الله عز وجل قال
للنبي أنفق أُنفق عليك
{مَّن ذَا الَّذِي
يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً
فَيُضَاعِفَهُ
لَهُ أَضْعَافاً
كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ
وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ
}البقرة245أبو الدحداح يسأل النبي صلي الله
عليه وسلم ربنا
يستقرضنا وهو الذي أعطانا ،
فقال النبي صلي
الله عليه وسلم : نعم ،
يستقرضكم ليدخلكم به الجنة
جرب تتاجر
مع الله أعطي ربنا
الثلث،اعتبره شريك معك في
شركتك في مصنعك في
مرتبك وانظر ماذا سيعود
عليك؟
يبارك لك الله في مالك وولدك وزوجتك
وصحتك ويتكفل بك
الرسول
عليه الصلاة والسلام كان يقول لبلال : "يا
بلال أنفق ولا تخش من ذي
العرش
إقلالاً"
إنك إن تبخل تكن بعيداً
عن الجنة بعيداً عن الله بعيداً عن
الناس ، كما في
حديث آخر.
أذكر
لك مثلين من القرآن احدهما فشل
بسبب الإقتار والآخر نجح بسبب الصدقة
الأول
: في قصة أصحاب الجنة في سورة القلم
القصة تحكي قصة
رجل عنده حديقة مثمرة كان يقسم
محصولها علي ثلاثة أجزاء جزء
يعود علي
الحديقة لتنميتها وجزء لبيته
والجزء الثالث للفقراء والمساكين
الذين
كانوا يفرحون جداً بيوم
توزيع الصدقات ويعدون له إعداداً كبيراً،
فلما
مات الرجل قال
الأولاد أبونا كان يضيع مالنا ونحن لن نعطي الفقراء
والمساكين
أموالنا بعد اليوم ،الأخ الأوسط لم يكن يوافقهم وكان يؤيد صنيع
أبيه
وحذرهم
من منع الصدقات وكان يقول لهم خافوا من عقاب الله ولكنهم لم
يلتفتوا
لكلامه ، واتفقوا أن يتسللوا ليحصدوا ثمارها وقت الصباح كي لا يشعر
بهم
المساكين فلا يعطوهم ما كان أبوهم يتصدق به عليهم
{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ
الْجَنَّةِ
إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا
يَسْتَثْنُونَ{18} فأرسل الله عليها ناراً أحرقتها ليلاً وهم نائمون
فأصبحت الأرض
الخصبة
كالحجارة السوداء المتفحمة
فَطَافَ
عَلَيْهَا
طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ
نَائِمُونَ{19} فَأَصْبَحَتْ
كَالصَّرِيمِ{20}
وفي الصباح انطلقوا خفية للحديقة
فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ{21} أَنِ اغْدُوا عَلَى
حَرْثِكُمْ
إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ{22} فَانطَلَقُوا وَهُمْ
يَتَخَافَتُونَ{23}
أَن
لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم
مِّسْكِينٌ{24} وَغَدَوْا
عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ{25} فلما رأو بستانهم وما صار
إليه
قالوا لقد ضللنا الطريق
وهذا ليس هو،ثم قالوا: بل نحن محرومون
خيرها;
بسبب عزمنا على البخل ومنع
المساكين.
فَلَمَّا
رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ{26}
بَلْ نَحْنُ
مَحْرُومُونَ{27} هنا ذكرهم أخوهم الأوسط بتحذيره لهم من
عقاب الله إذا
هم
منعوا الصدقة
قَالَ
أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ
أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا
تُسَبِّحُونَ{28} قَالُوا
سُبْحَانَ
رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ{29}
فَأَقْبَلَ
بَعْضُهُمْ
عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ{30} قَالُوا يَا
وَيْلَنَا
إِنَّا
كُنَّا طَاغِينَ{31} عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا
خَيْراً
مِّنْهَا
إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ{32} كَذَلِكَ
الْعَذَابُ
وَلَعَذَابُ
الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{33}أرأيتم
؟
تاجروا مع الشيطان ببخلهم فخسروا كل شيء
الثاني-في
قصة صديقين أحدهما دخل الجنة والآخر في
النار في سورة
الصافات
حوار
دار بين أهل الجنة
فَأَقْبَلَ
بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ{50} عن أحوالهم في
الدنيا وما كانوا
يعانون
فيها, وما أنعم الله به عليهم في الجنة وكل
واحد يحكي عن
ملكه وعن جيرانه
من الصحابة والصحابيات ونساء النبي ,
وهذا من تمام
الأنس.
فحكي احدهم قصته
قَالَ
قَائِلٌ
مِّنْهُمْ
إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ{51} يَقُولُ أَئِنَّكَ
لَمِنْ
الْمُصَدِّقِينَ{52}
أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً
وَعِظَاماً
أَئِنَّا
لَمَدِينُونَ{53} كان يقول له مستنكراً
كيف تصدق أننا بعد
أن نموت سيقول لنا الله خذوا ما
لكم عندي مما
تصدقتم به في الدنيا؟
ولكنه كان لا يطيعه وكان يتصدق وصاحبه
يمتنع ،
فسمع أحد الملائكة
الحوار بين أهل الجنة فجعلهم يطلعون علي هذا
الصديق
فوجدوه في
النار
قَالَ هَلْ أَنتُم
مُّطَّلِعُونَ{54}
فَاطَّلَعَ
فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ{55}فوجد
قرينه في وسط النار
قَالَ تَاللَّهِ إِنْ
كِدتَّ
لَتُرْدِينِ{56} لقد قاربت أن تهلكني بصدك إياي عن
الصدقة
لو أطعتك.
وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي
لَكُنتُ
مِنَ
الْمُحْضَرِينَ{57} ولولا فضل ربي بهدايتي
إليها
وتثبيتي عليها, لكنت من المحضرين في العذاب
معك.
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ{58} إِلَّا مَوْتَتَنَا
الْأُولَى
وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ{59} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ{60}إنَّ
ما نحن فيه من نعيم لهُوَ الظَّفَر العظيم.
لِمِثْلِ
هَذَا فَلْيَعْمَلْ
الْعَامِلُونَ{61}لمثل هذا النعيم
الكامل,
والخلود الدائم, والفوز العظيم, فليعمل العاملون
في الدنيا
بالصدقات
والأعمال الصالحة
ليصيروا إليه في الآخرة.
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ
شَجَرَةُ
الزَّقُّومِ{62}
إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً
لِّلظَّالِمِينَ{63}
إِنَّهَا
شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ{64}
طَلْعُهَا
كَأَنَّهُ
رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ{65} إنها شجرة تنبت في قعر
جهنم,ثمرها
قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين,
لماذا صور الله الشجرة
بالشياطين
هل نحن رأينا الشيطان أو نعرف شكله ؟
نحن لا نعرف شكله ولكننا
نعرف
أنه أقبح شكل ممكن تتخيله لذلك قرب الله لنا
الصورة بهذا التشبيه
ليوضح
لنا مآل البخلاء الذين لا يتصدقون ويبخلون بما تفضل به الله عليهم
فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ
مِنْهَا
الْبُطُونَ{66} ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ
حَمِيمٍ{67}
ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ{68} {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ
}النحل96 حديث
الشاة رُوِيَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و سلم )
ذَبَحَ
شَاةً
فِي حُجْرَةِعَائِشَةَ رضى الله عنها ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهَا
فُقَرَاءُ
الْمَدِينَةِ، فَجَاءُوا وَ سَأَلُوارَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله
عليه و
سلم)، وَ كَانَ يُعْطِيهِمْ، فَلَمَّا دَخَلَاللَّيْلُ لَمْ يَبْقَ
مِنْهَا
إِلَّا رَقَبَتُهَا، فَسَأَلَ عَائِشَةَ رضى الله عنها :
"مَابَقِيَ
مِنْهَا"؟
فَقَالَتْ
رضى الله عنها: لَمْ يَبْقَ مِنْهَا
إِلَّارَقَبَتُهَا.
فَقَالَ (
صلى الله عليه و سلم ): "قُولِي بَقِيَ
كُلُّهَا
إِلَّارَقَبَتَهَا"
السيدة عائشة كانت تعطّر الصدقة
قبل أن تخرجها لأنها
كانت
تعلم أنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد
الفقير
عثمان بن
عفان في وقت مجاعة أتي بقافلة محملة بالخير
والجمال
، فقال له رجل
أشتري منك الجمل بخمسين ، فقال عثمان يوجد من يشتري
بأكثر
فأخذ
الرجل يزيد حتي وصل إلي 300 وعثمان يقول: يوجد من يشتري بأكثر
فقال
الرجل : من ؟نحن في زمن مجاعة، قال عثمان : الله
{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ فِي
سَبِيلِ
اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ
سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن
يَشَاءُ وَاللّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261أي أن الله يضاعف الصدقة الي
سبعمائة
ضعف وممكن يزيد عن ذلك لمن يشاء
المثل القائل : اللي يعوزه
البيت
يحرم علي الجامع،هذا من أمثال اعداء
الإسلام والمقتّرين
أنفق
ينفق
الله عليك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمعنا في جنة
الفردوس إنه ولي ذلك والقادر عليه
أقول قولي هذا واستغفر الله لي
ولكم
سبحانك
اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
سلسلة
الضياء للشيخ أحمد صبري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]