إن سُئلت :
لمَ لمْ ينتسب أهلُ الحديثِ للقرآنِ ؛ فيُقال: أهلُ القرآن ؟
حينَها يكفيكِ ما قالهُ العلّامةُ اللالكائيُّ ، :
" ثمَّ كلُّ من اعتقدَ مذهباً ، فإلى صاحبِ مقالتهِ التي أحدثَها ينتسب ، وإلى رأيهِ يستندُ ، إلاّ أصحابَ الحديثِ ؛ فإنّ صاحبَ مقالتهم رسول الله - صلّى الله عليهِ وسلّم - ،
فهم إليه ينتسبون ، وإلى علمه يستندون ، وبه يستدلّون ، وإليهِ يفزعون ، وبرأيه يقتدون ، وبذلك يفتخرون ،
وعلى أعداءِ سنّته بقربهم منه يصولونَ ، فمن يوازيهم في شرفِ الذِّكر ؟!
ويباهيهم في ساحةِ الفخر ، وعلوِّ الاسم ؟!
إذ اسمهم مأخوذٌ من معاني الكتابِ والسّنّة ، ويشتملُ عليهما لتحقّقهم بهما ، أو لاختصاصهم بأخذها ،
فهم متردِّدونَ في انتسابهم إلى الحديثِ ، بينَ ذِكرِ اللهِ سبحانه وتعالى في كتابه ، فقال تعالى ذكرُه :
" اللهُ أنزلَ أحسنَ الحديثِ " الزّمر:23 .
فهوَ القرآن ، فهم حملةُ القرآن وأهلُه وقُراؤه وحفَظَتُه ،
وبينَ أن ينتموا إلى حديثِ رسول اللهِ - صلّى الله عليه وسلّم - ، فهم نقلتُه وحملتُه .
-فلا شكَّ- أنّهم يستحقّون هذا الاسمَ ؛ لوجودِ المعنيينِ فيهم ، لمشاهدتنا أنَّ اقتباسَ النّاسِ الكتابَ والسّنةَ منهم ، واعتمادَ البريّةِ في تصحيهما عليهم ،
لأنّاَ ما سمعنا عن القرونِ الّتي قبلَنا ، ولا رأينا نحنُ في زماننا ، مبتدعاً رأساً في إقراءِ القُرآنِ ، وأخذ النّاس عنه في زمنٍ من الأزمان! ،
ولا ارتفعت لأحدٍ منهم رايةً في روايةِ حديثِ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فيما خلت من الأيّام ، ولا اقتدى بهم أحدٌ في دينٍ ولا شريعةٍ من شرائعِ الإسلام ... ،
(( شرحُ أصولِ اعتقادِ أهلِ السُنّةِ والجماعة )) ( 1/23-25 ) .
قلتُ : رحمَ اللهُ ( أهلَ الحديثِ ) ؛ فوالله ما شهدنا في زماننا ، ولا فيما خلا من الأزمنةِ خيراً من تلكمُ الأئمّة ،
ولا أجلَّ وأعظم نفعاً منهم!
الموضوع : تنبيهٌ لكلِّ نبيه :لمَ لمْ ينتسب ( أهلُ الحديثِ ) للقرآن ، فيُقال: ( أهلُ القرآن ) ؟؟ المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya