| | حمــــلة تفكيــــك الإســــلام | |
| El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: حمــــلة تفكيــــك الإســــلام الجمعة 18 يونيو 2010 - 6:24 | |
| حمــــلة تفكيــــك الإســــلام بقلم : فهمـي هـويـــدي-الأهرام
|
| |
حين أقيمت صلاة الجمعة بكنيسة واشنطن, وتولت الخطابة والامامة فيها إحدي السيدات, لأول مرة في تاريخ المسلمين, فإن ذلك لم يكن مجرد فرقعة أو صرعة أمريكية, وإنما كان جزءا من حملة واسعة تسعي الي تفكيك الإسلام, سواء باسم تحديثه أو بدعوي محاربة التطرف والارهاب.
(1) أثناء إحدي الزيارات التي حضرت خلالها مؤتمرا للمسلمين في شيكاغو, توجه مسلم أمريكي إلي أحد العلماء المشاركين بالسؤال التالي: هل يمكن ان تؤدي صلاة الجمعة يوم الأحد؟ ـ وبرر سؤاله بأن مواعيد العمل لاتمكنه من صلاة الجمعة, في حين أن الفسحة واسعة في عطلة الأحد, بحيث يستطيع ان يؤدي الواجب ويعطيه حقه وزيادة. بدا السؤال مضحكا لأول وهلة, لكن السائل كان يتحدث بجدية بالغة, وبدا حزينا حين قال له إن صلاة الجمعة ينبغي أن تتم في يوم الجمعة, وإذا لم يمكن المسلم من أدائها بسبب ظروف عمله, فهو معذور ولا تثريب عليه.
بالنسبة لعدد غير قليل من المسلمين الأمريكيين كان السؤال منطقيا وطبيعيا. ذلك أن مايتعذر انجازه يوم الجمعة, لن يتأثر نظام الكون لو أنه أنجز يوم الأحد. تماما كما أن بعضهم تساءل عما إذا كان يمكن الدخول في الاسلام بالتقسيط, بحيث يتدرج المرء في إقامة الصلوات وبعدها ينتقل الي الصيام ثم الزكاة.. الخ. ذلك أن بعضهم ممن يتعاملون في كل شئون حياتهم بالتقسيط, في شراء الثلاجة والسيارة الي شراء البيت, لم يجدوا غرابة في أن يقترحوا نقل نظام التقسيط إلي كيفية الدخول في الاسلام. وهي ذات العقلية التبسيطية التي دفعت المسلمين السود في البداية لأن يخلطوا بين نقمتهم علي المجتمع الأمريكي الأبيض وبين اعتقادهم, فقالوا بأن الله أسود وأن الشيطان أبيض البشرة, عيناه خضراوان وشعره أصفر!
حين يقترب المرء من العقلية السائدة في المجتمع الأمريكي يدرك ان ذلك التفكير التبسيطي ليس ناتجا فقط عن السذاجة أو البراءة المفرطة التي يتسم بها قطاع عريض من الناس, وإنما هي أيضا وثيقة الصلة بثقافة التعامل مع مايسمونه بالروحانية الجديدة, التي تنطلق من الحاجات, وليس من التكاليف أو الواجبات. وهي من أصداء التفكير العلماني الذي ينصب الانسان في مكان الإله. إذ حين يستبعد الغيب ويهمش, فان الانسان يصبح وحده صانع قدره ومصيره, بالتالي فأي تعاليم, حتي وإن كانت سماوية المصدر ليست عنده آخر كلام, وإنما هي قابلة للتعديل والتبديل والحذف والاضافة, بحيث يفصل كل واحد التزاماته الدينية حسب القناعات التي يستريح اليها.
كانت نتيجة ذلك التخليط ان اتخمت الولايات المتحدة بالمعتقدات, حتي أشارت موسوعة الأديان الأمريكية إلي وجود1586 جماعة دينية بها, بينها700 جماعة غير تقليدية, بمعني أنه يتعذر تصنيفها كمذاهب أو فرق داخل الأديان العالمية التاريخية المعروفة.
(2) خارج إطار البراءة يرصد المرء أنشطة عبثية وتفكيكية منسوبة الي الاسلام, تتحرك في اتجاهين, أحدهما يركز علي ماهو سياسي وثقافي, والثاني معني بما هو قيمي وأخلاقي. والملاحظة المثيرة والخطيرة في أنشطة التفكيك هذه أنها تقوم علي عنصرين أساسيين هما, مجموعة من المسلمين المخترقين أو المتعصبين لأفكار معينة, ومعهم بعض الأمريكيين اليهود المناصرين لاسرائيل, والمعادين لكل ماهو عربي وإسلامي.
سلط الضوء علي جانب من الأنشطة التي تتحرك في المجال السياسي باحث امريكي اسمه جيم لوب, في مقالة مهمة بثتها وكالة انترناشيونال برس سيرفيس( في2004/4/7) كشف فيها الستار عن مساع يبذلها الكاتب الأمريكي المتطرف دانيال بايبس في مساندته لاسرائيل وكراهيته للعرب ـ والفلسطينيين خاصة ـ لانشاء معهد اسلامي تقدمي يمثل اصوات المسلمين الليبراليين في الولايات المتحدة وبايبس هذا يدير مؤسسة باسم منبر الشرق الأوسط للأبحاث, ومقره ولاية فلادلفيا, وله كتابات عدة ومواقف مشهودة تراوحت بين التخويف من اختلاط العقيدة الاسلامية بالاسلام المسلح, والتحذير من وجود المسلمين في الولايات المتحدة وما قد يمثلونه من خطر علي نفوذ اليهود, وانتقاد خطة شارون للانسحاب من غزة.
مشروع بايبس أسفر عن إنشاء مركز تقدمي باسم مركز التعددية الاسلامية, أعلن ان الهدف منه هو تشجيع الاسلام المعتدل في الولايات المتحدة والعالم, ومحاربة نفوذ الاسلام المسلح, واحباط جهود المنظمات ذات التوجه الوهابي المتطرف, من خلال وسائل الاعلام, وبالتعاون مع المنظمات الحكومية الأمريكية. في مقالة تالية نشرتها الوكالة للكاتب ذاته في2005/2/24 معلومات أخري مهمة عن مسئولي المركز وعن مصادر تمويله. فمديره امريكي مسلم اسمه ستيفن شولتز, كان شيوعيا متطرفا( تروتسكيا),
ثم دخل في الإسلام من باب التصوف. وفي تصوفه فإنه تطرف أيضا وأصبحت معركته في الحياة هي مواصلة الحرب ضد الإرهاب. أما مساعده فهو مصري, كان قد فصل من الأزهر في الثمانينيات بسبب انكاره للسنة النبوية, وسافر الي الولايات المتحدة لبعض الوقت, ثم عاد الي مصر ليصبح أحد أركان مركز ابن خلدون(!) ـ وبعد المشكلات القضائية التي واجهها المركز ومديره في عام ألفين اختفي من مصر, وظهر مرة أخري في الولايات المتحدة, ليصبح أحد دعاة الاسلام الأمريكي المعتدل, وقد أورد اسمه دانيال بايبس ضمن آخرين في مقالة تحت عنوان التعريف بالمسلمين المعتدلين نشرتها له صحيفة ذي نيويورك صن( في2004/11/24)
أما تمويل ودعم مركز التعددية الاسلامية فتشترك فيه أطراف عدة. حيث ذكر جيم لوب أنه إلي جانب مايقدمه مركز الأبحاث الذي يديره بايبس, فهناك تجمع الأمريكيين الشيعة, والمساجد التي تحررت من الفكر المتطرف. ومن أبرز الداعمين للمشروع نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفووتيز( مهندس الحرب علي العراق وأحد ابرز اليهود الناشطين بين المحافظين الجدد) وجيمس وولسي مدير المخابرات المركزية السابق. ولا داعي لايراد بقية الأسماء, لأن دلالة الاسمين فيها الكفاية, لكي نتعرف علي اتجاه مركز التعددية الاسلامية, وطبيعة الاعتدال والتقدمية في أنشطته ومقاصده.
| الموضوع : حمــــلة تفكيــــك الإســــلام المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | El Helalyaالمؤسسة
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: رد: حمــــلة تفكيــــك الإســــلام الجمعة 18 يونيو 2010 - 6:25 | |
| لم يكتف السيد دانيال بايبس بتحريكه لمشروع مركز التعددية, وإنما سعي أيضا لانشاء مؤسسة اخري مهمتها مناهضة أنشطة الاسلاميين في الولايات المتحدة. وهدفها الحقيقي هو محاربة الجهود التي تبذلها المنظمات الاسلامية الأمريكية, التي يصفها بايبس بأنها تمثل الاسلام الراديكالي
علي صعيد آخر فثمة مؤسسة ثالثة باسم ائتلاف المسلمين الأحرار ضد الارهاب, أنشأها في واشنطن أمريكي مسلم من أصول فلسطينية اسمه كمال نعواش. له محاولات لم تنجح للانخراط في العمل السياسي, فوجد ضالته في حمل لافتة مقاومة الارهاب, ومساندة الجهود التي تبذلها الادارة الأمريكية علي ذلك الصعيد( في2004/8/5 أجرت معه محطة تليفزيون فوكس نيوز ذات التوجه الصهيوني والمعادية للاسلام والمسلمين والعرب جميعا, حوارا قال فيه ان50% من المسلمين متطرفون وفاشيون واتهم المنظمات الاسلامية المعروفة في أمريكا بالتحيز للاسلام الراديكالي)
(3) مقالة دانيال بايبس التي نشرتها ذي نيويورك صن ذات أهمية خاصة, لأنها تكشف عن جهود الاحتشاد المبذولة للتبشير بالاسلام الأمريكي من خلال تفكيك الاسلام واقصائه. فقد اعتبر أن ذلك الاحتشاد من قبيل الأنباء السارة حيث زف الي القراء نبأ انخراط بعض المسلمين في حملة مناهضة أنشطة الاسلاميين( يقصد المتطرفين والراديكاليين) وقال إن هولاء رفعوا أصواتهم بعد أحداث11 سبتمبر. وذكر في هذا الصدد أسماء سبعة اشخاص, من بينهم الدكتور صبحي منصور المفصول من جامعة الأزهر, والدكتور بسام طيبي, وهو من غلاة العلمانيين السوريين.
تحدث أيضا عن ظهور منظمتين جديدتين هما, ائتلاف المسلمين الأحرار ضد الارهاب, الذي أسسه كمال نعواش, وسبقت الاشارة اليه, ثم المنبر الأمريكي الاسلامي للدفاع عن الديمقراطية, وقد أسسه شخص اسمه زهدي جاسر.
مايستوقف المرء أيضا في القائمة التي أوردها بايبس, إنه ضم الي الأخبار السارة تلك المذكرة التي أعدها ثلاثة من غلاة العلمانيين العرب المؤيدين لاسرائيل والمعادين للتوجه الاسلامي( أحدهما عراقي والثاني أردني والثالث تونسي), وطالبوا فيها باقامة محكمة دولية لمن سموهم فقهاء الارهاب, وفي المقدمة منهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي. وهي المذكرة التي قدمت الي الأمين العام للأمم المتحدة قبل اسبوعين, وقيل إن أربعة آلاف من المثقفين العرب وقعوا عليها( بايبس قال إنهم2500, من23 بلدا مسلما)
غني عن البيان ان هؤلاء الأشخاص وتلك الجهات ليست وحدها الناشطة في مجال تفكيك الاسلام وتشويهه, فالولايات المتحدة تكتظ بمثل هذه النماذج,( فيها أيضا نماذج منصفة ومحترمة تحارب ولايسمع لها صوت للأسف) ـ ولكن ماأشار اليه بايبس يمثل الجهد الجديد الذي يبذل للترويج للاسلام الأمريكي من خلال استخدام اسماء وواجهات اسلامية. كما إنه يراد لتلك الواجهات ان تكتسب شرعية لتحل محل المنظمات الاسلامية الأخري الموجودة في الولايات المتحدة منذ أربعة عقود علي الأقل.
(4) في إطار الاحتشاد الثاني تتحرك مجموعات ترفع راية الاسلام التقدمي, وتدعو الي التساهل ـ التجاوز ان شئت الدقة ـ في الالتزام بمنظومة القيم والأخلاق والتقاليد المتعارف عليها في مجتمعات المسلمين. وثمة موقع علي الانترنت باسم يقظة المسلم, يعبر عن ذلك التوجه, ومسألة الجنس تحظي باهتمام خاص من جانب المسئولين عن الموقع, الذين خصصوا في إطاره زاوية دائمة عن الجنس والأمة ومن أشهر الناشطات في تلك المجموعة سيدة ـ باكستانية الأصل فيما يبدو ـ أنجبت طفلا من خارج الزواج وتقود حملة لتغيير موقف التفكير الاسلامي في الموضوع, للاعتراف بصحة ماأقدمت عليه, أو قبوله علي الأقل. هذه المجموعة التقدمية ـ التي تضم عشرات الأشخاص ـ ليس أكثر ـ هي التي تبنت الدعوة الي إمامة المرأة في صلاة الجمعة, والسيدة الباكستانية التي أشرت اليها توا كانت من زعماء الاستعراض الذي تم في كنيسة واشنطن للفت الأنظار واشهار الوجود.
بشكل مواز مع هؤلاد تتحرك مجموعة أخري أكثر تحررا تقودها سيدة مسلمة باكتسانية الأصل, من الشاذين جنسيا, وقد ألفت كتابا في الموضوع بعنوان المشكلة داخل الاسلام ويجري تسويقها في الاعلام الأمريكي باعتبارها مصلحة اجتماعية وقيادة فكرية اسلامية كبيرة, تسعي الي تحديث الاسلام وتحريك الجمود فيه.
(5) لعلي لاأكون مخطئا إذا كنت قد أخرجت تلك الجهود من دائرة البراءة, علي الأقل فيما يتعلق بالوسائل والمقاصد, اذ من حق المرء ان يستريب فيها, حين يجد ان الذين يساندون الاعتدال الاسلامي والتجديد هم نفر من عتاة المعادين للاسلام والمسلمين والمتحالفين مع اسرائيل, ومن حقه ان يثير العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة بين تلك الأنشطة, وبين حرب الأفكار التي أعلنتها الادارة الأمريكية في أعقاب11 سبتمبر, واستهدفت بها العمل علي اعادة تشكيل العقل الاسلامي, بالتوازي مع اعادة رسم خرائط المنطقة في اطار مشروع الشرق الأوسط الكبير.
كما ان من حقه ان يثير علامات استفهام اخري حول علاقة تلك الأنشطة بالمقترحات التي تضمنها تقرير مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث, لتفكيك الاسلام واعادة تركيبه تحت عنوان الاسلام المدني والديمقراطي خصوصا ان بعض تلك المقترحات وجدت لها ترجمة وتجسيدا في الأنشطة التي مررنا بها, سواء في منطلقاتها العلمانية أو في استحداث واجهات وقيادات جديدة بديلة لما هو قائم, أو في الهجوم علي الاسلام المحافظ والتقليدي, أو في تشجيع تيار التصوف. ومن حق المرء أيضا ان يتساءل عن أصداء تلك الأنشطة التي تجلت في العالم العربي مؤخرا, وتمثلت في بعض المراكز والمنظمات العلمانية التي تصدت للشأن الاسلامي, وخاضت في مسألة تغيير الخطاب الديني, وتعديل مناهج التعليم, ومحاولة اصطناع قيادات فكرية اسلامية ملتزمة بالأجندة العلمانية.
( للعلم: أحد المسئولين عن واحد من تلك المراكز في القاهرة يبذل هذه الأيام جهودا حثيثة لتسويق مشروع فكري من ذلك القبيل, وقام بزيارة لدولة خليجية مصطحبا معه بضاعته, حيث ذهب باحثا عن دعم لانشاء مركز للتنوير يطعم الاسلام بالعلمانية والعكس) يبدو الاسلام والمسلمون في هذا المشهد كما لو أنهم اصبحوا ساحة مستباحة لكل من هب ودب, وهي استباحة لاحدود لها, ولا رادع لمن يجترئ عليها, لاقيمة ولا كرامة لأهلها, الأمر الذي يدعونا الي اضافة سؤال آخر الي ماسبق, عمن يستحق اللوم ازاء ذلك الذين تطاولوا واجترأوا, أم الذين سكتوا واستكانوا وانبطحوا؟! الموضوع : حمــــلة تفكيــــك الإســــلام المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: El Helalya |
| | | أبوسيفالمدير العام
تاريخ التسجيل : 28/10/2009
| | | | | حمــــلة تفكيــــك الإســــلام | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| |