هذا كلام نفيس لفضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله نكتبه بماء العيون :
سئل فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان –حفظه الله- في درس شرح صحيح مسلم يوم الخميس 12/ربيع الأول/1429هـ الموافق 20/3/2008م:
هل صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل بعيد الأم لأنّ أمه ماتت على الكفر؟
فأجاب
-حفظه الله-: «العجب من الناس! طيب والصحابة فيهم ماتوا على الإسلام لماذا
لم يحتفلوا بعيد الأم؟! وأبو هريرة التي أسلمت أمه، وأنس التي أمه أم
سُليم لماذا لم يحتفلوا بعيد الأم؟!
لمَّا أصبح الناس يهتمُّون بزخرفة المساجد وبتحلية
المصاحف وبالظواهر والقشور والأشكال فإنَّ هذا دلالة على خراب الباطن، وقد
وَرَدَ موقوفاً ومرفوعاً: «إذا حلَّيتُم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالدمار
عليكم»، العجب الأم تكبر ولا يتواضع الإنسان لها، وقد ينهرها، ويتفقدها
ساعةً في سنةٍ ويعتبر نفسه بارّاً بها، والله يقول: {واخفض لهما جناح الذل
من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربَّياني صغيراً}، كان قتادة إن جلس مع
أمه يكاد لا يُسمع صوته فلمَّا كان يُسأل كان يقول: أمرني ربي بالذل، أن
أتكلم مع أمي بالذل والرحمة، وكان بعضهم يجلس مع أمه ويفت لها الخبز ولا
يأكل، فقيل له: لماذا لا تأكل؟ فكان يقول: أخشى أن أضع في فمي لقمة
تشتهيها أمي.
فيا أيها العبد مهما بلغ منصبك وعلمك وشهاداتك وطرتَ
وحلقتَ في المجتمع والوظيفة والجاه فإنّك عند أبويك اخفض هذين الجناحين،
وكن رحيماً ذليلاً لهما في كلِّ حين وليس في ساعةٍ من نهار، أو في إطعام
أو شراب أو كسوة، إطعام الولد والديه شيء من بر، لكن البر: الرحمة، والبر:
الذل والتذلُّل لهما، وهذا كما يقول الفقهاء: في الأشباه والنظائر، يأتيني
عدة أسألة قرأتها حول المولد النبوي، الاحتفال بالمولد النبوي -صلى الله
عليه وسلم-؛ لمّا تركت سنّته أو جُهلت أصبح الناس يُحبُّون النبيَّ حبّاً
ليس شرعياً وإنما حب بطقس، بمرسم، وطقوس دنيوية، فيأكلون الحلوى ويُوزعون
المال، ليس هذا حب النبي -صلى الله عليه وسلم- الشرعي، حُبُّنا لنبيِّنا
ليس حبّاً عاطفياً، نحن لا نُحب النبي لأن عيونه جميلة وشعره جميل ووجهه
مستدير وأجمل من يوسف، ونتغزل فيه -صلى الله عليه وسلم-، ولا نُحب النبي
حبّاً عاطفياً؛ أنه لو قال لنا قائل: أن أبوي النبي في النار لو كانت
العاطفة لأقومنا الدنيا وأقعدناها، لكن نحب النبيّ حبّاً شرعياً؛ ماذا
يُخبرنا نبينا –صلى الله عليه وسلم- نقول: سمعنا وأطعنا {فلا وربك لا
يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شجر بينهم}، {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى
الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، نعم هنالك احتفال مشروعٌ
بالمولد النبوي عليه دليل، ودليله في صحيح الإمام مسلم، وأنتم طلبة علم،
ونحن -ولله الحمد- نجتمع على قراءة صحيح مسلم من سنوات فأدلكم على احتفالٍ
شرعيٍّ بالمولد النبوي الذي عليه دليل في صحيح مسلم، كان النبيّ –صلى الله
عليه وسلم- يصوم الإثنين والخميس، فسُئل لم كان يصوم النبي الإثنين فقال:
«ذلك يومٌ ولدت فيه»، فمن أراد أن يحتفل احتفالاً شرعياً بميلاد النبيّ
–صلى الله عليه وسلم-، وميلاده له فضل عظيم على هذه الأمة، فالاحتفال
الشرعي في المولد النبوي أن نصوم يوم الإثنين، نصوم الإثنين هذا هو
الاحتفال الشرعي الذي عليه الدليل، أما أن نرقص وأن نقوم ونقعد وأن نتغزل
وأن نتوسع في المطعم والمشرب والحلوى فهذا شأن أهل الدنيا، وهذا الذي شهره
ونشره قديماً الفاطميّون، وقبل الفاطميّين صاحب إربل قبله ما كان أحد يعرف
الاحتفال بالمولد النبوي، فاحتفالنا بالمولد النبوي احتفال شرعي كما
أخبرنا عنه النبي، وكما فعله الصحابة، كما فعلوا نفعل، وكما احتفلوا
نحتفل، وكما فرحوا نفرح، فنحن لسنا أولى بالنبيّ من أبي بكر وعمر وعلي
وعثمان وسائر الأصحاب -رضوان الله تعالى عليهم-، ماذا فعلوا معه؟ كانوا
يُحكِّمون سنّته في الكبير والصغير {فإن تنازعتم في شيء} شيء نكرة في سياق
الشرط، والنكرة في سياق الشرط من ألفاظ العموم، أي شيء تنازعتم فيه يا
مسلمون {فردوه إلى الله والرسول}، {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله
ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أُنيب}، هذا هو الاحتفال الشرعي . . .».
من موقع الشيخ حفظه الله
الموضوع : كلام نفيس للشيخ مشهور حول بدعية عيد الأم المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya