حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر فقال الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾
[إبراهيم: 7] وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من
أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في
المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خيرَ صحبٍ ومعشر وعن التابعين لهم
وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن
توزنوا"(15) واعلموا أن تقوى الله عز وجل سبب للسعادة والفلاح قال الله
تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ
نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا
ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ
مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [الأعراف: 96-99].
عباد الله ارجعوا إلى الله بالخروج من المظالم والرجوع إلى طاعة الله
وإقامة العدل، فيا عباد الله أدوا المظالم إلى أهلها أدوا المظالم إلى
أهلها فمن له حق عليكم فأدوا له حقه سواء كان صغيراً أو كبيراً وسواء كان
شريفاً أم وضيعاً إن الله تعالى فوق الجميع فأدوا عباد الله حقوق عباد الله
لا تظلموا أحداً لا تظلموا أحداً لا عاملاً ولا زوجةً ولا ولداً ولا غيرهم
من عباد الله إن كنتم تريدون النجاة فإن الظالم يمهل الله له حتى إذا أخذه
لم يفلته، تلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال ذلك تلا
قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود: 102]
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
--------------
الموضوع : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزودوا فإن خير الزاد التقوى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya