| | الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً | |
| أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:37 | |
| الدرس الثالث فضيلة الشيخ/ د. محمد بن عبد الرحمن السبيهين
اولا المحاضرة صوتيةً :
أضغط بسم الله
ثانياً المحاضرة مفرغة
الدرس الثالث/ شرح متن الآجرومية
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وأستفتح بالذي هو خير, وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقني وإياكم إلى ما يحب ويرضى, كما أسأله – سبحانه- أن يجعل هذا اللقاء لقاءً مباركاً على من يتحدث فيه ويصغي إليه ويتعلم، في مستهل اللقاء -الحقيقة- هناك بعض الأمور التي لا يستطيع الإنسان أن يتركها دون تعليق عليها ومن أهمها ما أراه من إقبال الإخوة الحاضرين معنا هنا في هذا المكان من الشباب الحريصين على الطلب والاستفادة فإني أرى إقبالهم على حضور هذا الدرس, بل إني أعلم أن هناك من الطلاب من لم يتيسر له المكان للجلوس للاستماع لدرس النحو وهذا يلغي المقولة التي تذكر أن النحو قليل طلابه, ويبشر هذا أن أهل هذا اللسان العربي وأهل العربية وطلبة العلم بصفة عامة حريصون على دراسة لسان كتاب ربهم لأن هذا هو مفتاح العلوم.
أحب في مستهل اللقاء بعد أن ذكر الأخ الكريم بالتواصل عن طريق الاتصال الشبكي, ما دام الاتصال اليوم مفتوحاً لاستقبال مشاركات واستفسارات المشاهدين والمتابعين وسيكون هناك -إن شاء الله تعالى وبإذن الله- استقبال لهذه المشاركات من خلال اللقاء بين كل آونة وأخرى خلال هذا البرنامج، أحب أن أستفتح الأمر باستفسار أو استفسارين أو سؤال أو سؤالين للحاضرين معنا من الشباب للتأكد من متابعتهم لما سبق من موضوعات مرت بنا في اللقاء السابق.
أول ما أسأل عنه: نحن تحدثنا فيما سبق عن علامات الاسم، أولاً: ما المقصود بعلامات الاسم, وما الفائدة من معرفة علامات الاسم؟
بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله، المقصود بعلامات الاسم: هي التي تدخل على الاسم فتبين أنه اسم لا فعل أو حرف
تبين أنه اسم, لا فعل ولا حرف، هذا صحيح، لأنا نحن الآن نريد أن نميز بين أنواع الكلمة الثلاثة, وهذا لا يتحقق إلا بمعرفة علامة كل نوع. ما الذي مر بنا من علامات الاسم مما ذكره المصنف؟
مر بنا الجر أو الخفض والتنوين وأل
هذا صحيح، إذن: هذه العلامات التي مرت الثلاث وأحب هنا - ما دمنا تحدثنا عن أل وقبل أن نغادرها – التنبيهَ, على أمر:
نحن نسمع أو نعرف أن في تسمية بعض الأسر أن يقال مثلاً: العمر, العثمان. ربما يسأل سائل ويقول: هل أل هذه هي المعرفة أم الزائدة؟ أم ماذا تكون؟ والحق أن «أل» هذه ليست من علامات الاسم وإنما هي فيما يظهر هي اختصار دعت إليه اللغة الدارجة وأصلها آل والآل هو الأهل، فأصلها آل فلان ومع الدرج أو مع كثرة الاستعمال اختصرت إلى الفلان وهذا لا يعني أنها تحولت من اسم إلى حرف لكن فقط في نطقها أشبهت حرف التعريف وإلا فالكلمة كما تعرفون معرفة أصلاً لأنها علم في البداية فليست في حاجة إلى أن تعرف وإنما هي اختصار لآل فلان فقيل: الفلان اختصاراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، يقول المصنف -رحمه الله تعالى-: (فالاسم يعرف بالخفض والتنوين ودخول الألف واللام. وحروف الخفض وهي: من وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام وحروف القسم وهي: الواو والباء والتاء)
هنا ذكر العلامة الرابعة التي يراها هو علامة رابعة من علامات الاسم وسماها حروف الخفض وقد سبق بيان أن مصطلح الخفض هو مصطلح كوفي وهذا يدل على انتهاج ابن آجروم مصطلحات أو حرصه على انتهاج المنهج الكوفي باستعماله مصطلحاتهم وهي: تسمية الجر خفضاً ونحن نعرف أن البصريين يسمونه الجر، ولا مشاحة, فالأمر واحد، وعلى قوله: (وحروف الخفض) ثم سردها بعد ذلك مأخذ لأن هذا متن مختصر بل إنه شديد الاختصار وتكرار الحديث عن الخفض, مرة الخفض عامة, ومرة حروف الخفض يناقض طبيعة الاختصار والإيجاز. في الشرح نعم أفصل لكن في المتن الذي وضع للحفظ وللإيجاز يفترض ألا يكون فيه إيجاز وفي قوله: (وحروف الخفض) بعد قوله في البداية: (الخفض) فيه تكرار لا يسوغ في مثل هذا المتن شديد الإيجاز.
حروف الخفض ذكرها ابن آجروم كما مرت منذ قليل وكما هو مثبت في كلامه ليس هناك حاجة إلى تكرارها، أحب أن أنبه هنا أو أن أذكر هنا أن ابن مالك في ألفيته قد ذكر من حروف الجر ما هو أكثر مما ذكره ابن آجروم هنا ذكر ابن مالك في الألفية عشرين حرفاً، هذه الحروف حروف الجر منها ما هو لا يأتي إلا حرف جر، ومنها ما هو يأتي حرف جر وغير حرف جر، ومجموعها عند ابن مالك عشرون حرفا جمعها في بيتين من أبيات الألفية فقال: هاك حروف الجر وهي: ثم بدأ بتعدادها.
هاك حروف الجر وهي من إلــى *** حتـى خلا حاشا عدا في عن على
مذ منذ رب اللام كي واو وتا *** والكاف والباء ولعل ومتى
هذه عشرون حرفاً وبعضهم زاد عليها أيضاً لولا عندما تكون جارة للضمير المتصل في قولك: لولاي أو لولاكِ أو لولاه عند من يرى أنها حرف جر تجر الضمير في هذا المقام.
لا داعي لتفصيل أو ذكر هذه الحروف وقد ذكرها هو بالتفصيل لكن المهم ذكر ما يحسن الوقوف عنده من هذه الحروف:
(رب) من الحروف التي نحتاج إلى أن نتوقف عندها قليلاً عندما يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي ثبت في صحيح البخاري: (يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة) فنجد رب هذه حرف جر كما ترون، ونجد الشاعر يقول:
ألا رُبَّ مولودٍ وليس له أب *** وذي ولـد لم يلـده أبـوان
فيقول: رب مولودٍ فتجر أيضاً فقد اتفق المثالان أو الشاهدان على جر رُبَّ لما بعدها, لكن اختلفا في المعنى فعندما يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة) ما المعنى الذي أفادته رب هنا؟ هل أفادت أن هناك عدداً قليلاً ممن يتصفن بهذه الصفة أو أن هناك عدداً كثيراً ممن يتصفن بهذه الصفة؟ الجواب: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يتبين من الحديث أن هناك كثيرات يتصفن بهذه الصفات، فكأن رب تفيد التكثير, والذي نعرفه عن رب أنها تفيد التقليل، فإذن هذا الحرف دل على معنيين متضادين فمرة يدل على التكثير كما في الحديث ومرة يدل على التقليل كما تقول: رب رجل جاء يعني قليل وفي مثال الشعر الذي ذكر منذ قليل: ألا رب مولود وليس له أب، فهذا نادر لأن الأصل أن المولود له والد ليس هناك مولود بطبيعة الأمر إلا وله أب ووالد، فأن يقال: رب مولود ليس له أب, هذا من القليل.
دعوني أسأل عن معنى هذا البيت
ألا رب مولود وليس له أب *** وذي ولد لم يلده أبوان
طبعًا قصده لم يلدْه, لكن حركت الدال لاستقامة الوزن، وحركت بالكسر وإلا فأصلها أن الفعل مجزوم بلم، من هو المولود الذي ليس له أب؟ ومن هو ذي الولد الذي لم يلده أبواه؟
المولود الذي ليس له أب: آدم -عليه السلام- والمولود الذي لم يلده أب
مولود وليس له أب؟ ووالد لم يلده أبواه؟
المولود الذي ليس له أب: آدم -عليه السلام-
هل آدم مولود ؟
لا.. مخلوق؟
إذن ليس مولوداً نحن نريد مولوداً وليس له أب؟
المولود الذي ليس له أب هو عيسى -عليه السلام-
وذو الولد أو الوالد الذي لم يلده أبوان؟
آدم -عليه السلام-
هنا آدم، يتبين إذن من التمثيل لرب في الحالتين أنها تستعمل للتكثير وتستعمل للتقليل، هذه تستعمل لمعنيين متضادين قد يقول قائل: هذا يخالف الوضوح والبيان الذي تفيده العربية لأن الأصل أن الألفاظ الموجودة في العربية لبيان المعاني واضحة فعندما تكون الكلمة قابلة لهذا ولهذا فهذا إلباس، والجواب هل منكم من يستطيع أن يجيب على هذا؟ كيف تستعمل الكلمة للشيء وضده؟ كيف يكون في العربية مثلاً ألفاظ تفيد الأضداد؟ كأن يسمى الجون للأسود والأبيض، والوشل للقليل والكثير، والجلل للعظيم والحقير، فيقال مثلاً: هذا أمر جلل أي: خطير وتقول القائلة: كل مصيبة بعدك جلل يعني: حقيرة أمرها يسير، فكيف تكون العربية التي هي لسان البيان والإيضاح محتملة للمعنى وضده، وهذا يخالف البيان والإيضاح المقصود؟
هذا يكون بحسب اختلاف لهجات العرب من لهجة للهجة ومن قبيلة إلى قبيلة، فالجون في قبيلة يستعمل للأبيض وفي قبيلة أخرى يستعمل للأسود
هذا سليم, لكن لا أزال مقيماً السؤال, الآن بعد أن سارت الكلمة مستعملة في الكلام العربي الفصيح للدلالة على هذا الشيء ولضده أنا أيها السامع كيف أعرف أن المقصود هو الشيء أو المقصود هو ضده؟ الموضوع : الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: رد: الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:37 | |
| من خلال السياق
من خلال السياق، من خلال سياق الكلام، إذن: سياق الكلام هو الذي يحدد لي المعاني المختلفة، وبناءً على ذلك فأنا أستطيع من خلال السياق أن أعرف هل هذا هو المعنى أو هو ضده، فإذا جاءتني رب في مثل قوله: ** رب مولود وليس له أب ** أنا أعرف أن المولود الأصل أن يكون له أب، فعندما يأتي مثل هذا فالمقصود التقليل والندرة، فهي هنا للتقليل كما أنه عندما تقول القائلة في مقام النعي: كل مصيبة بعدك جلل, فهي قطعاً تقصد أن هذه المصيبة الموجودة عظيمة وكل مصيبة بعدها حقيرة ويسيرة مع أن الجلل كما نعرف في الاستعمال الأصل فيه الجلل هو العظيم الكبير.
المؤلف اختصر كثيراً فاكتفى بهذه العلامات للاسم جعل الاسم يدل على هذه العلامات لكن العلماء ذكروا أيضاً أشياء تميز الاسم غير ما ذكره المصنف في هذا المقام، مثلاً:
النداء: لا ينادى إلا الأسماء فأنت أيها المتكلم لا يصح أن تنادي الفعل كما أنك لا تنادي الحرف، لا تنادي إلا شيئاً له جسم وله استجابة حتى يستقبل مناداتك ويستجيب لها، والأفعال والحروف ليس لها هذه الصفة، ومن ثم سار النداء أحد علامات الاسم, عندما يأتي في الآية مثلاً ﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ ﴾ فأخت اسم ودليل اسميتها أنها نوديت لأن الأفعال والحروف لا تنادى.
طيب أسأل سؤالاً الله -سبحانه وتعالى- يحكي عن بعض الصالحين الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم: ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ [يس: 26] نحن الآن نقول: إن النداء إحدى علامات الأسماء هو إحدى علامات الأسماء هنا ﴿يَ﴾ ماذا جاء بعدها؟ ﴿لَيْتَ﴾ وليت هذه حرف، وليست اسماً ولا فعلاً، فكيف نقول: إن النداء من علامات الأسماء وقد دخلت «يا» هنا على الحرف؟
تأول هذه الآية بإحدى طريقين:
الأولى: أن يكون المنادى محذوفاً، أن أقول: يا هؤلاء ليت.
والطريقة الأخرى: أن تكون «يا» حرف تنبيه فنخرجها من هنا عن النداء
بهذا إذن يتبين أن المقصود بالنداء ما دام يسوغ هذا الأمر ويكون المعنى مثلاً أن نقول: يا هؤلاء أو يا سامعون أو يا حاضرون ليت قومي يعلمون، إذن: المقصود بالنداء من علامات الاسم ليس أن يأتي حرف النداء وبعده الاسم مباشرة لا يشترط ذلك، فقد يأتي وبعده الاسم وهو الأكثر وقد يأتي وبعده غير الاسم كما جاء الأمر هنا, لكن علامة الاسم هي أن تكون الكلمة مناداة، أن تكون الكلمة مناداة فنحن هنا لا ننادي ليت، قطعاً، وإنما ننادي السامعين، فإذن كل كلمة مناداة اسم، نوديت ولا يلزم أن كل كلمة وقع قبلها حرف النداء أن تكون هي الاسم.
الأخت الكريمة من الأردن تسأل عن إعراب قوله تعالى: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ﴿19﴾ [الإنسان: 19]؟
المطلوب إعراب الآية كلها؟
نعم، طلبت الإعراب كاملاً؟
باختصار إذن لأن الآية طويلة، ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ﴾.
يطوف: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
عليهم: على حرف جر والضمير «هم» اسم مجرور ضمير متصل في محل جر.
ولدان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
مخلدون: نعت أو صفة لولدان مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
إذا: هذا حرف شرط.
رأى: في رأيتهم، رأى فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل في محل نصب مفعول به. حسبتهم: هذه حسب هي الواقعة في جواب الشرط، حسب فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل و«هم» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول أول لأن حسب تنصب مفعولين.
لؤلؤا: مفعول ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ومنثورا: نعت للؤلؤ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أنا أحب الحقيقة أن كل سؤال فيه فائدة ونفع أن لا نتركه لكن الأمر كما يتراءى، اختياره في الوقت المناسب.
أيضاً العلماء يذكرون من علامات الأسماء علامة مفيدة جدًا، يسمونها الإسناد ولذلك ابن مالك قال في علامات الاسم في الألفية :
بالجر والتنوين والنداء وأل *** ومسند للاسم تمييز حصل
يعني: حصل تمييز الاسم بواحد من هذه العلامات.
المقصود بالإسناد: هو أن يذكر عن الكلمة ما يتم به المعنى أو يكون بها ذكر شيء يتعلق بها إما بإخبار أو بوصف أو بذكر شيء يتعلق بكلمة معينة فهذا دليل على أن هذه الكلمة اسم وليست فعلاً ولا حرفاً، فعندما تقول مثلاً: جاء الرجل أنت الآن تخبر عن الرجل بالمجيئ فالرجل إذن اسم، لأنك أسندت إليه المجيئ، عندما تقول: الرجل كريم، أيضاً الرجل اسم والدليل على ذلك غير دخول "أل" التي هي حرف تعريف: أنك وصفته بالكرم، فأسندت إليه الكرم، فكل شيء يدل على وصف أو إخبار عن شيء فهو إسناد إليه وهو علامة من علامات اسميته، هذه العلامة نفعت كثيراً في الدلالة على أن الضمائر أسماء، نحن نعرف أن الضمائر عادة تتكون من حرف أو حرفين في الغالب، فتقول مثلاً: مررت به، هذا حرف واحد الهاء، وتقول: بهم، أيضاً الهاء هي حرف واحد والميم هي علامة الجمع والذي يراها اثنين الهاء والميم معاً هما الضمير يراها حرفين، بها أيضاً حرفان فالضمائر عادة تتكون من حرف أو حرفين ما الذي يدل على أنها أسماء؟ هي صورتها صورة الحروف، عبارة عن حرف أو حرفين كالحروف؟ فلو قلنا: الجر, نعم هي تكون مضافاً إليه ويدخل عليها حرف الجر ولكن لا تظهر عليها علامة الجر لأنها مبنية. التنوين؟ الضمائر لا تنون، المناداة؟ لا.. تقول: يا أنت، أو يا هو، على الصحيح وما ورد في ذلك فهو من الشواذ التي لا يسوغ القياس عليها، وكذلك «أل» حرف التعريف لا يدخل على الضمير لأن الضمير أصلاً معرفة، فإذن ما الذي يدل على اسميتها؟ الذي يدل على اسمية الضمائر هو الإسناد إليها، فأنت تقول مثلاً: مررت به، فتسند إليه المرور أو تقول: أكرمته فتسند إليه وقوع الإكرام, هو كريم فتصفه بالكرم فحينذاك هذه الأمور أو إسناد هذه الصفات إلى الضمائر دليل على اسميتها.
أيضاً من علامات الأسماء التي لم يذكرها المصنف في متنه: التثنية والجمع، ولا يثنى ولا يجمع من أنواع الكلمة إلا الأسماء، لأن الأفعال ليست أجساماً حتى نصفها بأنها اثنان أو ثلاثة أو عشرة وإنما هي أحداث تقع والذي يوصف بالتعدد هو الأشياء التي لها أجسام أو المعاني ومن ثم فإن الأسماء هي التي توصف بالتثنية والجمع فإذا قلت مثلاً: كتابان فهذا دليل على أن الكتاب اسم، وإذا قلت: رجال, هذا دليل على أن الرجل اسم، لأني جمعته، فالتثنية والجمع دليل على الاسمية.
طيب أسأل سؤالاً: عندما نقول: ضربا أو ضربوا، الآن ضربا للاثنين، وضربوا للجماعة، هذه أسماء أو أفعال أو حروف، هذه أفعال ودلت على الاثنين وعلى الجماعة كيف نقول: إن التثنية والجمع من علامات الأسماء مع أن هذه أفعال ودلت على التثنية وعلى الجمع؟
نجد أن في الأفعال ترفع مثلاً بحذف النون في المثنى
بثبوت النون.
بثبوت النون، آسف في المثنى
وتنصب وتجزم بحذفها، هذا سيأتي إن شاء الله.
هذا هو الذي يدل بين الفعل والاسم الموضوع : الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: رد: الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:38 | |
| أنت كلامك صحيح, لكنه أنا أحتاج إلى تنتبهوا بالضبط إلى ما أريد: أنا الآن أسأل وأقول: عندما يقول النحويون: إن التثنية والجمع من علامات الأسماء ونجد أننا نقول: ذهبا فنسنده إلى اثنين، وذهبوا للجماعة وهي أفعال ماضية كما ترون، الآن ثني الفعل الماضي وجمع ونحن نقول: إن التثنية والجمع خاصة بالأسماء، إذن ما صارت علامة من علامات الأسماء، صارت تدخل في الأسماء وفي الأفعال, هل هذا صحيح؟
هنا الفعل ما أراد التثنية بلفظه وإنما بضمير قد دخل عليه أما الأسماء فإنها تفيد التسمية في لفظه
أحسنت, هي التثنية ما حصلت في قولنا: ذهبا، أو أخذا والجمع كذلك ما حصل في قولنا: ذهبوا وخرجوا ما جاءت من الفعل وإنما جاءت من الاسم الذي هو الضمير الذي يعرب فاعلاً ألف الاثنين أو واو الجماعة هو الذي يدل على التثنية فإذن التثنية أيضاً لا تزال خاصة بالأسماء فالذي ثني وجمع هو الاسم في هذه الجملة الفعلية وليس الفعل نفسه، إذن جاءت التثنية من خلال الضمير الذي يعرب فاعلاً وليس من خلال الفعل نفسه.
الأخت الكريمة من سوريا تقول: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، هل إعراب "ربما": "رب" حرف جر و"ما" ضمير أم أن لها إعراباً آخر؟
تأتي «ما» وتدخل على الأحرف العاملة فيقولون: إنها تكفها عن العمل ويسمون «ما» هذه الكافة، ويعربون الحرف العامل والمقصود بالحرف العامل هو الذي يؤدي إلى أثر كالناصب أو الجار, هذه الحروف تسمى حروف عاملة إذا دخلت عليها «ما» كفتها عن العمل ولذلك عندما يعرب المعربون يقولون: كافة ومكفوفة, يقصدون أن "رب" قد كُفت عن العمل أو «إن» عندما نقول: «إنما» كفت عن العمل وقولهم: كافة ومكفوفة هذا خلاف الترتيب؛ الأصل مكفوفة وكافة لأن رب كُفت عن العمل و«ما» كفتها فالترتيب يقتضي ذلك، إذن: إذا دخلت «ما» على «رب» أو على غيرها من الحروف العاملة فإنها تكفها عن العمل وتمنعها منه, فلا تصبح حينذاك «رب» حرف جر، ويبقى معناها كما هو للتقليل كثيراً وللتكثير قليلاً، ولكن لا تكون حرف جر حينذاك لأن «ما» هذه كفتها عن العمل، كما أن «إن» إذا دخلت عليها «ما» كفتها عن نصب ما بعدها، فنقول: إن «إن» ما عادت تنصب الاسم وترفع الخبر لأنها «ما» كفتها ما عن العمل.
الأخت الكريمة من الكويت تقول: في الدعاء عندما نقول: "يا من يسمع الدعاء" هل «من» تعد اسماً؟
«من» هذه عندما يدعو الداعي ويقول: "يا من يسمع الدعاء" هو يخاطب الله -سبحانه وتعالى- فمن هنا اسم موصول: يا أيها الذي يسمع الدعاء وهو الله -سبحانه وتعالى- فإذن: «من» اسم والدليل على اسميته في هذه الجملة أنه نودي وكما نعلم إنما ينادى الأسماء.
الأخ الكريم من إيطاليا يقول: هل يلزم أن كل كلمة يسبقها أداة نداء أن تكون اسماً؟
قد قلت منذ قليل وأجاب الإخوة: أنه قد يدخل حرف النداء على غير الأسماء كما في قول الله -سبحانه وتعالى- ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ﴾ [يس: 26] لكن المنادى اسم يعني يا هؤلاء يا سامعون فإذن أن تكون الكلمة مناداة هذا دليل على اسميتها لكن أن تكون الكلمة دخل عليها حرف النداء قد تكون اسماً وربما لا تكون كذلك.
وإنما علامة الاسم أن ينادى, لا أن يدخل عليه حرف نداء فقط لأن دخوله ربما يكون في الصورة على غير الأسماء.
قد تدخل الفعل مثل ما نقول: يا رعاك الله
مما يقال: يا رعاك الله, كأن التقدير يا فلان رعاك الله أو تكون حينذاك كما ذكر الإخوة منذ قليل أن «يا» حينئذ لا تكون أصلاً حرف نداء وإنما هي حرف تنبيه أنت تريد أن تدعو للمخاطب فتقول: رعاك الله لكنك تقدم حينذاك بياء لتنبيهه لاستماع ما تقول بعد ذلك، فتكون كأنها أداة تنبيه وحينئذ لا نداء في الأمر وحينذاك لا تدل أيضاً على الاسمية, الدال على الاسمية هو أن تكون الكلمة نفسها مناداة أي يطلب منها الإقبال والنداء هو طلب إقبال السامع فمتى طلب إقبال السامع فهو اسم، هذا هو المقصود بانصراف النداء أو دلالة النداء على اسمية المنادى.
الأخت الكريمة من عمان تقول: هل (يا رُبَّ كاسية) يصدق عليها ما قلناه في «يا ليت»؟
هذا صحيح، بالضبط لأنها حينذاك دخلت في الصورة على «رب» ورب حرف جر، فإما أن يكون التقدير يا سامع رب كذا... حينذاك يكون المنادى هو اسم وهو السامع وإما أن تكون «يا» للتنبيه وليست أداة نداء وحينذاك فقط هي لجذب انتباه المخاطب لما سيأتي بعده وهو الإخبار بأنه يوجد من النساء من هذه صفتها في الدنيا والآخرة.
من العلامات التي تدل على أن الكلمة اسم ولم يذكرها أصلاً المصنف الإضافة وأقول: إن مقصودي بالإضافة هنا ومقصود العلماء عندما يذكرون أن الإضافة من علامات الأسماء أن تكون الكلمة مضافة وليس مضافة إليها فعندما تقول كتابُ النحو عندك كتاب هذا هو المضاف والنحو مضاف إليه والكتاب والنحو كلاهما اسم حينذاك لكن الدليل على اسمية كتاب في هذه التركيب الإضافي هنا أنه أضيف والدليل على اسمية كلمة النحو دخول أل عليها، وليس وجودها وكونها مضافاً إليها، ولذلك الدلالة على اسمية الكلمة هو أن تكون مضافة لا أن تكون مضافاً إليها، ولذلك تأتي أحياناً الجمل الفعلية مضافاً إليها، أنتم تعلمون أنه بعض الكلمات تضاف إلى الجمل عندما يقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ﴾ [المائدة: 109] يوم مضاف يجمع فعل مضارع ولفظ الجلالة فاعل والرسل مفعول والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه، إذن عندنا يوم مضاف والجملة الفعلية مضاف إليه، يوم اسم لكونه مضافاً لكن لا نستطيع أن نقول: إن الجملة الفعلية اسم، إذن: كون الشيء مضافاً إليه لا يدل على الاسمية لكن كونه مضافاً هو الدليل على الاسمية إذن عندما يقول النحويون: إن الإضافة من علامات الأسماء يقصدون أن تكون الكلمة نفسها مضافة إلى ما بعدها، ومثل قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ﴾ [البقرة: 149] فحيثُ أضيفت إلى الجملة الفعلية "خرجتَ" فالإضافة إضافة حيث إلى الجملة الفعلية دليل على اسمية حيث، لكن كون جملة خرجت مضافاً إليها لا يدل على أنها اسم، فإذن هذه العلامة من علامة الأسماء إذا أردنا أن نحررها نقول: أن تكون الكلمة مضافة هذا هو الدليل على اسمية الكلمة.
أيضاً من العلامات التي لم يذكرها المؤلف: أن يعود الضمير إلى الكلمة فكل كلمة صح أن نعيد الضمير إليها فهي اسم ذلك أن الحروف والأفعال لا يصح أن نعيد الضمائر إليها فلا أقول مثلاً: في قوله يفعلوا أو يذهبوا ما أستطيع أن آتي بعد ذلك بضمير يعود إلى يذهب أو يفعل لكني عندما أقول: محمد فأقول محمد أكرمته فأعيد الضمير إلى محمد فإعادة الضمير على الكلمة دليل على أنها اسم، ولذلك نستطيع أن نقول: إن كل كلمة صح رجوع الضمير إليها فهي اسم؛ لأن الأفعال والحروف لا يصح فيها الإضمار، لا يصح فيها عود الضمير عليها؛ لأنها لا تضمر, لا تكون ظاهرة فتضمر والأسماء تكون ظاهرة فيختصر ويؤتى بالضمير ليعود عليها، هذه العلامة استدل بها على أل الموصولة - تذكرون يا إخوان لما ذكرنا بيت الفرزدق في قوله:
ما أنت بالحكم الترضى حكومته *** ولا الأصيل ولا ذي الرأي والنسب
يعني الذي ترضى حكومته، هنا «أل» الترضى الظاهر فيها أنها حرف أل، مثل حرف التعريف فيقول قائل: كيف تقولون: إنها اسم موصول، وهي في صورتها صورة حرف التعريف؟ نقول: الذي يدل على اسميته أنه عاد الضمير إليه فعندما قال: الترضى حكومته, أي: الذي ترضى حكومته هو فالهاء عادت إليه إلى «أل»فدل هذا على أنه اسم، فعود الضمير أو رجوع الضمير إلى الكلمة دليل على اسميتها. للفرزدق البيت يا دكتور قلتم بأنه للمتنبي
لا.. لا.. للفرزدق، المتنبي لا يحتج به إن قلت ذلك فهو زلة لسان, المتنبي لا يحتج بشعره لأنه جاء بعد عصور الاحتجاج، البيت للفرزدق والفرزدق يحتج بشعره لأنه في عصر الاحتجاج.
فإذن هذه أيضاً من علامات الأسماء يعني: عود الضمير على الكلمة يدل على اسميتها، أسأل سؤالاً إن لم يكن هناك سؤال أنا أسأل الإخوة.
هناك علامات أخر أيضاً للاسم منها التصغير وقابلية الكلمة للنعت والبدلية
هذا صحيح علامات الأسماء أوصلها بعضهم إلى أكثر من ثلاث عشرة علامة، لكن بعض هذه العلامات الأمر فيها غير ظاهر، وبعضها يتوصل به إلى درء خلاف قائم مثل الدلالة على اسمية مثلاً: التعجب في قولنا: ما أحسن فلاناً، فهناك خلاف بين النحويين هل هما اسم أو فعل، من النحويين من يقول: هما فعلان، عندما نقول: ما أحسن فلاناً تعجب منه من يقول: هو فعل تعجب لأنه تسميته بفعل التعجب دليل على فعليته واستند إلى ذلك وجود علامات من علامات الأفعال التي سنذكرها بعد قليل.
ومنهم من قال: إن أحسن هذه اسم والدليل أنه ورد في كلام العرب تصغيره ما أحيسن فلاناً ومنه قول الشاعر:
يا ما أحيسن غزلاناً شدن لنا *** من هؤلائكن الضال والسمر
فجاءت أحيسن هذه التي هي صيغة تعجب جاءت مصغرة فدل هذا على اسميتها فنقول: إن بعض هذه العلامات أحياناً دلالته على الاسمية ليست بالظاهرة دائماً ولكنه يتوصل بها إلى درء الاختلاف في أمر من الأمور, لكن قطعا أن التصغير الذي يصغر في الأصل هو الأسماء وليس الأفعال ولا الحروف، واعلموا - أيها الإخوة- أنه لابد من الاختصار عندما يشرح مثل هذا المتن المختصر الشديد؛ لأنه إن توسع فيه كثيراً فيخرج حينذاك الشرح عن المتن كثيراً نعم، يشترط أن يذكر ما لابد من ذكره وما يتمم الكلام وأما بعض الأشياء التي مظانها الشروح المطولة فالأصل فيها أن ترجأ لشرح المتون الطويلة أو شرح الكتب الطويلة ليكون المقام أوسع لذكرها وسنسعى دائماً في شرح هذا المتن المختصر على ألا نخرج كثيراً عن كلام المصنف إلا في بعض الأمور اللازمة, تلاحظون مثلاً أنه عندما عرضنا حروف الجر نستعرض معاني هذه الحروف كما أننا لم نستعرض هذه الحروف واحدة واحدة ونمثل لها مثلاً لأن هذه الأمور ظاهرة وواضحة إضافة إلى أن هذا ربما يخرج الحديث عن أن يكون شرحاً لهذا المتن الموجز إلى أن يكون كلاماً في النحو عامة، وهذا ليس بالمقصود وإنما المقصود الحديث في النحو في شرح هذا المتن وذكر ما لابد من متمماته. الموضوع : الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: رد: الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:38 | |
| إذا تكرمت يا دكتور كون المؤلف أغفل مثلاً الإسناد, أغفل الإضافة... أشياء، هل لذلك دلالة معينة على ضعف دلالة هذه الأشياء؟
لا يلزم هذا لكنه قد يكون هذا دليل على قوة ما ذكره هو أن هذه العلامات هي التي يكثر وجودها، يعني: عندما يقول: إن النداء وحرف التعريف والجر يذكر هذه العلامات بأنها أولاً هي علامات متفق عليها من النحويين أنها من علامات الأسماء ثانيًا أنه هي التي يكثر ورودها في كتب النحو والثالث أنه لا تكاد يخلو اسم من هذه العلامة في سياقات الكلام المختلفة وهذا لا يعني أن ما أغفله أقل.
الدلالة القوية
هذا صحيح على كل حال لابد أن يفوت المؤلفين شيء من مهمات العلوم لكن إذا قرن هذا إلى كثير إحسان المؤلف فإن هذا لا يؤاخذ عليه ودائماً يلتمس للماتن أو لصاحب المتن المختصر يلتمس له العذر دائماً حتى لو أغفل شيئًا نراه مهماً هو ربما يراه دونما ذكره في الأهمية وربما يرى أن الأمر فيه واضح، ومن ثم فالأمر لا يحتاج فيه إلى تفصيل أو كأنه يوكل الأمر إلى فطانة السامع أو القارئ أو أنه يقول: إن أردتم الاستزادة فارجعوا إلى كتب النحو المتوسعة.
إضافة الأسماء إلى الجمل هل هو خاص بضبط الزمان مثلاً ﴿يَوْمَ هُم بَارِزُونَ﴾ [غافر: 16]؟
إضافة الأسماء إلى الجمل لا يلزم أن تكون هي غالباً نعم الظروف هي التي يكثر إضافتها إلى الجمل لكن نحن رأينا منذ قليل أن حيث أضيفت ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ﴾ [البقرة: 149] أضيفت إلى الجملة, فليست الإضافة خاصة بظرف الزمان وحده لكن أكثر ما يضاف إلى الجمل بالفعل هو الظروف وأشباه الجمل.
يبقى فقط سؤال يتعلق بعلامات الأسماء أنا أسأل سؤالاً للإخوة الأعزة الحاضرين:
الآن علامات الأسماء التي ذكرت أو على الأقل التي ذكرها المصنف هل يمكن أن تجتمع في كلمة واحدة؟ فكروا في الأمر؟ هل يمكن أن تجتمع علامات الأسماء في كلمة واحدة؟
قد تجتمع
تجتمع كلها في كلمة واحدة، هل ممكن أن تعطيني مثالاً؟ الآن يكون السؤال معك أنت الآن؟
نعم مثلاً نقول: ذهب زيد إلى
زيدٌ الآن في قولنا: زيدٌ فيه التنوين طيب نحن نريد الخفض تقول: لكن لا يوجد الآن إلا التنوين.
ذهب زيد، هي تجتمع لكن المثال لا يحضرني الآن، لكن قد تجتمع ثلاث علامات؟
ممكن نعيد الكلمات، لكن نسأل الآن هل العلامات الأربع.
العلمية الآن؟
لا، العلمية ليست معنا في الأسماء.
زيد. التنوين التنوين، نحن الآن فقط يكفينا ما ذكره المؤلف من علامات أو نكتفي بالثلاثة التي ذكرها التي هي الخفض ودخول "أل" والتنوين.
إلى المسجد يا شيخ؟
إلى المسجد هذه فيها أل والجر لكن ليس فيها تنوين.
لكن اجتمع فيها التعريف بأل والخفض، هذا يوحي بالجواب ما جاء لأحد منكم الجواب، أنا أقول: مررت بمحمد فيكون فيها الجر والتنوين أو أقول: ذهبت إلى المسجد فيكون فيها الجر وحرف التعريف لكن ما مثلت الآن بمثال فيه كل الثلاثة الجر والتعريف والتنوين ، كأن الأخ الكريم رفع يده.
لا يمكن إطلاق اجتماع العلامات الثلاثة
لماذا؟
الكلمة لا تسع
هناك تعليل لو أنكم تأملتم في الأمر لوجدتم التعليل؟ ظهر التعليل يا شيخ.
هناك التنوين والإضافة لا يجتمعان
ما عندنا الإضافة، نحن عندنا تعريف بأل وعندنا تنوين وعندنا جر؟
لو قيل مثلاً: مرحباً بكاتب النص
لا... اجعلني أحور كلامك أنت.. أنا رأيت يداً مرفوعة هناك، تفضل يا شيخ.
التنوين والخفض لا يجتمعان
كيف؟ بمحمد هذه محمد منونة ومخفوضة قل شيئًا آخر، والتنوين وماذا لا يجتمعان ؟
التنوين وحرف التعريف
أحسنت، التنوين وحرف التعريف، لا يجتمعان لا يمكن لكلمة معرفة بأل أن تنون, ما تقول: الرجل، ولذلك هذه العلامات لا تجتمع في مثال واحد لأن التنوين وحرف التعريف لا يجتمعان في مثال واحد لأن التنوين وحرف التعريف لا يجتمعان في مثال واحد لكن قد يدخل هذا ثم تحذفه وتأتي بهذا، هذا ممكن.
هذه إجابة من الأخت الكريمة من عمان تقول: لا يمكن أن تجتمع كلها؟
وذكرت العلة في ذلك؟
لم تذكر شيئً
هو لا يمكن أن تجتمع لأن حرف أل والتنوين لا يجتمعان.
ننتقل إلى علامات الأفعال.
(والفعل يعرف بقد والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة).
أحسنت، هنا الآن المؤلف انتقل من ذكر علامات الأسماء إلى ذكر علامات الأفعال وطبعا لست بحاجة إلى أن أعيد ما سبق من أنه النحويون أو العلماء عندما يذكرون علامات الأسماء ويذكرون علامات الأفعال غرضهم من ذلك أن يتبين للمتلقي نوع الكلمة فأنت إذا أردت أن تتعرف على كلمات عربية كما عرفنا أسماء وأفعال وحروف وليس هناك قسم رابع، حتى أتعرف هل هذه الكلمة من أي الأنواع الثلاثة أطبق عليها العلامات إن قبلت شيئًا من علامات الأسماء السابقة فهي اسم، ما قبلت أبدأ بتطبيق علامات الأفعال التي ذكرها الآن المؤلف قال: (يعرف بقد والسين وسوف وتاء التأنيس الساكنة) فذكر عددا من علامات الأفعال.
نبدأ بـ (قد) عندما يقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾﴾ [المؤمنون: 1].
فهذه ﴿ قَدْ ﴾ دخلت على ﴿ أَفْلَحَ ﴾ فدل هذا على أن كلمة ﴿ أَفْلَحَ ﴾ هذه فعل وميزة علامات الأفعال أنها لا تكتفي فقط بالدلالة على أن ما دخلت فعل, بل هي تدل أيضاً على نوع الفعل، من العلامات ما يدخل على أكثر من نوع، ومنها ما يدخل على نوع واحد، الأفعال ثلاثة أنواع: أفعال ماضية، وأفعال مضارعة وأفعال أمر، وهذه سبق أن ذكرت من قبل، «قد» تدخل على الفعل الماضي وتدخل على الفعل المضارع، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾﴾ ويمكن أن ندخلها على المضارع فنقول: قد يخفق المذاكر، وحينذاك المعنى مختلف وعندما يقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ﴾ [الأحزاب: 18]، فعندما يقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾﴾، هذه دخلت على الفعل الماضي فدلت على فعليته، معناها حينئذ التحقيق ، معنى التحقيق أن الكلمة ثابتة ومتيقنة ومتحققة فثبوت الفلاح للمؤمنين أمر متحقق. الموضوع : الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: رد: الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:38 | |
| تدخل على المضارع كما في المثالين الذي ذكرتهما الآن عندما تقول: قد ينجح المهمل، قد يخفق المذاكر، هل هذا هو الأمر العادي أو هذا مخالف للطبيعة ومخالف للعادة ، هذا مخالف للعادة فإذن هو قليل والأصل أن من يهمل لا ينجح وأن من يجد لا يخفق ومن ثم فعندما نقول: قد يخفق المذاكر فهذه للتقليل ، لكن عندما يقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 114]، ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ ﴾ [النور: 63]، فهذا دليل على اليقين وليس على التقليل، فإذن قد هذه تدخل على الفعل المضارع وتدخل على الفعل الماضي، فإن دخلت على الفعل الماضي فدلالتها على التحقيق، قد قامت الصلاة تحقق قيامها، قد جاء فلان، تحقق مجيئه وإن دخلت على الفعل المضارع فإما أن تدل على التقليل، قد يفعل كذا وإما أن تدل على اليقين كقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 114]، ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ﴾ [الأحزاب: 18]، فهي تدل على اليقين وأن الله -سبحانه وتعالى- ثبت علمه لهذا الأمر.
قد في الحالتين أو في الحالات كلها دالة على فعلية ما دخلت عليه، لكن يحتمل أن يكون ماضياً ويحتمل أن يكون مضارعاً ولكل واحد منهما معنى إذا دخلت عليه قد كما تبين في الأمثلة السابقة.
الأخ الكريم من الرياض يقول: هل قراءة القرآن أو حفظ القرآن يساعد على الاحتراز من الأخطاء في الكلام؟
أشكر الأخ على سؤاله، كم رأينا من إنسان من حفظة كتاب الله -سبحانه وتعالى- أو من المداومين على قراءة القرآن أو من المكثيرين بالتمثل بآيات كتاب الله -سبحانه وتعالى- فإذا بهم ينطقون أولاً الحروف من مخارجها وهذا يأتي من قراءة القرآن وتعلم تجويده وتحقيق حروفه, وهذا يعطي ملكة في إتقان نطق الأحرف أنت إذا سمعت الإنسان يحرف ويأتي بالحرف على غير وجهه أو يأتي بالصيغة مائلة على غير وجهها الصحيح فاعلم أنه لم يتمكن من قراءة القرآن التمكن الصحيح, صاحب القرآن عادة لكثرة قراءته القرآن مجوداً يخرج أولاً الحروف من مخارجها وينطق الكلمات نطقاً صحيحاً ويأتي بأصواتها صحيحة كما ينبغي، وأيضًا غالباً يكون كلامه في إعرابه غالباً يكون صواباً هذا لا يغني طبعًا عن أن يعرف الإنسان قواعد العربية ولا يصح لإنسان أن يقول: أنا يكفيني أني أقرأ الأسانيد الصحيحة وأني قرأت القرآن يكفيني هذا لأن أكون مقيماً للكلام صحيحاً دون لحن مطلقاً دائماً نقول: هذا يخفف ويقلل من اللحن في الكلام لكنه لا يمنع من اللحن فيه، الذي يمنع من الوقوع في اللحن هو ضبط القاعدة وتطبيقها, هذا هو الذي يمنعك من أن تلحن في الكلام، لكن صاحب القرآن كان من بركات حفظ كتاب الله -سبحانه وتعالى- وترداد قراءته ومعرفته وحفظه كان من فضل الله على صاحب هذا الكتاب العزيز أن أصبح لسانه سريع النطق لما يريد, سريع أيضاً البديهة في الإجابة والحديث قادراً على الإتيان بالمعاني في مواقعها والاستشهاد بالآيات في أماكنها ثم إنه أيضاً كما قلت يقل خطؤه ولحنه لأنه يتمثل أساليب القرآن الكريم وكلماته استشهاداً ونطقاً وأسلوباً.
الأخ الكريم يقول: ما دام أن مصدر النحو الكتاب والسنة - مع الخلاف في السنة- وأشعار العرب في الجاهلية إلى غير ذلك فلماذا ظهر الاختلاف بين علماء النحو مثل البصرية والكوفية إلى غير ذلك؟
السؤال الآخر: هل يجوز للفرد أو للعالم أن يتكلم باختلاف لغات العرب، مثلاً مرة بلغة طي مرة بلغة قريش في كلامه؟ فإذا أنكرت عليه مثلاً قال هذه بلغة كذا بلفظ كذا؟
هو يسأل في السؤال الأول عن أسباب اختلاف النحويين فأصبح هناك مدرستان مع أن المصدر واحد والإجابة هنا تطول كثيراً لكن إذا أردت الإيجاز في بيان ذلك: طبعًا تعرفون أن الشواهد التي جمعت من كلام العرب الفصحاء, من كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وكلام العرب في الجاهلية والإسلام إلى انتهاء عصور الفصاحة شعراً ونثراً، قدر كبير جدًا لا يكاد يحصيه إلا الله -سبحانه وتعالى- كثرة ومن ثم فكون بعض العلماء اطلع على أمثلة كثيرة لقضية وآخرون اطلعوا على أمثلة قليلة منها ووجود أيضاً بعض الأمثلة الشاذة عن القاعدة التي تخالف ما سار عليه جمهور كلام العرب يجعل كل فريق يتمسك أحياناً بأمر ثم إن هناك أيضاً مقاييس فمثلاً من مناهج البصرين وإن كان المقام ليس الآن مقام تفصيل لأسباب الاختلاف، لكن من مناهج البصرين أنهم يشترطون كثرة الشواهد في القضية، الكوفيون يقولون: لا.. يكفي أن يثبت الشاهد ولو واحداً أو اثنين فنكتفي به ونقيم عليه قاعدة فاختلاف طريقة الاستشهاد أدت إلى اختلاف القواعد لكن اعلموا أن القواعد بين النحويين لا يصل إلى الاختلاف في الأمور الأساسية في النحو فلم يقل أحد من النحويين مثلاً: إن الفاعل يكون منصوباً والآخر يقول: إنه مرفوع، ولم يقل نحوي: إن المضاف إليه مجرور والآخر يقول: منصوب، الاختلاف عادة يكون في أشياء جوازية, في الفروع وليس في الأصول، ومن ثم فإنه لا يسع المتحدث أن يخرج عن هذه الأصول الثابتة في كلامهم وهذا يسوقنا إلى الجواب عن السؤال الثاني: وهو هل يصح الكلام باللغات المختلفة؟
اللغات المختلفة في كلام العرب قد يكون بعضها قد ثبت عن العرب الفصحاء لكن دائماً يحسن بالإنسان أنه لا يلام طبعًا الإنسان أن يقيس على لغة فصيحة موجودة في وقت الفصاحة لا يلام الإنسان على ذلك، ولكن يفترض في الإنسان أن يسعى للقياس والتشبه بما عليه جمهور كلام العرب، يعني الآن العلماء جمعوا كلام العرب فوجدوا أن جمهور الكلام آلاف الشواهد بل عشرات الآلاف من الشواهد تسير على نمط معين، شاهدان أو ثلاثة أو أربعة أو عشرة جاءت على لغية أو لهجة من لهجات العرب جاءت بهذه الطريقة: الأصل أن يسير الإنسان إذا أراد بكلامه تمام الفصاحة أن يسير على جمهور كلام العرب وحينئذ تنضبط له القواعد, لا أن يأخذ بهذا وهذا, لكن لا يشنع أيضاً على من صار على وجه صحيح من كلام العرب ولا يُخطَّأ ولذلك نحن نقول: الأصل ألا نخطئ الناس إذا صاروا على كلام فصيح ولكن من جهة أخرى لا ينبغي للإنسان أن يقع في اللحن ويقول: أنا أقصد لهجة كذا أو يخطئ في شيء ويقول: أنا عنيت لهجة فلان فنحن نقول: لا.. أنت غالباً ما عنيت ذلك لكنك تلتمس للحنك باباً ومخرجاً والأصل أن تسير على الجمهور والأكثر ولو أن كل إنسان فتح الباب ما انضبطت القواعد, إذا فتحنا الشيء وضده ما صار عندنا قاعدة، فنحن نقول: نقيس على الأكثر ونترك ما عداه.
الأخ الكريم من الولايات المتحدة يسأل فضيلة الدكتور عن إعراب «قد» في قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿1﴾﴾ [المؤمنون: 1]؟
عندما نأتي لإعراب الحروف فإنه عادة يكون ببيان معانيها وإلا فالحروف ليس لها محل من الإعراب فيقال:
- قد: حرف تحقيق و«قد» تدخل للتحقيق إذا كانت للماضي فيقال: حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب، هكذا يقال في إعرابه فالحروف كما نعلم كلها مبنية فهو مبني على السكون لكن يذكر معناه فيقال: حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
الأخ الكريم من السعودية يسأل فيقول: ذكر المصنفون والشارحون لهذا المتن أن "قد" تفيد التحقيق والتقليل مع الفعل الماضي، والتقليل والتكثير من الفعل المضارع ما صحة ذلك؟
الأصوب في ذلك أن يقال: إن قد مع الفعل الماضي تفيد التحقيق، كما في قولنا قد فعل فلان كذا فأنا أحقق فعله وهي مع المضارع تفيد إما التقليل وهو الأكثر قد يحصل كذا يعني ربما يحصل بقلة وتأتي لليقين في الأمر كما الآية: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللهُ ﴾ فهذا أمر متيقن, تُيقنَ علم الله -سبحانه وتعالى- لهذا الأمر فهي للتحقيق أو لليقين، للتقييد أو اليقين مع المضارع وللتحقيق مع الفعل الماضي.
التكثير لا صحة له يا دكتور؟
لا صحة له، لكن الأصوب في الاستعمال والأصح والأدق فيه أن يقال: إنها لليقين وليس للتكثير لأنها لليقين وليست للتكثير فإن قوله: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللهُ ﴾ نحن نتيقن علم الله -سبحانه وتعالى- لهذا الأمر لا نكثره فالاستعمال الأصوب أو الاصطلاح الأصوب فيه أن يقال: إنها لليقين فيه، وليست للتكثير.
الأخ الكريم يقول: ذكرتم فضيلة الدكتور أن "قد" تفيد اليقين ومثلتم لها بقول الله -عز وجل-: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ [البقرة: 144] فهل هذا يختص بالقرآن؟ أم أنه يدخل في غير القرآن؟ الموضوع : الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: رد: الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:39 | |
| لا... هو كل استعمال القرآن جاء على أعلى درجات الفصاحة من الكلام العربي، فلك أن تستعمل هذا الاستعمال وتكون قد سرت على مستويات الفصاحة في الكلام وإنما يتبارى الناس ويظهر بعضهم على بعض بقدرتهم على القياس على هذ االكلام المعجز الكريم، الذي بلغ الذروة من مراتب الفصاحة.
هل الأفضل أن يتعلم الإنسان اللغة أولاً أم يحفظ القرآن؟
قد ذكر العلماء أو الناصحون في سلوك العلم أنه من أول ما ينبغي أن يسلكه السالك الشادي المبتدئ في التعلم حفظ كتاب الله -سبحانه وتعالى- وهذا هو الأفود بأن يكون بداية له في كل العلوم؛ لأن كتاب الله -سبحانه وتعالى- هو مفتاح العلوم كلها، بل إن العلوم كلها خادمة لهذا الكتاب والقرآن تستقى منه العلوم كلها، فأنت إذا بدأت بحفظ كتاب الله -سبحانه وتعالى- ومعرفة معانيه واستجلائها ثم بعد ذلك تعلمت ما لابد لك من معرفته من علوم الشرع ثم بعد ذلك علوم الآلة وما يقوم مقامها أصبحت بعد ذلك تدرجت في العلم خطوة خطوة وأخذت ما ينبغي أخذه فيه، البدء بكتاب الله -سبحانه وتعالى- هو الأصل.
ذكرت علامات الأسماء الثلاثة التي ذكرها المؤلف ثم ذكرت علامات أخرى هل ذكرت لكثرة استعمالها أم من باب التوسع فقط؟
لا.. هذه العلامات كلها تدل على أن الكلمة اسم، فلذلك ذكرت حتى يتبين أن لهذه العلامات ما لما ذكره المؤلف من الشأن في الدلالة على اسمية الكلمة، ولا يعني هذا الاستقصاء فإن هناك كما في حروف الجر مما ذكرناه منذ قليل لكن الأصل ذكر ما لابد من ذكره في هذا الأمر، لأنه هو الذي لا غنى عنه، وهذا المقام أو مقام شرح المتن الموجز ليس هو مقام الاستقصاء وأنتم ترون الآن أنه مع عدم استقصائنا لا نزال الآن في علامات الأسماء وعلامات الأفعال ويفترض أننا نسير الآن سيراً أكثر في هذا المتن لنتمكن من إنجازه في الوقت المحدد له هذا مع كوننا نختصر كثيرًا ونتجاوز بعض الأشياء التي هي دون المذكورة في الأهمية.
عفواً يا دكتور هذا السؤال يقودني إلى سؤال من الأخت الكريمة تقول فيه: هذه الإضافات التي تقدمها فضيلة الدكتور وهي ليست من ضمن نص الآجرومية هل هي تدخل معنا في امتحانات آخر الفصل أو هي للفائدة فقط؟
طبعاً هو الأصل الفائدة، الأصل أن نستفيد لا أن نختبر والاختبار إنما هو لقياس الفائدة فالإنسان لا يذاكر ليختبر ولكن يذاكر ليستفيد والاختبار يبين مدى الاستفادة, مدى حصول الاستفادة من عدمها فلا نجعل همنا هو الاختبار وإنما نجعل همنا هو الاستفادة، لكن نحن نشرح شرحاً لهذا المتن, وما دام الحديث في الشرح فإن الشرح في الأصل مطلوب، لأن الحديث في شرح هذا المتن وليس في المتن نفسه وعلى كل حال ما يحصل - إن شاء الله- من هذا الشرح وإن كان قليلاً وإن لم يحصل كل ما ذكر ففيما حصل خير كثير - إن شاء الله تعالى-.
فضيلة الدكتور هناك كلمات مثل: حاشا وعدا وخلا يجزم كثير من الناس على فعليتها فما هي العلامة الدالة على فعلية هذه الكلمات؟
العلماء قالوا في حاشا وخلا وعدا طبعاً مرت هذه في حروف الجر وما أردت التوسع فيها حتى لا يأخذني الوقت لكن ما دام الأخ الكريم سأل عنها:
الأصل في حاشا وخلا وعدا أنها تقبل أن تكون أفعالاً وأن تكون حروفاً، والدليل على فعليتها أن تنصب ما بعدها مفعولاً به، والدليل على حرفيتها أن تجر ما بعدها فتكون حروف جر حينذاك, فحيث جرت فهي أسماء وحيث نصبت فهي حينذاك فهي أفعال ولهذا لم يذكرها كثير من النحويين في حرف الجر لأنها تأتي لهذا وتأتي لهذا، وهم غالباً في مقام الاختصار والإيجاز يذكرون ما كان عيناً في حروف الجر والتي تعمل في غيرها.
فأنا أقول: هي أفعال إن نصبت ما بعدها ويكون ما بعدها مفعولاً به ويتحقق ذلك ويتعين إذا دخلت عليها ما، إذا قلت: ما عدا زيداً، ينبغي أن تنصب ما بعدها وتدوعها فعلاً، وما بعدها مفعول به منصوب، إذا دخلت عليها ما المصدرية.
وإن جررت بها ما بعدها كقولك: جاء الناس عدا فلانٍ هذه حرف جر لأنها جرت ما بعدها، فهي قابلة لهذا ولهذا والذي يبين نوعها هل هي فعل أو حرف, نصب ما بعدها أو جره وتتحقق فعليتها بدخول ما عليها.
بقي من علامات الأفعال التي ذكرها المؤلف قال: (السين) وهو يقصد هذه السين التي تزاد ومثلها سوف، تزاد يسمونها حروف التسويف أو حروف التنفيس الدالة على الاستقبال وهذه من العلامات علامات الفعل الخاصة بنوع من أنواع الفعل ليست كل أنواع الفعل وإنما تدخل فقط على الفعل المضارع ؛ لأنه هو الذي يخبر به عن الزمان المستقبل. الماضي لا يكون للمستقبل والأمر لا يخبر به، والأمر إنما يطلب به إحداث شيء، فالسين وسوف من علامات الفعل المضارع، ويشترط أن يكون هذان الحرفان زائدين على الكلمة للدلالة على الاستقبال، فإنك لو جئت مثلاً بكلمة في أولها سين، لكنها أصل في الكلمة فهذا لا يدل على فعليتها، فمثلاً تقول: سحر، لا يقول قائل: هذه الكلمة في أولها سين إذن هي فعل, لا.. هي اسم لأن السين التي نقصدها هي السين الزائدة على الكلمة الدالة على الاستقبال والسين في مثل كلمة التي ذكرتها الآن سحر هذه أو سحر أو سعد هذه السين من أصل الكلمة هي ليست دالة كما ذكرت على فعلية الكلمة.
تاء التأنيث الساكنة التي ذكرها المصنف من علامات الأفعال هذه نعم من علامات الأفعال وهي خاصة بنوع واحد من هذه الأفعال وهو الفعل الماضي، فإن تاء التأنيث الساكنة لا تدخل إلا عليه تقول: ذهبتْ وأخذتْ وهذا إذا كان فاعل هذا الفعل مؤنثاً، فيشترط فيها أن تكون للتأنيث وأن تكون زائدة ساكنة، فلو أن هناك تاءً أصلية فلا تكون علامة وإلا لم تكن تاء تأنيث أيضاً ليست من بابنا الآن وإن كانت قد تكون تاء الفاعل وتكون علامة على الأفعال. وإن كانت التاء ليست ساكنة فليست أيضاً من العلامات، إذن تاء التأنيث الساكنة هي التي من علامات الفعل، وهي من علامات الفعل الماضي بالذات، فإنك تقول: ذهبت وحينذاك لا تدخل على المضارع ولا على الأمر.
قد تدل على فعلية الفعل، مثل الطالبتان كتبتا، تجد أن التاء هنا مفتوحة دلت على فعلية الفعل الماضي؟
فتحها هنا ليس لكونها تاء التأنيث ولكن لوجود ألف الاثنين بعدها، والألف كما تعلم ساكنة لا تقبل الحركة ولو أبقينا تاء التأنيث على سكونها لالتقى ساكنان، فحركت تاء التأنيث وهي ساكنة في الأصل لمنع التقاء الساكنين هي والألف بعدها التي لا تقبل الحركة، وإلا فتاء التأنيث هنا هي تاء التأنيث الساكنة، وحركت فقط لمنع التقاء الساكنين وهو ممتنع في درج الكلام. الموضوع : الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | أبوعليالمراقب العام
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
| موضوع: رد: الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً الإثنين 29 أغسطس 2011 - 5:39 | |
| لكن لو قلنا: إنها مثلاً «بيتْ» هذه في آخرها تاء وساكنة سكنتها عندما وقفت عليها, هل أقول: إن هذه فعل؟ بيت هذه اسم كيف دخلت عليها التاء الساكنة؟ من يجيب؟ دخلت عليها تاء وساكنة ومع ذلك لم أحكم عليها بأنها فعل؟
التاء هنا للوقف، للوقوف على آخر الكلمة
التاء للوقوف، أنت قصدك السكون؟ السكون للوقوف على آخر الكلمة هذا صحيح لكن أيضاً هناك شيء يوضح الأمر تماماً.
التاء أصلية في بيت
التاء هنا ليست تاء تأنيث، هذه التاء جزء من الكلمة وأصل في الكلمة ونحن الآن العلامة التي تدل على فعلية الكلمة هي تاء التأنيث والساكنة. طيب لو قلنا: شجرة؟ هل التاء تأنيث وزائدة أيضاً على الكلمة دالة على التأنيث؟ ومع ذلك شجرة كما نرى منونة، إذن هي اسم وليست فعلاً، فكيف صح أن نقول: إن تاء التأنيث من علامات الأفعال؟
هي أنها ليست ساكنة
أحسنت، هذه متحركة والتي هي من علامات الأسماء تاء التأنيث الساكنة فحسب.
الأخ الكريم من الرياض يقول: لدي سؤالان:
السؤال الأول: هل هناك علامة فارقة توضح لنا المبتدأ والخبر من المضاف والمضاف إليه مثل محمد مؤدب وجسم الإنسان؟
السؤال الثاني: هل تطبق أحكام التجويد على القراءة مثل من يحترم؟
أما التفريق بين المبتدأ والخبر والمضاف والمضاف إليه:
المبتدأ والخبر هذه جملة والمضاف والمضاف إليه ليست جملة، المبتدأ والخبر تركيب إسنادي عبارة عن كلمة أسندت إلى الأخرى فتكون منهما جملة كاملة، كاملة المعنى يحسن السكوت عليها فهي كلام أما المضاف والمضاف إليه ليست كلاما لأنه ما يحسن السكوت عليه، فعندما تقول: عبد الله نعم لها معنى لكن ما اكتملت لم تأتِ بجملة أسند بعضها إلى بعض فكونت كلاماً لا يحتاج السامع فيه إلى حديث آخر, ثم إن المبتدأ والخبر لهما إعراب لكونهما جزء من جملة وأما المضاف والمضاف إليه لا إعراب لهما في الأصل حتى يكونا في تركيب فحينئذ نعربهما هل هما مبتدأ أو فاعل أو خبر أو غير ذلك.
أما تطبيق أحكام التجويد في الكلام العادي الأصل أن أحكام التجويد هي لضبط الكلام، لضبط كلام الله -سبحانه وتعالى- لقراءة القرآن لكن لو أن إنساناً قال: من يفعل هذا فسوف أفعل فأتى مثلاً بالإدغام في هذا فهذا سليم لأن أصل التجويد إنما هو إعطاء الحرف حقه، فأنت إذا أعطيت الحرف حقه حتى في كلامك المعتاد فهذا دليل اعتناء ومزيد اعتناء للحق لكن لا يعني هذا مثلاً أن تأتي بالمدود الطويلة في كلامك أو أن وتلتزم مثلاً بعدد الحركات، حركات المد ونحوها لأن هذا يخرج الكلام عن طبيعته ويخرجه عن مجيئة في سياقاته المختلفة وأدائه في المقام الذي يقتضيه، لكن الأصل أن أحكام التجويد هي إعطاء الحرف حقه وهذا يكون في كل كلام عربي فصيح.
هل هناك كتب مختصة بالحركات وأخرى بحروف المباني دون المعاني؟ فآمل ذكر أحد من هذه الكتب؟
حروف المباني دون المعاني، الأصل أن الكتب التي تؤلف في الحروف تعتني بحروف المعاني لأن حروف المباني هي تلك الحروف التي لا تؤدي إلى معاني مستقلة أما حروف المعاني فهي مثل ما نقول مثلاً أي حرف من حروف الهجاء أما حروف المعاني فهي تلك الحروف التي تؤدي إلى معاني كحروف الجر مثلاً، حرف يفيد ابتداء الغاية وحرف يفيد الاستعلاء وحرف يفيد الإلصاق وحرف يفيد الظرفية فهذه حروف معاني، وعناية النحويين أو عناية العلماء في أصول مختلفة بهذه الأنواع من الحروف لأنها هي التي يكون لها أثر في الكلام يعني حروف المعاني وليست مجرد أنها تصل كلمة بكلمة، والكتب المؤلفة في حروف المعاني كثيرة نذكر منها مثلاً: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام شارح الألفية وأيضاً الجنى الداني للمرادي, ورصف المباني للمالقي كلها في حروف المعاني لكن حروف المعاني هي التي حصل لها اعتناء العلماء كثيرًا لكونها تؤدي إلى معاني مختلفة إذا استعملت في هذه المعاني اختلفت معاني الكلام نفسه.
لم يبق معي إلا القليل من الوقت دكتور تتكرمون بطرح سؤالي هذا الدرس؟
سأسأل فيما سبق وأقول:
السؤال الأول: كيف قيل: إن التثنية والجمع من علامات الأسماء وقد تأتي الأفعال دالة على التثنية والجمع؟ كقولك: ذهبا وأخذوا؟
السؤال الثاني: عندما نقول: «أل» عندما ندخلها على أسماء الأسر هل هذه حرف تعريف؟ أم هي حرف زائد؟ أو ماذا نقول فيها؟
أستأذنك دكتور في نهاية هذه الحلقة في أن نستعرض بعض الأسئلة التي لم نتمكن من التطرق إليها آمل أن يعاود الإخوة والأخوات التواصل معنا في حلقة الغد - إن شاء الله تعالى-:
الأخت الكريمة من السعودية تسأل: هل يسمح لنا بالإجابة على أسئلة الدكتور التي يطرحها أثناء المحاضرة؟
نعم يسمح وسأتطرق إليها وسأشير إليها - إن شاء الله-.
الأخ الكريم سأل عن تعليق الشيخ على حروف القسم؟
آمل أن يعاود كذلك التواصل معنا في حلقة الغد.
لكل الإخوة والأخوات الذين لم نتمكن من استعراض هذه الأسئلة وهذه المشاركات آمل التواصل معنا في حلقة الغد - إن شاء الله تعالى- وسنتمكن من عرضها على فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن السبيهين. الموضوع : الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوعلي |
| | | | الدرس الثالث صوتياً ومفرغاً | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| |