أبوسميرعضـــو نشــط
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
| موضوع: الحيــاء من الله تعالى السبت 13 نوفمبر 2010 - 18:04 | |
|
من أجل الأعمال المتعلقة بعمل القلب الحياء من الله تعالى.
والحياء مصدر حيي الّتي تدلّ على الاستحياء الّذي هو ضدّ الوقاحة، قال أبو زيد يقال: حييت منه أحيا إذا استحييت، وقال ابن منظور: الحياء: التّوبة والحشمة، يقال: حيي منه حياء، واستحيا، واستحى حذفوا الياء الأخيرة كراهية التقاء الياءين، و(الصّيغتان) الأخيرتان تتعدّيان بحرف وبغير حرف، يقولون: استحيا منك واستحياك واستحى منك واستحاك، والحياء يكون بمعنى الاستحياء.
أما الحياء فقد عُرف من جهة العبد بأنه: تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به. وقيل هو: خلق يبعث على ترك القبح ويمنع من التّقصير في حقّ ذي الحق. وقد ورد في الشرع الأمر بالحياء في نصوص كثيرة مما يدل على أهميته ومكانته.
من ذلك قوله تعالى: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ (سورة القصص آية: 25) ، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ (سورة الأحزاب آية: 53).
وروى الترمذي وغيره عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ) استحيوا من اللّه حقّ الحياء، قال: قلنا: يا رسول اللّه، إنّا نستحيي والحمد للّه، قال: ليس ذاك، ولكنّ الاستحياء من اللّه حقّ الحياء: أن تحفظ الرّأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدّنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من اللّه حقّ الحياء (.
وروى البخاري في صحيحه عن أبي مسعود البدريّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ) إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت (.
وروى البخاري أيضا في صحيحه عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ) الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان (.
وروى الترمذي وغيره عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه -رضي اللّه عنه- قال: ) قلت: يا رسول اللّه، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلّا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، فقال: الرّجل يكون مع الرّجل؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل، قلت: والرّجل يكون خاليا، قال: فاللّه أحقّ أن يستحيا منه (.
وروى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدريّ -رضي اللّه عنه- قال: ) كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- أشدّ حياء من العذراء في خدرها (.
قال الإمام ابن القيّم -رحمه اللّه تعالى-: وخلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلّها وأعظمها قدرا وأكثرها نفعا، بل هو خاصّة الإنسانيّة، فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانيّة إلّا اللّحم والدّم وصورتهما الظّاهرة، كما أنّه ليس معه من الخير شيء، ولولا هذا الخلق لم يقر الضّيف، ولم يوف بالوعد، ولم تؤدّ أمانة، ولم تقض لأحد حاجة، ولا تحرّى الرّجل الجميل فآثره، والقبيح فتجنّبه، ولا ستر له عورة، ولا امتنع من فاحشة. وكثير من النّاس لولا الحياء الّذي فيه لم يؤدّ شيئا من الأمور المفترضة عليه، ولم يرع لمخلوق حقّا، ولم يصل له رحما، ولا برّ له والدا؛ فإنّ الباعث على هذه الأفعال إمّا دينيّ، وهو رجاء عاقبتها الحميدة، وإمّا دنيويّ علويّ، وهو حياء فاعلها من الخلق. فقد تبيّن أنّه لولا الحياء إمّا من الخالق أو من الخلائق لم يفعلها صاحبها.
ثمّ قال -رحمه اللّه-: إنّ للإنسان آمرين وزاجرين، آمر وزاجر من جهة الحياء، فإذا أطاعه امتنع من فعل كلّ ما يشتهي، وله آمر وزاجر من جهة الهوى والطّبيعة، فمن لم يطع آمر الحياء وزاجره، أطاع آمر الهوى والشّهوة ولا بدّ. الموضوع : الحيــاء من الله تعالى المصدر :منتديات تقى الإسلامية الكاتب: أبوسمير |
|
راجيةعضـــو نشــط
تاريخ التسجيل : 12/09/2010
| |