله سبحانه في مذاكرة مذكرة مهمة جدا في أصول التفسير



وهي



القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن



لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالي





 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل


كاتب الموضوعرسالة
El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:40 

ومنها
قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ
إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا
بِالْعَدْلِ﴾ فإذا فهمت أن الله أمر بأداء الأمانات كلها إلى أهلها:
استدللت بذلك على وجوب حفظ الأمانات، وعدم إضاعتها والتفريط والتعدي فيها،
وأنه لا يتم الأداء لأهلها إلا بذلك.
فإذا فهمت أن الله أمر بالحكم بين الناس بالعدل، استدللت بذلك على أن كل
حاكم بين الناس في الأمور الكبار والصغار، لابد أن يكون عالماً بما يحكم
به: فإن كان حاكماً عامّاً، فلا بد أن يحصّل من العلم ما يؤهله إلى ذلك،
وإن كان حاكماً ببعض الأمور الجزئية كالشقاق بين الزوجين- حيث أمر الله أن
نبعث حكماً من أهله وحكماً من أهلها- فلا بد أن يكون عارفاً بهذه الأمور
التي يريد أن يحكم بها، ويعرف الطريق التي توصله إليها.
وبهذا بعينه نستدل على وجوب طلب العلم، وأنه فرض عين في كل أمر يحتاجه العبد، فإن الله أمرنا بأوامر كثيرة ونهانا عن أمور كثيرة.
ومن المعلوم أن امتثال أمره واجتناب نهيه يتوقف على معرفة المأمور به
والمنهي عنه وعلمه، فكيف يتصور أن يمتثل الجاهل الأمرَ الذي لا يعرفه، أو
يتجنب النهي الذي لا يعرفه؟).
ذكر مثالين لهذه القاعدة، المثال الثاني فيه الأمر بأداء الأمانة: ﴿إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ ثم
بين ما معنى الأمانة.
الظاهر من هـٰذه الآية أن الله جل وعلا أمر عباده المؤمنين بأن يؤدوا ما
اؤتُمنوا عليه إلىٰ أهله، الشيخ رحمه الله قال: هـٰذا الفهم هو أول مفتاح
تحصيل ما بعد ذلك، ما الذي يلزم على وجوب أداء الأمانة إلى أهلها؟ وأداؤها
يكون بحفظها وإيصالها إلىٰ مستحقها، لا يتحقق ذلك إلا بالعلم؛ لأنه لا يمكن
للإنسان أن يؤدي الأمانة التي اؤتمن عليها إلا بالعلم، والأمانة ليست فقط
هي الوديعة أو ما يستحفظ الإنسان عليه؛ بل هي أعم من ذلك: الأمانة العلمية،
والأمانة الدينية، والأمانة المعنوية، والأمانة الحسية. فالأمانة أوسع من
أن تكون أداء الودائع والمستحفظات إلىٰ أهلها؛ بل هي أوسع من ذلك، يندرج
تحتها أداء الحقوق إلىٰ أهلها، إعطاء كل ذي حق حقه؛ ابتداءً بحق الله جل
وعلا وهو إفراده بالعبادة، وبعد ذلك حقوق الناس على اختلاف درجاتها.
فاستدل الشيخ رحمه الله بهذه الآية على وجوب طلب العلم الخاص، وعلى وجوب طلب العلم العام:
طلب العلم الخاص هو ما يحتاجه الإنسان في القضية المعينة، فما كان العمل
فيه متوقفاً على العلم، فهو من العلم العيني الذي يجب على الإنسان إدراكه.
وكذلك استدل به على وجوب العلم العام؛ لكن وجوب العلم العام وجوب كفائي
وليس وجوباً عينيّاً، يختلف الناس فيه على حسب قُدَرهم وطاقاتهم، وما آتاهم
الله من إمكانات، كل هـٰذا مما يستفاد من هـٰذه الآية، نعم.








 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:40 

(وكذلك
أمره لعباده أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، يتوقف ذلك على العلم
بالمعروف والمنكر؛ ليأمروا بهذا وينهَوْا عن هذا، فما لا يتم الواجب إلا به
فهو واجب، وما لا يحصل ترك المنهي عنه إلا به فهو واجب.
فالعلم بالإيمان والعمل الصالح متقدم على القيام به، والعلم بضد ذلك متقدم
على تركه؛ لاستحالة ترك ما لا يعرفه العبد قصداً وتقرُّباً وتعبداً حتى
يعرفه ويميزه عن غيره) .
ولذلك قال الله جل وعلا: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلا اللَّهُ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ والاستغفار عمل، فلم يكن العمل إلا بعد العلم،
فلا بد أن تحيط بالشيء علماً ثم بعد ذلك تتبعه بالعمل، والعمل بلا علم
كالسعي بلا هادٍ يدل الطريق، فالواجب على الإنسان أن يحرص على العلم، وبقدر
ما يأخذ من العلم بقدر ما يكون معه من الخير، نعم.
(ومن ذلك الأمر بالجهاد، والحث عليه، من لازم ذلك الأمر بكل ما لا يتم
الجهاد إلا به، من تعلّم الرمي بكل ما يرمى به، والركوب لكل ما يُركب، وعمل
آلاته وصناعاته، مع أن ذلك كلَّه داخل دخولَ مطابقة في قوله تعالى:
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ فإنها تتناول كلَّ
قوة عقلية وبدنية، وسياسية ونحوها) .
دلالة الآية على ما ذكر دلالة مطابقة؛ تشمل جميع ما يستعان به في مجابهة
العدو وقتاله، من القوى الحسية والقوى المعنوية، ودلالته على بعض هـٰذه
الأمور يعني دلالة قوله تعالىٰ: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ
مِنْ قُوَّةٍ﴾ على الإعداد العقلي من أي أنواع الدلالات؟ دلالة التضمن.
(ومن ذلك أن الله استشهد بأهل العلم على توحيده، وقرن شهادتهم بشهادته
وشهادة ملائكته. وهذا يدل على عدالتهم، وأنهم حجة من الله تعالى على من كذب
بمنزلة آياته وأدلته.
و من ذلك سؤال عباد الرحمـٰن ربهم أن يجعلهم للمتقين إماماً، يقتضي سؤالهم
اللهَ جميع ما تتم الإمامة في الدين به، من علوم ومعارف جليلة، وأعمال
صالحة، وأخلاق فاضلة؛ لأن سؤال العبد لربه شيئاً سؤالٌ له ولما لا يتم إلا
به، كما إذا سأل العبد اللهَ الجنة، واستعاذ به من النار، فإنه يقتضي سؤاله
كل ما يقرب إلى هذه و يبعِّد من هذه.
ومن ذلك: أن الله أمر بالصلاح والإصلاح، وأثنى على المصلحين، وأخبر أنه لا
يُصلح عمل المفسدين، فيُسْتدل بذلك على أن كل أمر فيه صلاح للعباد في أمر
دينهم ودنياهم، وكلَّ أمر يعين على ذلك فإنه داخل في أمر الله وترغيبه، وأن
كل فساد وضرر وشر، فإنه داخل في نهيه والتحذير عنه، وأنه يجب تحصيل كل ما
يعود إلى الصلاح والإصلاح، بحسب استطاعة العبد، كما قال شعيب عليه السـلام:
﴿إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْـلاحَ مَا اسْتَطَعْـتُ﴾
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وقوله: ﴿حَرِّضِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ﴾ يقتضي الأمر بكل ما لا تتم البشارة إلا
به، والأمر بكل ما فيه حث وتحريض وما يتوقف على ذلك ويتبعه من الاستعداد
والتمرن على أسباب الشجاعة، والسعي في القوة المعنوية من التآلف واجتماع
الكلمة ونحو ذلك.






 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:40 

ومن
ذلك الأمر بتبليغ الأحكام الشرعية، والتذكير بها، وتعليمها، فإن كل أمر
يحصل به التبليغ وإيصال الأحكام إلى المكلفين يدخل في ذلك، حتى إنه يدخل
فيه إذا ثبتت الأحكام الشرعيـة، وَوُجدت أسبابها، وكانت تخفى عادة على أكثر
الناس، كثبوت الصيام والفطر والحج وغيره بالأهلة إبلاغها بالأصوات
والرّمي، وإبلاغها بما هو أبلغ من ذلك، كالبرقيات ونحوها.
وكذلك يدخل فيه كل ما أعان على إيصال الصوت إلى السامعين، من الآلات الحادثة).
فإذا أفاد الناس على معرفة دخول شهر رمضان بالرمي: إما بالبندقيات أو
بالمدافع؛ هل يكون هـٰذا علامة على دخول الشهر؟ نعم يثبت به الشهر، وكذلك
البرقيات وغيرها من وسائل التبليغ، كل هـٰذا يدخل فيما أمر الله به؛ لأنه
من تبليغ الشرع.
وبهذا نفهم أو نعرف أن الإنسان كلما تعمق في معرفة كلام الله عز وجل ومعرفة
كلام رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدرك من الأدلة على المستجدات
والمستحدثات في العصور المتأخرة ما لا يدركه غيره.
ولذلك أول ما ظهرت هـٰذه الأمور التي استعملت في التبليغ عن رمضان وشبهه
مما يحتاج الناس التبليغ عنه استنكرها بعض الناس وجعلها من البدع؛ وذلك
لغياب هـٰذا الفهم عنهم؛ وهو أن وسائل تحقيق المطلوب هي من المطلوب، فالأمر
بالتبليغ أمر بكل ما يحصل به التبليغ، ولذلك كان في فترة مضت الميكروفونات
هـٰذه مستنكرة، ولا يستعملها إلا القليل من الناس؛ ولكن الشيخ عبدالرحمـٰن
رحمه الله من أوائل من استعمل هـٰذه الأجهزة؛ ولذلك ذكرها في كتابه حتى
يتبين الأمر لمن يخفى عليه في ذلك الوقت.
أما الآن فالحمد لله الناس تبين لهم.
ولكن ينبغي لطالب العلم أن يفهم مأْخذ ذلك من الأدلة، حتى لا يورد عليه
مورد: كيف تقول: هـٰذا بدعة وهـٰذا ليس ببدعة؟ فنميز بين ما يتحقق به
المقصود من الوسائل، وبين ما يحدث من الأمور التي وجدت أسبابها وانتفت
موانعها في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يتخذها، فإن ذلك
هو البدعة.
(وكذلك يدخل فيه كل ما أعان على إيصال الأصوات إلى السّامعين من الآلات
الحادثة، فحدوثها لا يقتضي منعها، فكل أمر ينفع الناس فإن القرآن لا يمنعه؛
بل يدل عليه لمن أحسن الاستدلال والانتفاع به.
وهذا من آيات القرآن وأكبر براهينه: أنه لا يمكن أن يحدث علم صحيح ينقض شيئاً منه، فإنه يرد بما تشهد به العقول جملة أوتفصيلاً) .
والحمد لله هـٰذا من فضل الله أن القرآن يدل على كل واقعة وحادثة: إما على
وجه الإجمال أو على وجه التفصيل، وانتبه إلىٰ قوله: (جملةً) فإن بعض
الأشياء يدل عليها الكتاب وتدل عليها السنة دلالة إجمالية، وأما التفصيل
فلا يمكن أن يأتي به كتاب الله عز وجل في كل حادثة وفي كل نازلة؛ لأن
الأمور تختلف باختلاف البلدان واختلاف الأزمان واختلاف الأماكن واختلاف
الناس واختلاف العادات؛ ولذلك من حكمة رب العالمين أن جعل الكتاب تبياناً
لكل شيء؛ وذلك بما احتواه من القواعد والضوابط والمقاصد الكلية العامة التي
يندرج تحتها ما لا يحصر من الأفراد والجزئيات.
(ويرد بما لا تهتدي إليه العقول.
وأما وروده بما تحيله العقول الصحيحة وتمنعه فهذا محال، والحس والتجربة
شاهدان بذلك، فإنه مهما توسعت الاختراعات وعظمت الصناعات، وتوسعت( )
المعارف الطبيعية، وظهر للناس في هذه الأوقات ما كانوا يجهلونه قبل ذلك،
فإنّ القرآن ولله الحمد لا يخبر بإحالته، بل نجد بعض الآيات فيها إجمال أو
إشارة تدل عليه.
وقد ذكرنا شيئاً من ذلك في غير هذا الموضع. والله أعلم وأحكم وبالله التوفيق) .
هـٰذه القاعدة واضحة وملخصها أن المطالع لكتاب الله ينبغي له أن يراعي
هـٰذه الدلالات بأنواعها: دلالة المطابقة، ودلالة الالتزام، ودلالة التضمن،
وأن لا يهملها حتى ينتفع بهذا الكتاب، والأمثلة التي ذكرها الشيخ رحمه
الله واضحة في تحقيق المقصود.
 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:41 

القاعدة الثانية عشر[ة]:
الآيات القرآنية التي ظاهرها التضاد يجب حمل كل نوع منها على حال بحسب ما يليق ويناسب المقام.


وهذا في مواضع متعددة من القرآن:
منها: الإخبار في بعض الآيات أن الكفار لا ينطقون ولا يتكلمون يوم القيامة،
وفي بعضها: أنهم ينطقون، ويحاجون، ويتعذرون، ويعترفون. فحَمْل كلامهم
ونطقهم: أنهم في أول الأمر يتكلَّمون ويعتذرون، وقد ينكرون ما هم عليه من
الكفر، ويُقسمون على ذلك، ثم إذا خُتم على ألسنتهم، وشهدت عليهم جوارحهم
بما كانوا يكسبون، ورأوا أن الكذب غير مفيد لهم، أُخرسوا فلم ينطقوا.
وكذلك الإخبار بأن الله تعالى لا يكلمهم ولا ينظر إليهم يوم القيامة، مع
أنه أثبت الكلام لهم معه، فالنفي واقع على الكلام الذي يسرهم ويجعل لهم نوع
اعتبار، وكذلك النظر، والإثبات واقع على الكلام الواقع بين الله وبينهم
على وجه التوبيخ لهم والتقريع؛ فالنفي يدل على أن الله ساخط عليهم، غير راض
عنهم، والإثبات يوضح أحوالهم، ويبين للعباد كمال عدل الله بهم إذ وضع
العقوبة موضعها.
ونظير ذلك أن في بعض الآيات أخبر أنه: {{لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ
وَلاَ جَآنٌّ}} [الرحمن: 39] وفي بعضها أنه يسألهم: {{أَيْنَ مَا كُنْتُمْ
تَعْبُدُونَ}} [الشعراء: 92] و{{مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}}
[القصص: 65] ويسألهم عن أعمالهم كلها، فالسؤال المنفي: هو سؤال الاستعلام
والاستفهام عن الأمور المجهولة؛ فإنه لا حاجة إلى سؤالهم مع كمال علم الله،
واطلاعه على ظاهرهم وباطنهم، وجليل أمورهم ودقيقها. والسؤال المثبت واقع
على تقريرهم بأعمالهم، وتوبيخهم، وإظهار أن الله حكم فيهم بعدله وحكمته.
ومن ذلك الإخبار في بعض الآيات أنه لا أنساب بين الناس يوم القيامة، وفي
بعضها أثبت لهم ذلك؛ فالمثبت: هو الأمر الواقع والنسب الحاصل بين الناس،
كقوله: {{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *}}
[عبس: 34، 35] إلى آخرها. والمنفي: هو الانتفاع بها؛ فإن كثيراً من الكفار
يدَّعون أن أنسابهم تنفعهم يوم القيامة، فأخبر تعالى أنه {{يَوْمَ لاَ
يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ *إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
*}} [الشعراء: 88، 89] . ونظير ذلك: الإخبار في بعض الآيات أن النسب نافع
يوم القيامة، كما في إلحاق ذرية المؤمنين لآبائهم في الدرجات، وإن لم
يبلغوا منزلتهم، وأن الله يجمع لأهل الجنَّات والدرجات العالية من صلح من
آبائهم وأزواجهم وذرياتهم؛ فهذا لما اشتركوا في الإيمان وأصل الصلاح زادهم
من فضله وكرمه من غير أن ينقص من أجور السابقين لهم شيئاً.
ومن ذلك الشفاعة؛ فإنه أثبتها في مواضع، ونفاها في مواضع من القرآن،
وقيَّدها في بعض المواضع بإذنه، ولمن ارتضى من خلقه، فتعيَّن حمل المطلق
على المقيد، وأنه حيث نُفيت فهي الشفاعة التي بغير إذنه، ولغير من رضي الله
قوله وعمله، وحيث أُثبتت فهي الشفاعة التي بإذنه، لمن رضيه وأذن فيه.
ومن ذلك: أن الله أخبر في آيات كثيرة أنه لا يهدي القوم الكافرين،
والفاسقين، والظالمين، ونحوها، وفي بعضها: أنه يهديهم ويوفقهم، فيتعيَّن
حمل المنفيَّات على من حقَّت عليه كلمة الله، لقوله تعالى: {{إِنَّ
الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ
*}}{{وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ}} [يونس: 96، 97] وحمل المثبتات على
من لم تحق عليهم الكلمة، وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه.
ومن ذلك: الإخبار في بعض الآيات أنه العلي الأعلى، وأنه فوق عباده، وعلى
عرشه، وفي بعضها: أنه مع العباد أينما كانوا، وأنه مع الصابرين، والصادقين،
والمحسنين، ونحوهم؛ فَعُلُوُّه تعالى أمر ثابت له، وهو من لوازم ذاته،
ودُنُوُّه ومعيَّته لعباده لأنه أقرب إلى كل أحد من حبل الوريد، فهو على
عرشه عَلِيٌّ على خلقه، ومع ذلك فهو معهم في كل أحوالهم، ولا منافاة بين
الأمرين؛ لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع نعوته، وما يُتوهم بخلاف
ذلك فإنه في حق المخلوقين. وأما تخصيص المعية بالمحسنين ونحوهم فهي معية
أخص من المعية العامة؛ فإنها تتضمن محبتهم، وتوفيقهم، وكلاءتهم، وإعانتهم
في كل أحوالهم، فحيث وقعت في سياق المدح والثناء فهي من هذا النوع، وحيث
وقعت في سياق التحذير والترغيب والترهيب فهي من النوع الأول.
ومن ذلك: النهي في كثير من الآيات عن موالاة الكافرين، وعن مودَّتهم
والاتصال بهم، وفي بعضها: الأمر بالإحسان إلى من له حق على الإنسان منهم،
ومصاحبته بالمعروف، كالوالدين ونحوهم، فهذه الآيات العامَّات من الطرفين قد
وضَّحها الله غاية التوضيح في قوله: {{لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ
الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ
دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ *}}{{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ
قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا
عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ}} الآية [الممتحنة: 8، 9] ، فالنهي
واقع على التولي والمحبة لأجل الدين، والأمر بالإحسان والبر واقع على
الإحسان، لأجل القرابة، أو لأجل الإنسانية على وجه لا يخل بدين الإنسان.
ومن ذلك: أنه أخبر في بعض الآيات أن الله خلق الأرض ثم استوى إلى السماء
فسوَّاهن سبع سموات، وفي بعضها: أنه لما أخبر عن خلق السموات أخبر أن الأرض
بعد ذلك دحاها، فهذه الآية تفسر المراد، وأن خلق الأرض متقدِّم على خلق
السموات، ثم لما خلق الله السموات بعد ذلك دحى الأرض، فأودع فيها جميع
مصالحها المحتاج إليها.
ومن ذلك: تارة يخبر أنه بكل شيء عليم، وتارة يخبر بتعلق علمه ببعض أعمال
العباد ببعض أحوالهم، وهذا الأخير فيه زيادة معنى، وهو أنه يدل على
المجازاة على ذلك العمل، سواء كان خيراً أو شراً، فيتضمن مع إحاطة علمه:
الترغيب والترهيب.
ومن ذلك: الأمر بالجهاد في آيات كثيرة، وفي بعض الآيات الأمر
بكف الأيدي والإخلاد إلى السكون، فهذه حين كان المسلمون ليس لهم قوة ولا
قدرة على الجهاد باليد، والآيات الأُخر حين قووا وصار ذلك عين المصلحة، وهو
الطريق إلى قمع الأعداء.
ومن ذلك: أنه تارة يضيف الأشياء إلى أسبابها التي وقعت وتقع بها، وتارة
يضيفها إلى عموم قدره، وأن جميع الأشياء واقعة بإرادته ومشيئته، فيفيد
مجموع الأمرين: إثبات التوحيد، وتفرد الباري بوقوع الأشياء بقدرته ومشيئته،
وإثبات الأسباب والمسببات، والأمر بالمحبوب منها، والنهي عن المكروه،
وإباحة مستوي الطرفين، فيستفيد المؤمن الجد والاجتهاد في عمل الأسباب
النافعة، والنظر وملاحظة فضل الله في كل أحواله، وأن لا يتكل على نفسه في
أمر من الأمور، بل يتكل ويستعين بربه.
وقد يخبر أن ما أصاب العبد من حسنة فمن الله، وما أصابه من سيئة فمن نفسه؛
ليُعَرِّف عباده أن الخير والحسنات والمَحَابّ تقع بمحض فضله وجوده، وإن
جرت ببعض الأسباب الواقعة من العباد؛ فإن الأسباب هو الذي أنعم بها، وهو
الذي يسَّرها، وأن السيئات ـ وهي المصائب التي تصيب العبد ـ أسبابها من نفس
العبد وبتقصيره في حقوق ربه، وتعدِّيه لحدوده، فاللَّه وإن كان هو
المقدِّر لها فإنه أجراها على العبد بما كسبت يداه، ولهذا أمثلة يطول
عدُّها.
 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:41 

شرح
(القاعدة الثانية عشرة
الآيات القرآنية التي ظاهرها التضاد:
يجب حمْل كل نوع منها على حال بحسب ما يليق ويناسب المقام كل بحسبه)


يقول رحمه الله: (الآيات القرآنية التي ظاهرها التضاد) يعني التقابل فيما
دلت عليه من المعاني، هـٰذا معنى التضاد؛ أن تتقابل الآيات فيما دلت عليه
من المعاني.
فإذا حصل ذلك ما السبيل؟ ما الحل؟ الجواب:
أولاً يجب أن يعتقد المؤمن أن كتاب الله عز وجل لا اختلاف فيه، وأنه مهما
بدا لك من اختلاف أو أورد عليك من اختلاف إنما هو اختلاف ناشئ عن عدم الفهم
التام لكلام الله جل وعلا، هـٰذا جواب إجمالي لكل ما يذكر من الاختلافات
التي قد يتوهّمها البعض في كتاب الله.
ما هو الجواب الأول؟ أن يقال: إنه محال أن يكون في كتاب الله عز وجل
اختلاف؛ يعني تضاد وتقابل من كل وجه؛ لأن الله جل وعلا قد قال في كتابه:
﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا
كَثِيرًا (82)﴾ فمفهوم هـٰذه الآية أنه لا اختلاف فيه، لماذا؟ لأنه من عند
الله جل وعلا العليم الخبير، ثم إن الله جل وعلا وصف كتابه في غير موضع
بأنه متقن: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ
حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)﴾ فهي محكمة ومتقنة، ولا يمكن أن يصدق هـٰذا الوصف على
ما فيه اختلاف، واضح يا إخوان؟
إذاً ما المخرج ؟ المخرج أنه إذا تبادر لك اختلاف أو تضاد بين آيات الكتاب،
فاتهم نفسك، وإلا فكتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم
اطلب حل هـٰذا الاختلاف من كلام أهل العلم وسؤالهم: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ وقد ألّف جماعة من العلماء في بيان
التوفيق بين الآيات التي ظاهرها التضاد، من أنفع ما ألف في ذلك كتاب
الشنقيطي رحمه الله (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب) وهو كتاب نافع.
(وهذا في مواضع متعددة من القرآن:
منها: الإخبار في بعض الآيات أن الكفار لا ينطقون، ولا يتكلمون يوم
القيامة، وفي بعضها: أنهم ينطقون ويحاجُّون ويعتذرون ويعترفون. فمحمل
كلامهم ونطقهم: أنهم في أول الأمر يتكلمون ويعتذرون، وقد ينكرون ما هم عليه
من الكفر، ويقسمون على ذلك، ثم إذا خُتم على ألسنتهم وأفواههم، وشهدت
عليهم جوارحُهم بما كانوا يكسبون، ورأوا أن الكذب غير مفيد لهم أُخْرِسوا
فلم ينطقوا.
وكذلك الإخبار بأن الله تعالى لا يكلمهم، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، مع
أنه أثبت الكلام لهم معه، فالنفي واقع على الكلام الذي يسرّهم، ويجعل لهم
نوع اعتبار.
وكذلك النظر والإثبات واقع على الكلام الواقع بين الله وبينهم على وجه
التوبيخ لهم والتقريع، فالنفي يدل على أن الله ساخط عليهم، غير راض عنهم،
والإثبات يوضح أحوالهم، ويبين للعباد كمال عدل الله بهم، إذ هو وضع العقوبة
موضعها.
ونظير ذلك أن في بعض الآيات أخبر أنه: ﴿لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ
وَلا جَانٌّ﴾، وفي بعضها: أنه يسألهم: ﴿أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ
(92)﴾، ﴿مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ﴾، ويسألهم عن أعمالهم كلها.
فالسؤال المنفي: هو سؤال الاستعلام والاستفهام عن الأمور المجهولة، فإنه لا
حاجة إلى سؤالهم مع كمال علم الله، واطلاعه على ظاهرهم وباطنهم وجليل
أمورهم ودقيقها.
والسؤال المُثْبَت: واقع على تقريرهم بأعمالهم وتوبيخهم، وإظهارِ أن الله حكم فيهم بعدله وحكمته.





 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:41 

ومن ذلك: الإخبار في بعض الآيات أنه لا أنساب بين الناس يوم القيامة، وفي بعضها: أثبت لهم ذلك.
فالمثبت هو الأمر الواقع والنسب الحاصل بين الناس؛ كقوله: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35)﴾ إلى آخرها.
والمنفي: هو الانتفاع بها، فإن كثيراً من الكفار يدعون أن أنسابهم تنفعهم
يوم القيامة، فأخبر تعالىٰ أنه ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88)
إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾
ونظير ذلك: الإخبار في بعض الآيات: أن النسب نافع يوم القيامة، كما في
إلحاق ذرية المؤمنين بآبائهم في الدرجات وإن لم يبلغوا منزلتهم، وأنّ الله
يجمع لأهل الجنات والدرجات العالية من صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم،
فهذا لما اشتركوا في الإيمان وأصل الصلاح زادهم من فضله وكرمه، من غير أن
ينقص من أجور السابقين لهم شيئاً) .
الكلام واضح، هـٰذه أمثلة واضحة في بيان أن ما ظاهره الاختلاف محمول على
اختلاف الأحوال: فالنسب -آخر ما مثلّ به المؤلف رحمه الله- نفاه الله عز
وجل في كتابه في قوله تعالىٰ: ﴿فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا
يَتَسَاءلُونَ (101)﴾ فما النسب المنفي مع أنه قال: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ
وَبَنِيهِ (36)﴾ وعشيرته؟ ذكر النسب القريب والنسب البعيد، وذكر قرابة غير
النسب -قرابة الصهر أيضاً أو قرابة الزوجية، وهي ليست قرابة نسب- فما وجه
الجمع بينهما؟ ما ذكره المؤلف رحمه الله: أن المنفي هو الانتفاع بهذه
الأنساب وهـٰذه الصلات، وأما المثبت فهو ما عليه الواقع من صلة الإنسان
بقريبه.
وذكر أيضاً نفع النسب وهو خاص بأهل الجنة، فليس عامّاً لكل أحد؛ بل هو لأهل
الجنة الموصوفين بما ذكر الله عز وجل من الصلاح وتحقيق الإيمان.
فمِثْل هـٰذه الآيات يتبين بها أن ما في كتاب الله عز وجل حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فيجب على المؤمن أن يسلّم لما في كتاب الله عز وجل، وأن لا تستفزّه شبهات
المشبهين الذين يوردون مثل هـٰذه الآيات للتشكيك والتضليل، وبه نعلم أنه
كلما رسخ علم الإنسان زاد يقينه؛ لأنه يعلم أن ما جاء عن الله حق، وأن ما
أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدق. نعم.







 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:41 

(ومن
ذلك: الشفاعة فإنه أثبتها في عدة مواضع، ونفاها في مواضع من القرآن،
وقيّدها في بعض المواضع بإذنه ولمن ارتضى من خلقه، فتعيّن حمل المطلق على
المقيد، وأنها حيث نُفيت فهي الشفاعة التي بغير إذنه، ولغير من رضي الله
قوله وعمله، وحيث أُثبتت فهي الشفاعة التي بإذنه لمن رضيه الله وأذن فيه.
ومن ذلك: أن الله أخبر في آيات كثيرة أنه لا يهدي القوم الكافرين والفاسقين
والظالمين ونحوها، وفي بعضها: أنه يهديهم ويوفقهم، فيتعين حمل المنفيات
على من حقت عليه كلمة الله؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ
عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ
آيَةٍ﴾، وحمل المثبتات على من لم تحق عليهم الكلمة.
وهذا هو الحق الذي لا ريب فيه .
ومن ذلك: الإخبار في بعض الآيات: أنه العلي الأعلى، وأنه فوق عباده على
عرشه، وفي بعضها: أنه مع العباد أينما كانوا، وأنه مع الصابرين والصادقين
والمحسنين ونحوهم.
فعُلوُّه تعالىٰ أمر ثابت له، وهو من لوازم ذاته، ودنوه ومعيته لعباده
لأنه أقرب إلى كل أحد من حبل الوريد، فهو على عرشه عَليٌّ على خلقه، ومع
ذلك فهو معهم في كل أحوالهم، ولا منافاة بين الأمرين؛ لأن الله تعالى ليس
كمثله شيء في جميع نعوته، وما يتوهم بخلاف ذلك فإنه في حق المخلوقين) .
الجملة الأخيرة مهمة لنفي عدم تصور ذلك، قد يقول قائل: كيف يكون على عرشه
جل وعلا بائناً من خلقه وهو معهم في كل حال؟ هـٰذه المعية العامة، ثم
المعية الخاصة وهو مع الصادقين والمحسنين والمؤمنين والصابرين وغير ذلك؟
الجواب على ذلك: إذا لم تستطع إدراك ذلك فيما هو محسوس كمعية القمر للخلق،
فينبغي لك أن تعلم أنه جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا تتعب
نفسك وسلّم للنصوص، واعلم أنه إذا دخل الإنسان بعقله في طلب كيفية صفات
الله عز وجل فإنه لم يصل إلا إلىٰ ضلال؛ لأن الله جل وعلا قد أوصد الباب
وأغلقه، وبين أن إدراك العباد لما أخبرهم به هو إدراك لشيء يسير، قال الله
جل وعلا في آية الكرسي في صفة من صفاته وهي صفة العلم: ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ
بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء﴾ وهي صفة واحدة من صفاته جل
وعلا، وقال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)﴾
فنفى الله عز وجل الإحاطة العلمية به، وليس للعبد في معرفة الله إلا ما
أخبر، يجب عليه أن يقف عند ما أخبره الله عز وجل وما أخبره رسوله صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن لا يلج في هـٰذا الأمر وفي هـٰذا الباب
بعقله، فإنها مزلة قدم، ولا يعني هـٰذا أن ما أخبر الله به مما يتعلق
بصفاته لا تقبله العقول أو تمنعه وتحيله العقول، لا؛ بل ما أخبر الله به عن
نفسه جل وعلا من الأسماء والصفات قد تحار فيه العقول، لكنها لا تحيله ولا
تمنعه.
فلينتبه الإنسان إلىٰ هـٰذا وأنه كلما ورد عليه شيء تستغربه أو تقول كيف
يكون هـٰذا؟ فاستحضر دائماً معك هـٰذا البرهان الساطع والسيف القاطع، وهو
قوله جل وعلا: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
(11)﴾ فإنه ينفي عنك كل شبهة، ويزيل عنك كل وسواس.





 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:42 

(وأما
تخصيص المعية بالمحسنين ونحوهم، فهي معية أخص من المعية العامة، تتضمن
محبتهم وتوفيقهم، وكلاءتهم، وإعانتهم في كل أحوالهم، فحيث وقعت في سياق
المدح والثناء فهي من هذا النوع، وحيث وقعت في سياق التحذير والترغيب
والترهيب فهي من النوع الأول.
ومن ذلك: النهي في كثير من الآيات عن موالاة الكافرين وعن مُوادَّتهم
والاتصال بهم، وفي بعضها الأمر بالإحسان إلى من له حق على الإنسان منهم،
ومصاحبته بالمعروف، كالوالدين ونحوهم.
فهذه الآيات العامات من الطرفين، قد وضحها الله غاية التوضيح في قوله: ﴿لا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ
اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن
دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ﴾ الآية
فالنهي واقع على التولي والمحبة لأجل الدين، والأمر بالإحسان والبر واقع
على الإحسان لأجل القرابة أو لأجل الجيرة أو الإنسانية على وجه لا يُخل
بدين الإنسان) .
هـٰذا قيد مهم، الإحسان إلىٰ الكافر إما أن يكون لأجل قرابته وإما أن يكون
لأجل إنسانيته؛ لكن ينبغي أن يضبط الأمران -الإحسان من أجل القرابة
والإحسان من أجل الإنسانية- بأن لا يكون ذلك سبباً للإخلال بدين الإنسان من
محبتهم ومودتهم ومظاهرتهم وغير ذلك مما ينقص به دين الإنسان؛ ولذلك بيّن
الله جل وعلا -في هـٰذه الآية في حق الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يخرجوهم
من ديارهم- جواز أمرين: ﴿أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ البر
هو الإحسان، والقسط هو العدل، فبيّن الله جل وعلا أننا لا نُمنع في
معاملتنا مع الكفار من هذين، وهل هـٰذا يكون على سبيل الإباحة؟ لا بل هو
على سبيل الوجوب، لا سيما فيما يتعلق بالعدل، العدل يجب، ولذلك أمر الله عز
وجل فقال: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا﴾، يعني لا يحملنكم ذلك على
العدوان، وأمر بالعدل فقال: ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ فالكفار
يُحسَن إليهم ويعدل في معاملتهم إذا كانوا ممن وصف الله جل وعلا، أما من
عداهم -وهم الذين قاتلوا المؤمنين، وأخرجوهم من ديارهم، وظاهروا على
إخراجهم- فهٰؤلاء المنهي في معاملتهم عن التولي وسكت عن العدل والقسط؛ لأن
العدل والقسط قد يكون حتى مع هٰؤلاء، كما دلت على ذلك الآية التي تلوناها
قبل قليل، فإن هٰؤلاء يجب العدل فيهم أيضاً.
المهم أن هـٰذا ضابط مهم أن الإحسان إلىٰ الكافر لأجل القرابة أو لأجل
الإنسانية جائز؛ لكن بشرط أن لا يكون ذلك مدعاة إلىٰ الإخلال بما أمر الله
به ورسوله. نعم.
(ومن ذلك: أنه أخبر في بعض الآيات أن الله خلق الأرض ثم استوى إلى السماء
فسواهن سبع سماوات، وفي بعضها أنه لما أخبر عن خلق السماوات أخبر أن الأرض
بعد ذلك دحاها، فهذه الآية تفسر المراد، وأن خلق الأرض متقدم على خلق
السماوات، ثم لما خلق الله السماوات بعد ذلك دحا الأرض، فأودع فيها جميع
مصالحها المحتاج إليها سكانها.
ومن ذلك: أنه تارة يخبر أنه بكل شيء عليم، وتارة يخبر بتعلق علمه ببعض
أعمال العباد وببعض أحوالهم، وهذا الأخير فيه زيادة معنى، وهو أنه يدل على
المجازاة على ذلك العمل، سواء كان خيراً أو شرّاً، فيتضمن مع إحاطة علمه
الترغيب والترهيب.
ومن ذلك: الأمر بالجهاد في آيات كثيرة، وفي بعض الآيات الأمر بكفّ الأيدي،
والإخلاد إلى السكون، فهذه حين كان المسلمون ليس لهم قوة، ولا قدرة على
الجهاد باليد، والآيات الأخرى حين قووا وصار ذلك عين المصلحة، والطريق إلى
قمع الأعداء.
ومن ذلك: أنه تارة يضيف الأشياء إلى أسبابها التي وقعت وتقع بها، وتارة
يضيفها إلى عموم قدره، وأن جميع الأشياء واقعة بإرادته ومشيئته، فيفيد
مجموع الأمرين إثبات التوحيد، وتفرد الباري بإيقاع الأشياء بقدرته ومشيئته،
وإثبات الأسباب والمسببَّات، والأمرَ بالمحبوب منها، والنهي عن المكروه،
وإباحةَ مستوي الطرفين، فيستفيد المؤمن الجد والاجتهاد في الأخذ بالأسباب
النافعة وتدقيق النظر وملاحظة فضل الله في كل أحواله، وأنه لا يتكل على
نفسه في أمر من الأمور؛ بل يتكل على الله ويستعين بربه.
وقد يخبر أن ما أصاب العبد من حسنة فمن الله، وما أصابه من سيئة فمن نفسه؛
ليعرف عباده أن الخير والحسنات والمحاب تقع بمحض فضله وجوده، وإن جرت ببعض
الأسباب الواقعة من العباد، فإن الأسباب هو الذي أنعم بها وهو الذي يسرها،
وأن السيئات وهي المصائب التي تصيب العبد فإنما أسبابها من نفس العبد،
وبتقصيره في حقوق ربه، وتعديه لحدوده، فالله وإن كان هو المقدِّر لها فإنه
قد أجراها على العبد بما كسبت يداه، ولهذا أمثلة يطول عدّها).







 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:42 

القاعدة الثالثة عشر[ة]:
طريقة القرآن في الحِجَاج والمجادلة مع أهل الأديان الباطلة.


قد أمر الله بالمجادلة بالتي هي أحسن، ومن تأمل الطرق التي نصب الله
المحاجَّة بها مع المبطلين على أيدي رسله رآها من أوضح الحجج، وأقواها،
وأقومها، وأدلها على إحقاق الحق، وإزهاق الباطل، على وجه لا تشويش فيه، ولا
إزعاج، فتأمل محاجة الرسل مع أممهم، وكيف دعوهم
إلى عبادة الله وحده لا شريك له، من جهة أنه المتفرد بالربوبية، والمتوحِّد
بالنعم، وهو الذي أعطاهم العافية، والأسماع، والأبصار، والعقول، والأرزاق،
وسائر أصناف النعم، كما أنه المنفرد بدفع النقم، وإن أحداً من الخلق ليس
عنده نفع ولا دفع، ولا ضر ولا نفع؛ فإنه بمجرد معرفة العبد بذلك، واعترافه
به، لا بد أن ينقاد للدين الحق الذي به تتم النعمة، وهو الطريق الوحيد
لشكرها، وكثيراً ما يحتج على المشركين به في عبادته بإلزامهم باعترافهم
بربوبيته، وأنه الخالق لكل شيء، والرازق لكل شيء، فيتعين أنه المعبود وحده؛
فانظر إلى هذا البرهان كيف ينتقل الذهن منه بأول وهلة إلى وجوب عبادة من
هذا شأنه، ووجوب الإخلاص له. ويجادل المبطلين أيضاً بذكر عَيْب آلهتهم،
وأنها ناقصة من كل وجه، لا تغني عن أهلها شيئاً. ويقيم الأدلة على أهل
الكتاب بأنهم لهم من سوابق المخالفات لرسلهم ما لا يُستغرب معه مخالفتهم
لمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وينقض عليهم دعاويهم الباطلة، وتزكيتهم
لأنفسهم، ببيان ما يضاد ذلك من أحوالهم، وأوصافهم، ويجادلهم بتوضيح الحق
وبيان براهينه، وأن صدقه وحقِّيته تدفع بمجردها جميع الشبه المعارضة له
{{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ}} [يونس: 32] .
وهذا الأصل في القرآن كثير؛ فإنه يفيد الدعوة للحق، ورد كل ما ينافيه.
ويجادلهم بوجوب تنزيل الأمور منازلها، وأنه لا يليق أن يجعل للمخلوق العبد
الفقير العاجز من كل وجه بعض حقوق الرب الخالق الغني الكامل من جميع
الوجوه. ويتحدَّاهم أن يأتوا بكتاب أو شريعة أهدى وأحسن من هذه الشريعة،
وأن يعارضوا القرآن فيأتوا بمثله إن كانوا صادقين، ويأمر نبيه بمباهلة من
ظهرت مكابرته وعناده، فينكصون عنها؛ لعلمهم أنه رسول الله الصادق الذي لا
ينطق عن الهوى، وأنهم لو باهَلوه لهلكوا.
وفي الجملة لا تجد طريقاً نافعاً فيه إحقاق الحق، وإبطال الباطل، وإلا وقد احتوى عليه القرآن على أكمل الوجوه.







 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:43 

شرح
(القاعدة الثالثة عشرة
طريقة القرآن في الحجاج والمجادلة مع أهل الأديان الباطلة


قد أمر الله بالمجادلة بالتي هي أحسن، ومن تأمل الطريق التي نصب الله
المحاجَّة بها مع المبطلين على أيدي رسله رآها من أوضح الحجج وأقواها،
وأقومها وأدلها على إحقاق الحق وإزهاق الباطل، على وجه لا تشويش فيه ولا
إزعاج.
فتأمل محاجة الرسل مع أممهم، وكيف دعَوْهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له،
من جهة أنه المتفرّد بالربوبية، والمتوحد بالنِّعم، وهو الذي أعطاهم
العافية، والأسماع والأبصار، والعقول والأرزاق، وسائر أصناف النّعم، كما
أنه المنفرد بدفع النقم، وأن أحداً من الخلق ليس عنده نفع ولا دفع، ولا ضر
ولا نفع ، فإنه بمجرد معرفة العبد بذلك واعترافه به لا بد أن ينقاد للدين
الحق، الذي به تتم النعمة، وهو الطريق الوحيد لشكرها.
وكثيراً ما يحتج على المشركين في شركهم وعبادتهم لآلهتهم من دون ربهم
بإلزامهم باعترافهم بربوبيته، وأنه الخالق لكل شيء، والرازق لكل شيء،
فيتعين أن يكون هو المعبود وحده.
فانظر إلى هذا البرهان، وكيف ينتقل الذهن منه بأول وهلة إلى وجوب عبادة من هذا شأنه( ) ووجوب الإخلاص له) .
هـٰذه القاعدة الثالثة عشرة قال فيها المؤلف رحمه الله: (طريقة القرآن في الحجاج والمجادلة مع أهل الأديان الباطلة) أي بيان ذلك.
و(الحجاج): جمع حجة، وهي مغالبة الخصم بالبرهان.
و(المجادلة) معروفة.
(مع أهل الأديان) يشمل اليهود والنصارى وهم أهل الكتاب، ويشمل غيرهم من الوثنيين كالمشركين.
وبين إجمالاً الطريقة التي سلكها القرآن، وأنها يحصل بها المقصود بأيسر سبيل وأسهل طريق.
ثم مثل لذلك بطريقة القرآن في محاجة المشركين، وأنه يحتج بتوحيد الربوبية
وأنهم يقرون به على إثبات الإلهية، وهـٰذا يبين لنا أن من لازم الإقرار
بتوحيد الربوبية أن يكون الله جل وعلا هو الإلـٰه الحق الذي لا يستحق
العبادة غيره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
(ويجادل المبطلين أيضاً بذكر عيب آلهتهم، وأنها ناقصة من كل وجه، لا تغني عن أهلها شيئاً.
ويقيم الأدلة على أهل الكتاب بأن لهم من سوابق المخالفات لرسلهم ما لا
يستغرب معه مخالفتهم لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وينقض عليهم
دعاويهم الباطلة وتزكيتهم لأنفسهم ببيان ما يضاد ذلك من أحوالهم
وأوصافهم، ويجادلهم بتوضيح الحق وبيان براهينه، وأن صدقه وحقيقتَه تدفع
بمجردها جميع الشبه المعارضة له: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ
الضَّلاَلُ﴾





 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:43 

وهذا الأصل في القرآن كثير، فإنه يفيد الدعوة للحق، ورد كل باطل ينافيه.
ويجادلهم بوجوب تنزيل الأمور منازلها، وأنه لا يليق أن يُجعل للمخلوق العبد
الفقير العاجز من كل وجه بعض حقوق الرب الخالق الغني الكامل من جميع
الوجوه.
ويتحداهم أن يأتوا بكتاب وشريعة أهدى وأحسن من هذا الكتاب ومن هذه الشريعة، وأن يعارضوا القرآن فيأتوا بمثله إن كانوا صادقين.
ويأمر نبيه بمباهلة من ظهرت مكابرته وعناده، فينكصون عنها؛ لعلمهم أنه رسول
الله الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، وأنهم لو باهلوه لهلكوا.
وفي الجملة لا تجد طريقاً نافعاً فيه إحقاق الحق وإبطال الباطل إلا وقد احتوى عليه القرآن على أكمل الوجوه ) .
المباهلة مأخوذة من الابتهال، وهي الدعاء على النفس بالهلكة في مقام إحقاق
الحق وإبطال الباطل، ومنه قول الله تعالىٰ لنبيه: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا
نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا
وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى
الْكَاذِبِينَ (61)﴾ فهـٰذا نموذج للمباهلة التي أمر الله بها رسوله صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي لا تكون في كل أمر، إنما تكون في الأمور
الكبار التي يتيقّن الإنسان فيها الحق يقيناً جازماً لا ريب فيه ولا شك.
وبهذا نعلم خطأ بعض إخواننا الذين يدعون إلىٰ المباهلة في مسائل الخلاف
التي يسوغ فيها الخلاف، والأدلة فيها محتمِلة، فإنه لا يسوغ الدعوة إلىٰ
المباهلة في هـٰذه الأمور؛ لأن المباهلة لا تكون إلا في الأمور الكبار التي
يُقطع فيها بالصواب، ولا احتمال فيها أن يكون الخصم مصيباً.
وهـٰذا ينبغي أن يفقه؛ لأن كثيراً من الناس يدعو إلىٰ المباهلة مثل ما قلنا
لكم في أدنى مسألة يختلف فيها مع صاحبه، وهـٰذا خلاف طريقة القرآن.
مباهلة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهؤلاء في أمر عظيم، في
إقرار التوحيد ونفي الشرك، وهـٰذا أمر دلت عليه الأدلة المتنوعة، وهو أمر
لا إشكال فيه ولا ريب. نعم.






 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:43 

القاعدة الرابعة عشر[ة]:
حذف المُتَعَلَّق ـ المعمول فيه ـ يفيد تعميم المعنى المناسب له.


وهذه قاعدة مفيدة جداً، متى اعتبرها الإنسان في الآيات القرآنية أكسبته
فوائد جليلة، وذلك أن الفعل، أو ما هو في معناه، متى قُيِّدَ بشيء تقيَّد
به، فإذا أطلقه الله تعالى، وحذف المُتَعَلَّق فعمم ذلك المعنى، ويكون
الحذف هنا أحسن وأفيد كثيراً من التصريح بالمُتَعَلَّقَات، وأجمع للمعاني
النافعة؛ ولذلك أمثلة كثيرة جداً:
منها: أنه قال في عدة آيات { لَعَلَّكُمْ تعقلون } [النور: 61]
{{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}} [الأنعام: 152] {{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}}
[البقرة: 21] فيدل ذلك على أن المراد: لعلكم تعقلون عن الله كل ما أرشدكم
إليه، وكل ما علَّمكموه، وكل ما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة، لعلكم
تذكرون جميع مصالحكم الدينية والدنيوية، لعلكم تتقون جميع ما يجب اتقاؤه من
جميع الذنوب والمعاصي.
ويدخل في ذلك ما كان السياق فيه وهو فرد من أفراد هذا المعنى العام؛ ولهذا
كان قوله تعالى: {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ }} [البقرة: 183] يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام، أي: لعلكم
تتقون المحارم عموماً، ولعلكم تتقون ما حرم على الصائمين من المفطرات
والممنوعات، ولعلكم تتصفون بصفة التقوى وتتخلَّقون بأخلاقها، وهكذا سائر ما
ذكر فيه هذا اللفظ، مثل قوله: {{هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ}} [البقرة: 1] أي
المتقين لكل ما يُتَّقى من الكفر والفسوق والعصيان، أي: المؤدِّين للفرائض
والنوافل التي هي خصال التقوى، وكذلك قوله: {{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا
إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ
مُبْصِرُونَ *}} [الأعراف: 201] أي: إن الذين كانت التقوى وصفهم، وترك
المحارم شعارهم، متى زين لهم الشيطان بعض الذنوب تذكروا كل أمر يوجب لهم
المبادرة إلى المتاب، كعظمة الله، وما يقتضيه الإيمان، وما توجبه التقوى،
وتذكروا عقابه ونكاله، وتذكروا ما تحدثه الذنوب من العيوب والنقائص، وما
تسلبه من الكمالات {{فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}} من أين أُتوا، ومبصرون
الوجه الذي فيه التخلص من هذا الذنب الذي وقعوا فيه، فبادروا في التوبة
النصوح، فعادوا إلى مرتبتهم، وعاد الشيطان خاسئاً مدحوراً.
وكذلك ما ذكره على وجه الإطلاق عن المؤمنين، بلفظ «المؤمنين»، أو بلفظ: «إن
الذين آمنوا» ونحوها، فإنه يدخل فيه جميع ما يجب الإيمان به من الأصول
والعقائد، مع أنه قيد ذلك في بعض الآيات، مثل قوله: {{قُولُوا آمَنَّا
بِاللَّهِ}} الآية [البقرة: 136] ، ونحوها.
وكذلك ما أمر به من الصلاح والإصلاح، وما نهى عنه من الفساد والإفساد مطلقاً، يدخل فيه كل صلاح، كما يدخل في النهي كل فساد.
وكذلك قوله: {{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}} [البقرة: 195]
{{وَأَحْسِنُوا}} [البقرة: 195] {{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى}}
[يونس: 26] {{هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ *}} [الرحمن:
60] يدخل في ذلك كله: الإحسان في عبادة الخالق بأن تعبد الله كأنك تراه،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والإحسان إلى المخلوقين بجميع وجوه الإحسان، من
قول، وفعل، وجاه، وعلم، ومال، وغيرها.
وكذلك قوله تعالى: {{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ *}} [التكاثر: 1] فحذف
المُتَكَاثَر به ليعمَّ جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة من الرياسات،
والأموال، والجاه، والضيعات، والأولاد، وغيرها مما تتعلق به أغراض النفوس،
ويلهيها عن طاعة الله.
وكذلك قوله {{وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *}} [العصر: 1،
2] أي في خسارة من جميع الوجوه، إلا من اتصف بالإيمان، والعمل الصالح،
والتواصي بالحق والصبر.
وقوله: {{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}}
[النحل: 43] فذكر المسؤولين، وأطلق المسؤل عنه؛ ليعم كل ما يحتاجه العبد
ولا يعلمه.
وكذلك أمره تعالى بالصبر، ومحبة الصابرين، وثناؤه عليهم، وبيان كثرة أجرهم،
من غير أن يقيد ذلك بنوع؛ ليشمل أنواع الصبر الثلاثة: وهي الصبر على طاعة
الله، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة. ومقابل ذلك: ذمه للكافرين،
والظالمين، والفاسقين، والمشركين، والمنافقين، والمعتدين، ونحوهم، من غير
أن يقيده بشيء؛ ليشمل جميع ذلك المعنى.
ومن هذا قوله: {{فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ}} [البقرة: 196] ليشمل كل حصر.
{{فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً}} [البقرة: 239] ليعم كل خوف.
وقد يقيد ذلك ببعض الأمور فيتقيد به ما سبق الكلام لأجله، وهذا شيء كثير لو
ذهبنا نذكر الأمثلة لطالت، ولكن قد فتح لك الباب فامشِ على هذا السبيل
المفضي إلى رياض بهيجة من أصناف العلوم.
 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:44 

شرح
(القاعدة الرابعة عشرة
حذف المتعلق المعمول فيه: يفيد تعميم المعنى المناسب له


وهذه قاعدة مفيدة جداًّ، متى اعتبرها الإنسان في الآيات القرآنية أكسبته فوائد جليلة.
وذلك أن الفعل أو ما هو معناه متى قيد بشيء تقيد به، فإذا أطلقه الله
تعالى، وحذف المتعلَّق فعمم ذلك المعنى، ويكون الحذف هنا أحسن وأفيد
كثيراً من التصريح بالمتعلقات، وأجمع للمعاني النافعة. ولذلك أمثلـة كثيـرة
جـداًّ) .
قبل الأمثلة نشرح القاعدة تقول القاعدة الرابعة عشرة: حذف المتعلق، ثم بين
مقصوده بالمتعلق فقال: (المعمول فيه) أي المعمول فيه أو المعمول فيه على ما
ذكرنا أنه عطف بيان أو بدل، والجملة في لغة العرب تنقسم من حيث التأثير
إلىٰ عامل ومعمول:
العامل هو المؤثر في غيره.
والمعمول هو المتأثر -برفع أو نصب أو جر، أو غير ذلك من علامات الإعراب- بالعامل.
فمثلا (أكرمت زيداً) أين المعمول؟ زيداً هو الذي وقع عليه أثر العامل وهو
الفعل الإكرام، وأين العامل؟ أكرم. ففي لغة العرب الأصل ذكر الجملة تامة؛
ولكن قد يحذف المتعلَّق أو يحذف شيء منها؛ لكن:
• لا بد في الحذف أن يكون عليه دليل يدل عليه من الجملة.
• وأيضاً لا بد أن يكون الحذف لفائدة.
• وأن لا يكون المحذوف عمدة.
هـٰذه شروط ذكرها أهل اللغة للحذف، وهي موجودة في كتب النحو.
المهم أن الحذف لا يكون إلا لفائدة في الغالب، ومنه الحذف الذي ذكره المؤلف
رحمه الله هنا، حذف المتعلق وهو المعمول فيه، لا يكون إلا لفائدة، وهي في
الغالب تعميم المعنى المناسب، وسيتبين ذلك بالأمثلة التي ذكرها المؤلف رحمه
الله.
(منها: أنه قال في عدة آيات: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، ﴿لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ﴾، ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ فيدل ذلك على أن المراد: لعلكم
تعقلون عن الله كل ما أرشدكم إليه وكل ما علمكموه، وكل ما أنزل عليكم من
الكتاب والحكمة، لعلكم تذكرون جميع مصالحكم الدينية والدنيوية، لعلكم
تتقون جميع ما يجب اتقاؤه من جميع الذنوب والمعاصي).





 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:44 

فقوله
تعالىٰ: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾لم يذكر المعمول فيه، لم يذكر نعقل
ماذا؟ فدل ذلك على العموم في المعقول الذي جاء الخطاب به، كذلك
﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، وكذلك ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، فلم يذكر
شيئاً معيناً يُعقل، ولم يذكر شيئاً معيناً يُتقى، فلما لم يذكر شيئاً
معيناً وحذف دل ذلك على عموم ما يحصل به التذكر، وعلى عموم ما ينتفع
الإنسان بتعقله، وعلى عموم ما ينفع الإنسان اتقاؤه، واضح؟
ولذلك قال المؤلف رحمه الله: (لعلكم تعقلون عن الله كل ما أرشدكم إليه) مما
فيه نفعكم (وكل ما علمكموه، وكل ما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة) من أين
أتى هـٰذا العموم؟ من حذف المتعلَّق، لو ذكر المتعلق لَخُصّت الآية به؛ لكن
لما حذفه أفاد العموم في المعنى، وكذلك ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾، وكذلك
﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
(ويدخل في ذلك ما كان سياق الكلام فيه وهو فرد من أفراد هذا المعنى العام.
ولهذا كان قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ﴾ يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام، أي لعلكم تتقون المحارم
عموماً، ولعلكم تتقون ما حُرِّم على الصائمين من المفطرات والممنوعات،
ولعلكم تتصفون بصفة التقوى، وتحصلون على كل ما يقيكم مما تكرهون، وتتخلقون
بأخلاقها، وهكذا سائر ما ذُكر فيه هذا اللفظ مثل قوله: ﴿هُدىً
لِلْمُتَّقِينَ﴾ أي المتقين لكل ما يُتقى من الكفر والفسوق والعصيان، أي
المؤدين للفرائض والنوافل التي هي خصال التقوى.
وكذلك قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ
الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ أي إن الذين كانت
التقوى وصفهم، وترك المحارم شعارهم متى زين لهم الشيطان بعض الذنوب
تذكروا كل أمر يوجب لهم المبادرة إلى المتاب إجلالاً لعظمة الله، وما
يقتضيه الإيمان وما توجبه التقوى، وتذكروا عقابه ونكاله، وتذكروا ما تحدثه
الذنوب من العيوب والنقائص، وما تسلبه من الكمالات، فإذا هم مبصرون من أين
أُتوا، ومبصرون الوجه الذي فيه التخلص من هذا الذنب الذي وقعوا فيه،
فبادروا بالتوبة النصوح )
هـٰذا فيه تفعيل هذه القاعدة في كم موضعاً منها؟ في ثلاثة مواضع:
﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ لم يذكر اتقوا ماذا؟ اتقوا الله، اتقوا
النار، اتقوا المعاصي، فلما لم يذكره أفاد العموم فيما يتقى ويحذر.
﴿إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا﴾ تذكروا إيش؟
تذكروا عظمة الله، تذكروا أن الذنوب عواقبها وخيمة، تذكروا أجر الصابرين،
كل هـٰذا مما يدخل.
الثالث: ﴿فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ مبصرون ماذا؟ مبصرون الحق، فإذا هم
مبصرون نفع ترك المعاصي، فإذا هم مبصرون السبل التي يتخلصون بها من الوقوع
في المعاصي.
كل هـٰذا مما يندرج في معنى الآية، ما الذي أفاد هـٰذا العموم؟ حذف المتعلق فيها، ولو حدده لتحدد النص به وتقيد به، واضح يا إخوان؟
(فعادوا إلى مرتبتهم وعاد الشيطان خاسئاً مدحوراً.
 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:44 

وكذلك
ما ذكره على وجه الإطلاق عن المؤمنين بلفظ "المؤمنين" أوبلفظ ﴿إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ونحوها، فإنه يدخل فيه جميع ما يجب الإيمان به من
الأصول والعقائد، مع أنه قيد ذلك في بعض الآيات مثل قوله: ﴿قُولُوا
آمَنَّا بِالله﴾ الآية
وكذلك ما أمر به من الصلاح والإصلاح، وما نهى عنه من الفساد والإفساد مطلقاً، يدخل فيه كل صلاح، كما يدخل في النهي كل فساد
وكذلك قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ ﴿وَأَحْسِنُوا﴾،
﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى﴾ ﴿هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا
الإحْسَانُ﴾.
يدخل في ذلك كله الإحسان في عبادة الخالق بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم
تكن تراه فإنه يراك، والإحسان إلى المخلوقين بجميع وجوه الإحسان من قول
وفعل وجاه وعلم ومال وغيرها.
وكذلك قوله تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ فحذف المتكاثَر به؛ ليعم
جميع ما يقصد الناس فيه المكاثرة: من الرياسات والأموال والجاه والضيعات
والأولاد، وغيرها مما تتعلق به أغراض النفوس، ويلهيها ذلك عن طاعة الله.
وكذلك قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ أي في
خسارة من جميع الوجوه، إلا من اتصف بالإيمان والعمل الصالح، والتواصي
بالحق والتواصي بالصبر.
وقوله: ﴿فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ فذكر
المسؤولين وأطلق المسؤول عنه؛ ليعم كل ما يحتاجه العبد ولا يعلمه.
وكذلك أمره تعالى بالصبر، ومحبة الصابرين، وثناؤه عليهم، وبيان كثرة
أجورهم، من غير أن يقيد ذلك بنوع؛ ليشمل أنواع الصبر الثلاثة، وهي: الصبر
على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.
ومقابل ذلك ذمه للكافرين والظالمين والفاسقين والمشركين والمنافقين والمعتدين ونحوهم، من غير أن يقيده بشيء؛ ليشمل جميع ذلك المعنى.
ومن هذا قوله: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ﴾ ليشمل كل حصر، ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً﴾ ليعم كل خوف.
وقد يقيد ذلك ببعض الأمور، فيتقيد به ما سيق الكلام لأجله.
وهذا شيء كثير لو ذهبنا نذكر الأمثلة عليه لطالت، ولكن قد فتح لك الباب،
فامش على هذا السبيل المفضي إلى رياض بهيجة من أصناف العلوم ) .
جزاه الله خيراً، هـٰذه قاعدة نافعة ومفيدة، الشيخ عبد الرحمـٰن السعدي
رحمه الله يشير إليها كثيراً في تفسيره، وتفتح باباً عظيماً للانتفاع
بالنصوص والاستدلال بها.







 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:44 

القاعدة الخامسة عشر[ة]:
جعل الله الأسباب للمطالب العالية مبشِّرات لتطمين القلوب وزيادة الإيمان.


وهذا في عدة مواضع من كتابه، فمن ذلك:
النصر، قال في إنزاله الملائكة: {{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ}} [الأنفال: 10] .
وقال في أسباب الرزق ونزول المطر: {{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ
الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ}} [الروم: 46] .
وأعمُّ من ذلك كله قوله: {{أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا
يَتَّقُونَ *}{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الآخِرَةِ}} [يونس: 62 ـ 64] وهي كل دليل وعلامة تدلهم على أن الله قد
أراد بهم الخير، وأنهم من أوليائه وصفوته، فيدخل فيه الثناء الحسن، والرؤيا
الصالحة، ويدخل فيه ما يشاهدونه من اللطف، والتوفيق، والتيسير لليسرى،
وتجنيبهم العُسرى.
ومن ذلك، بل من ألطف ذلك: أنه يجعل الشِّدَّات مبشِّرة بالفرج، والعُسر
مؤذناً باليُسر، وإذا تأملت ما قصَّه عن أنبيائه وأصفيائه، وكيف لما اشتدت
بهم الحال، وضاقت بهم الأرض بما رحبت {{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ
الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ
نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}} [البقرة: 214] رأيت من ذلك العجب العُجاب. وقال
تعالى: {{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *}{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
*}} [الشرح: 5، 6] {{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}} [الطلاق:
7] . وقال صلّى الله عليه وسلّم: «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع
الكرب، وأن مع العسر يسراً» ، وأمثلة ذلك كثيرة، والله أعلم.






 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:45 

شرح
القاعدة الخامسة عشرة
جعل الله الأسباب للمطالب العالية مبشرات لِتَطْمِينِ القلوب وزيادة الإيمان


وهذا في عدة مواضع من كتابه) .

المقصود بهـٰذه القاعدة أن الله جل وعلا جعل الأسباب الموصلة للمطالب
العالية، فالأسباب المقصود بها هنا الوسائل التي تحصل بها المطالب العالية
من فوز الدنيا والآخرة، (مبشرات لِتَطْمِينِ القلوب وزيادة الإيمان)، فجعل
من أسباب الشيء المبارك الطيب ما يطمئن به قلب الإنسان ويكون حاملاً له على
مواصلة السير في طريقه لتحصيل المطالب العالية.
هـٰذا معنى القاعدة، ويتبين ذلك بالأمثلة المذكورة. نعم.
(فمن ذلك:
النصر، قال في إنزاله الملائكة به: ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ﴾( )).
الضمير يعود إلىٰ أي شيء؟ إنزال الملائكة ﴿وَمَا جَعَلَهُ﴾ أي ما جعل الله
إنزال الملائكة إلا بشرى، فجعل سبب النصر وسيلة لتطمين النفس وزيادة
الإيمان.
(وقال في أسباب الرزق ونزول المطر: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ﴾
وأعم من ذلك كله قوله: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا
يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الآخِرَةِ﴾ وهي كل دليل وعلامة تدلهم على أن الله قد أراد بهم الخير، وأنهم
من أوليائه وصفوته).
تعريف البشرى: (وهي كل دليل وعلامة تدلهم على أن الله قد أراد بهم الخير،
وأنهم من أوليائه وصفوته)، فيدخل فيها كل ما يدل على إرادة الله عز وجل
بعبده الخير: من توفيقه إلىٰ العلم النافع والعمل الصالح،وغير ذلك مما ذكره
المؤلف، فلا تتقيد فقط بتبشير الملائكة عند الموت أو ما أشبه ذلك؛ بل هي
أوسع من ذلك. نعم.
(فيدخل فيه الثناء الحسن والرؤيا الصالحة، ويدخل فيه ما يشاهدونه من اللطف والتوفيق، والتيسير لليسرى، وتجنيبهم العسرى
ومن ذلك، بل من ألطف ذلك: أنه يجعل الشدائد مبشرة بالفرج).
(من ألطف ذلك) يعني من أخفى ذلك، اللطف هنا بمعنى الخفاء؛ يعني لا يتبين
فيه أنه من المبشرات، ولكنه يكون عند أولي البصائر من المبشرات، إذا اشتدت
الكربة وعظم الخطب فاعلم أن الفرج قريب، وأن التيسير سهل من رب العالمين،
فهـٰذا لطيف خفي، فاللطف معناه الخفاء.
(ومن ذلك، بل من ألطف ذلك: أنه يجعل الشدائد مبشرة بالفرج، والعسر مؤذناً
باليسر. وإذا تأملت ما قصه عن أنبيائه وأصفيائه، وكيف لما اشتدت بهم الحال،
وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ﴿وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ
قَرِيبٌ﴾ رأيت من ذلك العجب العجاب.
وقـال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْراً﴾ ، ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)﴾ وقـال صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب،
وأن مع العسر يسراً وأمثلة ذلك كثيرة، والله أعلم) .
هـٰذه قاعدة واضحة ومفيدة.
 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:45 

القواعد الخمسة عشر السابقة
القاعدة الأولى:
في كيفية تلقي التفسير.

القاعدة الثانية:
العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب.

القاعدة الثالثة:
الألف واللام الداخلة على الأوصاف، وأسماء الأجناس، تفيد الاستغراق بحسب ما دخلت عليه

القاعدة الرابعة:
إذا وقعت النكرة في سياق النفي، أو النهي، أو الشرط، أو الاستفهام، دلت على العموم.


القاعدة الخامسة:
المفرَد المضاف يفيد العموم، كما يفيد ذلك اسم الجمع.

القاعدة السادسة:
في طريقة القرآن في تقرير التوحيد ونفي ضده.

القاعدة السابعة:
في طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم

القاعدة الثامنة:
طريقة القرآن في تقرير المعاد

القاعدة التاسعة:
في طريقة القرآن في أمر المؤمنين وخطابهم بالأحكام الشرعية

القاعدة العاشرة:
في الطرق التي في القرآن لدعوة الكفار على اختلاف مللهم ونِحلهم

القاعدة الحادية عشر
كما أن المفسر للقرآن يراعي ما دلت عليه ألفاظه مطابقة،وما دخل في ضمنها،
فعليه أن يراعي لوازم تلك المعاني،وما تستدعيه من المعاني التي لم يصرح
اللفظ بذكرها

القاعدة الثانية عشر
الآيات القرآنية التي ظاهرها التضاد يجب حمل كل نوع منها على حال بحسب ما يليق ويناسب المقام

القاعدة الثالثة عشر:
طريقة القرآن في الحِجَاج والمجادلة مع أهل الأديان الباطلة

القاعدة الرابعة عشر:
حذف المُتَعَلَّق ـ المعمول فيه ـ يفيد تعميم المعنى المناسب له

القاعدة الخامسة عشر:
جعل الله الأسباب للمطالب العالية مبشِّرات لتطمين القلوب وزيادة الإيمان





 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

El Helalya
المؤسسة

المؤسسة
El Helalya


المشاركات :
22515


تاريخ التسجيل :
08/08/2008


الجنس :
انثى

البلد :
مصر

sms :
سبحان الله

ـــــــــــ


ــــــــــــــ


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالإثنين 2 مايو 2011 - 0:45 

أسئلة للمراجعة
* لماذا يعد علم التفسير علما جليلا
*ما دلالة قوله تعالي {{وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}} في القاعدة الأولي
*هل أسباب النزول ملزمة أم معينة في فهم النص
وما منهج العلماء فيها
*ماذا تفعل إن مرَّ بك خبر عن الله
* ماذا تفيد الألف واللام الداخلة على الأوصاف، وأسماء الأجناس
دلل لما تقول
*ما معني كلمات المعروف والإثم والعدوان في القرآن
*ماذا تفيد النكرة إذا وقعت في سياق النفي، أو النهي، أو الشرط، أو الاستفهام
دلل لما تقول
* ما معني هذه القاعدة "المفرَد المضاف يفيد العموم، كما يفيد ذلك اسم الجمع"
* ما هي طريقة القرآن فالآتي
=في تقرير التوحيد ونفي ضده
= في تقرير نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم
= في تقرير المعاد
= في أمر المؤمنين وخطابهم بالأحكام الشرعية
= في دعوة الكفار على اختلاف مللهم ونِحلهم
= في الحِجَاج والمجادلة مع أهل الأديان الباطلة
* ما معني دلالة اللفظ مطابقة وتضمنا والتزاما
وضح ما تقول
* كيف يجمع بين المعاني الظاهر تناقضها في القرآن
* اشرح هذه القاعدة "حذف المُتَعَلَّق ـ المعمول فيه ـ يفيد تعميم المعنى المناسب له "
* أين تجد في كتاب الله أن الأسباب للمطالب العالية مبشِّرات لتطمين القلوب وزيادة الإيمان
مع البيان قدر الإمكان





 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  El Helalya

 توقيع العضو/ه:El Helalya

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجنه تناديني
الاشراف العام

الاشراف العام
الجنه تناديني


المشاركات :
9027


تاريخ التسجيل :
16/05/2010


الجنس :
انثى

القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Caaaoa11القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Empty

القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالأربعاء 29 يونيو 2011 - 23:15 

اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا ً بما قدمتم
جعله الله فى ميزان حسناتكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  الجنه تناديني

 توقيع العضو/ه:الجنه تناديني

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

واسلاماه
المراقبة العامة

المراقبة العامة
واسلاماه


المشاركات :
3822


تاريخ التسجيل :
23/06/2009


الجنس :
انثى

الحمدلله


القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالخميس 7 يوليو 2011 - 6:21 

جزاك الله خيرا أختنا في الله
متعكم الله بالصحة والعافية
بارك الله فيما قدمت
وأثابك وتقبـّل
اللهم آمين
القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 945344
 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  واسلاماه

 توقيع العضو/ه:واسلاماه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أم شروق
المراقبة العامة

المراقبة العامة
أم شروق


المشاركات :
2731


تاريخ التسجيل :
12/07/2011


الجنس :
انثى

القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Caaaoa11القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Empty

القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 _
مُساهمةموضوع: رد: القواعد الحسان للسعدي 1 - 15   القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 Emptyالجمعة 29 يوليو 2011 - 20:40 

لا عدمنا من مواضيعك الرائعة في انتظار جديدك
دام تواصلك جعله الله فيه الفائدة
القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 811480 القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 811480 القواعد الحسان للسعدي 1 - 15 - صفحة 3 811480
 الموضوع : القواعد الحسان للسعدي 1 - 15  المصدر :منتديات تقى الإسلامية  الكاتب:  أم شروق

 توقيع العضو/ه:أم شروق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 

القواعد الحسان للسعدي 1 - 15

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

مواضيع مماثلة

+
(( تذكر جيداً: يمنع وضع صورذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنعالاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 3 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تقى الإسلامية :: .:: المنتديات الشرعية ::. :: ملتقيات علوم الغاية :: القرآن الكريم-